دام برس- اللاذقية- عاطف عفيف :
كثيرون عندما يصلون إلى سن التقاعد ويخرجون من ميدان العمل يعتبرون أن عجلة الحياة والحيوية توقفت بالنسبة لهم، لكن هناك آخرون يرون أن الحياة محطات ولكل محطة رونقها ومعطياتها، ومن بين هؤلاء الضابط المتقاعد جابر أسعد والذي دخل عالم الفن والإبداع حديثاً ، ويعتبر أن الإبداع والفن لا يعترف بحدود الزمن.
وبالفعل الإبداع والفن لا يعترف بحدود الزمن فعندما تتوفر الظروف المواتية فإن بذور هذا الإبداع ستشق طريقها إلى النور والحياة، فلم يقف العمر حاجزاً أمام الفنانة عائشة مهنا التي تفتقت لديها الموهبة والإبداع الفني في الثمانينات من عمرها  بدن سابق إنذار فاستلت ريشتها دون أن يكون لدينها أي خلفية بالرسم  وبدأت ترسم لوحات من التراث والذاكرة تخزنت لديها  من سماع القصص القديمة كقصص الزير سالم وأبو زيد الهلالي وغيرها ....
  واليوم الحالة تتكرر مع جابر أسعد من أبناء مدينة اللاذقية ضابط متقاعد تجاوز عمره الثالثة والستين اكتشف مؤخراً موهبته الفنية وعشقه لأعمال النحت والخزف، فشمر عن ساعديه وبدأ بالعمل الجاد واليومي لإنتاج المزيد من الأعمال الفنية والتي يكتشف من خلالها الآن الجانب الذي كان  مخفياً من شخصيته وذاته طوال السنوات الفائتة من حياته.
ويقول أسعد بدأت بالخوض  بتجربتي الجديدة في مجال النحت والخزف منذ حوالي السنة والنصف بعد التشجيع الذي لمسته من المقربين والوسط المحيط وخاصة أخي الفنان سموقان، والذي اكتشف أن لدي بذور فنية لا بد من العمل عليها وبذل المزيد من الجهد لتتفتق وتخرج إلى الضوء معلنة الولادة الأولى، ولقد اشتغلت حتى الآن ما يقارب الأربعين عملاً ومنذ أيام شاركت ببعض أعمالي في  معرض اللوحة الأولى والذي أقامه البيت العربي للموسيقى  في نادي الأوركسترا باللاذقية وهذه هي المشاركة الأولى لي في المعارض.
وأشار أسعد بأنه مصر على المضي قدماً بتجربته الفنية إلى آخرها مهما كانت النتائج، مؤكداً بأن لديه طموح بإنتاج المزيد من الأعمال الفنية والتي تساهم في تطوير وصقل تجربته الفنية وتحسين آلياته موضحاً بأنه يعمل كل يوم بالحد الأدنى ست ساعات.
ويرى جابر بأن النقد ضروري للفنان قائلاً بأنه يشعر بارتياح كبير عندما تكون أعماله الفنية مادة للانتقاد من الأصدقاء والمقربين لأن فيها على الأرجح تصويباً وتصحيحاً لبعض الأخطاء التي قد يقع فيها الفنان.
ويقول  أسعد بأنه يعشق الطبيعة ويراها الملهم الأكبر لعناوين أعماله الفنية فالبحر له السحر الخاص لدية لذلك نفذ العديد من اللوحات التي لها علاقة بالبحر وحركة الأمواج، كذلك هناك الكثير من الأعمال التي تأخذ من الحيوانات عناوين لها كالحصان والغزال وغيرها، كما يحتل التراث وما يرتبط به ركنا لا بأس به من الأعمال مثل " الباطوس معصرة الأجداد لعصر الزيتون ، التنور وكيفية انتاج الخبز، المرج الذي كان يجره الحيوانات ويستخدم لدراسة الحبوب بدل الدراسة الآلية الحديثة وغيرها ....."
والجدير بالذكر بأن الفنان جابر أسعد شارك خلال خدمته في العديد من البطولات العالمية للرماية في مجال الألعاب العسكرية، كما شارك في العديد من الدورات العربية للرماية للألعاب العسكرية وحصل على العديد من الميداليات في تلك الدورات، كما كان بطل الجمهورية في مجال الرماية لمدة عشر سنوات متواصلة .