Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 17:53:35
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
العلاج بالطاقة المتعلقة بالقرآن الكريم .. بقلم : الأخصائية آمال يونس

دام برس:
فمن المعلوم أن الله عز وجل قد اصطفى نبيه محمد (ص) واجتباه وأرسله برسالة الإسلام التي ختم بها الرسالات وقال : ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ، ومن منطلق عقيدة ختم النبوة بمحمد وختم الرسالات بالإسلام الذي أكمل الله به الدين وأتم به النعمة ورضيه للبشرية منهجاً إلى يوم الدين أقف في آخر مباحث هذه الورقة وقفة مع بعض التطبيقات الاستشفائية التي تتبنى فلسفة الطاقة وتسربها للثقافة الإسلامية وللمجتمع المسلم بشكل جعل كثيرًا من الناس يظن أن فلسفة الطاقة وتطبيقاتها تتوافق مع الإسلام وعقيدة التوحيد بل هي من دلالات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ! أو يظن على أقل تقدير أنها لاتعدو أن تكون تطبيقات رياضية وتقنيات حيوية لا تتعارض مع ديننا وثوابت عقيدتنا، لاسيما بعد أن بذل ممارسوها والمدربون عليها من المسلمين جهداً لفهمها في ضوء العقيدة الإسلامية والاستشهاد بكثير النصوص الشرعية للتوفيق بينها وبين الإسلام والتقريب بينهما بحيث لايشعر عوام المتدربين والمعالجين بوحشة مما يصادفهم فيها من مخالفات شركية وعقائدية!
وحقيقة الأمر أن التأصيل الإسلامي للعلوم وبيان وجوه الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة من الأمور المهمة في هذا العصر نظراً للانفتاح المعلوماتي الكبير والتطور الهائل في أجهزة الاتصالات بحيث أصبح العالم حقاً قرية واحدة تظلله دعوات الحوار والحب والسلام والتسامح وتسعى لإذابة كثير من الفروق ومن هنا فإن السباق بين أبناء الحضارات لتقديم تراثهم وإعلاء حضارتهم على الصعيد العالمي أمر محمود لكن يجب أن يتولاه أهله الذين يعرفون حقيقة دينهم وحقيقة الفلسفات التي تنطلق منها وربما تخدمها كثير من العلوم الوافدة والتطبيقات الحياتية المستوردة والمفاهيم التربوية المختلفة إذ أن أسلمة العلوم ينبغي أن تنطلق من تطويع النافع منها ليخدم الإسلام والمسلمين ولا تنطلق من تطويع الإسلام ولي أعناق نصوصه لتتماشى مع هذه الفلسفة أو تلك . وكذا الأمر بالنسبة للإعجاز العلمي فكم تضر الدين تلك الدراسات السقيمة التي تعلي من قيمة نظرية علمية فجة منبعها فلسفة شخص أو هواه لا تجاربه ومشاهداته فترى للأسف كيف يفرح بها من اشتبهت عندهم في ظاهرها بشيء من حقائق الدين فراح يطعمها بالآيات والأحاديث ويؤكد أنها كشف علمي وحقيقة أظهرت جوانب إعجاز في الكتاب أو السنة والحق أنه بذلك نصر فلسفة ونشر ضلالة بما أعطاها من قداسة النصوص .
ولما كانت الوافدات الفكرية والفلسفية تشتمل على فلسفة دينية ملحدة تتخللها علوم رياضية ومنطقية وفيزيائية وفلكية ونفسية مفيدة فإنه لزاما على المهتمين والغيورين تكوين لجان متخصصة تتابع وتفحص وتؤسلم ما ينفع الناس وترد ما يضرهم في دينهم ودنياهم لاسيما وأن هذه الوافدات لم تأت على شكلها الفلسفي ليفحصها المختصون ويدرك خطرها الديني الدعاة والمربون وإنما تبلورت في صورة تطبيقات وتدريبات وممارسات تتسلل لعامة الناس بشكل دورات للتنمية البشرية أو طرق للعلاج والاستشفاء في عيادات خاصة أو عبر مجمعات الطب البديل مع ادعاء كبير بجدوى العلاج وفاعليته وخلوه من الآثار الجانبية مما جعل لها قبولا واسعاً، ويتم التركيز بشكل كبير على الأمراض المنتشرة بين الناس التي لم يشتهر نجاح العلاج الطبي المعروف لها ، أو أن علاجها الطبي طويل المدة وله آثار جانبية ، أو مالية مرهقة للمريض ، منها على سبيل المثال : الربو ، والسمنة ، والسرطان ، والسكر، أمراض الروماتيزم ، وكثير من المشكلات والأمراض النفسية كالشعور بالخوف، والشعور بالإحباط والفشل ، والشعور بالقلق والاكتئاب ونحو ذلك.
وقد تنوعت صور العلاج بالطاقة والتطبيقات المقدمة في المجتمعات المسلمة فقدمت أكثر علاجات الطاقة بأسمائها الأصلية في الطب الصيني والهندي( ) مع محاولات التوفيق والتقريب بينها وبين الإسلام؛ فالعلاج بالريكي أو (اللمسة العلاجية) يقدم على أنه صورة للرقية المقرة في الإسلام ويبذل الذين يدعون أسلمتها جهدهم في إبراز وجوه الشبه بينهما والتعمية على الإلحاد الجلي في الريكي وإخلاص الدعاء لله في الرقية . وكذلك الأمر في التاي شي والتشي كونغ واليوجا والماكروبيوتيك وغيرها ( ).
كما ابتكرت أنواع تطبيقات طاقة جديدة كالعلاج بطاقة الأسماء الحسنى وروج لتطبيقاتها المتنوعة في العلاج المبني على حساب الحروف وقياس مستوى طاقة الاسم ونوعها بالبندول ومن ثم تحديد الاسم المناسب لكل عضو وكل مرض وكل شخص( )!
وكذلك العلاج بأشعة ” لا إله إلا الله ” الذي يتم في جلسة استرخاء ودخول في حالة وعي مغيرة يتخيل فيها المعالَج جملة الشهادة ولها وميض أخضر ذو طاقة عالية ثم يحاول استمداده وتوجيه قوته لمعالجة مواطن الألم وشحنها بطاقة قوة الحياة
كذلك انبرى فريق من المهتمين بالطاقة ليقحموا فلسفتها في بعض العلاجات المقرة نبوياً أو الشعائر والعبادات الدينية في الإسلام وألبسوا ذلك ثوب الإعجاز العلمي وهو في الحقيقة تدعيم للفلسفة الملحدة، ومن ذلك : علاج الأمراض بالطاقة عبر السجود الذي يزعمون أنه يفرغ الجسم من الطاقة السلبية المتكونة فيه من الشهوات ومواقف الحياة ومن وراء إشعاعات الأجهزة الكهربائية الحديثة، بحيث تتجمع الطاقة – التي يزعمون -في الجبين ومنافذ التفريغ في الأعضاء السبعة التي أمرنا بالسجود عليها( )!!
وكذلك إدخال فلسفة الطاقة الكونية والجسم الأثيري في العلاج بالحجامة بزعم أن فاعليتها الشفائية تتحقق إذا روعي تنفيذها بحسب مواضع مكامن الطاقة الحيوية على الجسم الأثيري وزعم أن الاحتجام يحرر الجسم من أنواع الطاقة السلبية ويمده بالطاقة الإيجابية ، لذا ينبغي التنبيه على أن الحجامة المقصودة في السنة هي التي كانت معروفة في زمن رسول الله  والتي تخلص الجسم من دم فاسد وتحرك الدورة الدموية ولا علاقة لها بفلسفة الطاقة والجسم الأثيري( ).
وكذلك الاستشفاء بطاقة الشفاء في القرآن( ) ويهتم لتعليم ذلك والاستفادة منه بصوت الحروف ومراعاة مد الصوت بها ورخامته، لاستخراج الطاقة الكامنة وقد يرددون كلمة أو أكثر ، أو حرف أو أكثر بحسب المرض وطاقة الحرف ! ومن ذلك أيضًا ما أسموه الاستشفاء بالوجبة القرآنية المعتمد على نفس مبدأ الطاقة وأسرارها استخلاصاً -كما يدعون- من القرآن وعلوم الأسرار والطاقة .
ومؤخراً أعلن عن براءة اختراع جديدة للطاقة القرآنية تحت اسم “علم التنوير القرآني” Information Technology Energy Radiation Science، وهي فكرة لاتخرج في منبعها وتفاصيلها عن هذه الضلالات .
وربما تغيرت الأسماء والشعارات من يوم ليوم، فلكل مدرب مدرسة ولكل علاج ودورة توابع ومستويات متنوعة تنشر جميعها فلسفات وتعاليم الديانات الصينية والهندية والديانات الشرقية التي ترى الكون منبثق عن قوة كلية على شكل ثنائيات فتنادي بضرورة توازن القوى الثنائية “الين واليانج” بطرق وممارسات متنوعة ، وتنشر الاعتقاد بأن الإنسان له سبعة أجساد وجهاز طاقة لابد من الاهتمام بتدفيق الطاقة الكونية فيه ليحصل الإنسان على السعادة والصحة والنضارة والسمو الروحي –بزعمهم– سواء تم ذلك بما هو وافد من الشرق من عبارات وأشكال ورموز وترانيم شركية ومراعاة الخواص المدعاة للأحجار الكريمة والألوان ، والروائح حسب أسرار الشكرات وألوانها وطاقتها، أو بحسب الخواص المدعاة للأشكال الهندسية والأهرام مما هو مبني على قواعد التنجيم ومبادئ السحر -عياذا بالله- أو بما يناسب ثقافتنا الإسلامية من مصطلحات أو تسبيحات وآيات وذكر إيهاماً للعامة .

aamalyounes.com
 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   التواصل
سيدتي امال تحية وتقديرا وبعد ارجوك موافاتي باليد الالكتروني لانني احب المعالجة على يديك جراء عقم مستعص
المختار  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz