Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 12:43:53
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
دار الأماني: أول مشروع يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة في ريف جبلة ويسعى لدمجهم بالمجتمع

خاص دام برس - بلال سليطين

في ظروف غير طبيعية تغيب فيها أدنى مقومات العمل من تجهيزات  وأدوات يحاول القائمون على جمعية دار الأماني لذوي الاحتياجات الخاصة تقديم خدمات تعليمية وتدريبية وطبية لأطفال غير أسوياء في محاولةٍ منهم لدمجهم في المجتمع ودفعهم للتغلب على إعاقاتهم وتأمين احتياجاتهم بأنفسهم.

تضم الجمعية أطفالاً يتامى وأبناء شهداء من ذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى غيرهم من الأطفال الذين يعانون من التوحد والشلل الدماغي، حيث تضم حوالي /50/ طفلاً وطفلةً من أبناء ريف جبلة الذي يعاني من الإهمال في هذا المجال فهذه الجمعية هي الأولى  من نوعها التي تهتم بهذا الريف الذي تعاني بعض أسره من عدم القدرة المالية على تحمل تكاليف نقل أبنائهم إلى دار الجمعية لتلقي العلاج والدروس وتسهيل عملية اندماجهم، علماً أن قسط الجمعية شهريا للأسر التي لديها راتب واحد /1500/ ل س، وللأسر التي لديها راتبان /2500/ ل س.

الجمعية قائمة على تبرعات الخيرين الذين لا تكفي تبرعاتهم لدفع رواتب المعلمات، مما يضطر القائمين عليها لتسخير وسيلة النقل الخاصة بهم لكي تقل الأطفال حيث يقول أحد القائمين على الجمعية أنه ومنذ /8/ أشهر يسخر سيارته لكي تقل الأطفال على حسابه الشخصي من قراهم المنتشرة في اتجاهات مختلفة إلى مقر الجمعية.

المعلمات في الجمعية متخصصات وخريجات "علم اجتماع، رياض أطفال، إرشاد نفسي، فنون" وقد خضعن لدورة في التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على يد الأساتذة شوقي غانم وزياد جحجاح.

السيدة "صفية ديوب" رئيسة الجمعية تطالب الأهالي بالتعاون مع المشروع وتقول:«هذه أول مؤسسة تهتم بأطفال ريف جبلة وقد واجهتها صعوبات وعقبات كثيرة في مقدمتها العقبة المادية التي تحول دون انجازنا للكثير من الأعمال المفيدة للأطفال، كما أننا نعاني من عدم وجود العقيلة التعاونية من قبل الأهالي مع هكذا مشاريع مما يدفعني لدعوتهم للنظر له بايجابية ودعمه بكل الوسائل معنوياً ومادياً وحتى جسدياً من خلال التطوع لخدمة هؤلاء الأطفال وهذه الدعوة تشمل حتى أسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فهم أيضاً بحاجة لشجاعة أكبر، أنا أم لطفلة مريضة وأعرف قيمة الإعاقة ومعاناتها جيداً».

وتضيف "ديوب":«لقد كان الأهالي يعانون من عدم القدرة على مساعدة أبنائهم ذوي الاحتياجات الخاصة على الانخراط بالمجتمع نظرا لغياب الدور الخاصة برعايتهم وبالتالي دعم شخصيتهم وتسهيل عملية دمجهم في ظل عدم وجود معلمين في المدارس ودور الحضانة قادرين على التعامل معهم مما يؤدي إلى تهميشهم وغيابهم عن المجتمع».

"ديوب" أشارت إلى حاجة الجمعية الماسة لوسيلة نقل بأي وسيلة كانت وقالت:«لدينا أطفال في قرى بعيدة لا يمكننا نقلهم إلى الدار بسبب غياب وسيلة النقل القادرة على ذلك ما يحول دون مساعدة هؤلاء الأطفال مما يجعلنا بأمس الحاجة لمساعدة في هذا المجال، كما أنه لدينا نسبة لا يستهان بها من الأطفال الذين لم نتمكن من الوصول إليهم نظرا لان أهاليهم مازالوا يتحفظون عليهم في المنزل لأسباب مختلفة منها الخجل ومنها عدم القدرة المادية ومنها عدم المعرفة بوجود هكذا دور متخصصة».

وتضيف "ديوب" متحدثةً عما تحتاجه الجمعية:«من حيث التعليم لدينا فهو تعليم أكاديمي، لكننا بحاجة لسيرفيس ينقل الركاب وتجهيزات لحديقة الألعاب، وبحاجة لتعاون البيئة المحيطة بنا في الريف وأن تنظر نظرة ايجابية لهؤلاء الأطفال، بالاضافة إلى ضرورة تأمين أدوات تتعلق بالأعمال الفنية لان الأطفال لديهم طاقة كبيرة في هذا المجال ومن الممكن أن نوظفها بطريقة صحيحة بمجرد تأمين الاحتياجات».

"ديوب" تتحدث عن انجازات الجمعية قائلة:«أشهرت الجمعية قبل عامين ومن أهم ما انجزناه كسر حاجز الخوف لدى عشرات الأسر ودفعهم لإخراج أبنائهم من المنزل والسماح لهم بالانضمام للجمعية، بالإضافة لتعليم وعلاج عشرات الأطفال فيزيائيا لتسهيل حركتهم، وتخديم شريحة فقيرة عاجزة عن تامين احتياجات الأبناء في مجال الاحتياجات الخاصة.

يضاف إلى ذلك مشروعنا القادم وهو العمل على إنشاء مركز تدريب حرفي للأطفال لكي نعلمهم ونحضرهم بحيث عندما يكبروا يجدون مهنة يعملون بها دون أن يحتاجوا احداً بحيث ينتج ويصرف على نفسه».

 

مسؤول العلاج الفيزيائي في الدار "مهند الرحية" تحدث لدام برس قائلا:«أغلب الحالات التي لدينا عبارة عن تأخر تطور حركي مما يجعلنا نهتم في بشكل أساسي بإعادة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة لكننا غير قادرين على التطور بالعلاج بسبب غياب الأدوات حيث أننا بحاجة أجهزة طبية خاصة بالمعالجة، إلى جانب المتابعة من قبل الأهالي وتنفيذ التعليمات التي نعطيهم إياها حتى يعينونا ويعينوا أبنائهم في التغلب على إعاقتهم.

هذا الريف بحاجة لدعم وغالبية حالات الشلل فيه هي حالات تشنجية تحتاج لوقت وجهد لان علاجها طويل الأمد، وهي مجدية جداً حيث أننا في البداية اصطدمنا بانعزالية الأطفال وخوفهم وبعد فترة قصيرة تغير كل شيء وأصبح الطفل أكثر اندماجاً ويطالب أهله بأن يأتوا به إلى جلسة العلاج الفيزيائي وهذا انجاز مهم جداً».

فيما تقول مسؤولة الأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي "رُلا مرهج":«بيئتنا عشوائية ونحتاج لبيئة منظمة، الموضوع المادي هو المشكلة، بالنسبة لي لدي في قسمي /9/ أطفال وضعت لكل طفل برنامجاً خاصاً، غالبية الأطفال يعانون من  تأخر التدخل مما جعلهم يخسرون مراحل عمرية من التعليم كانوا بأمس الحاجة لها ولو توفر الدعم لهم سابقاً لكان واقعهم أفضل من الآن بكثير.

خلال مرحلة التعليم أركز على تعليمهم القراءة والكتابة والحساب، وفي المجال المعرفي أعلمهم كل ما يتعلق بالمحيط، وفي المجال الاجتماعي أركز على امتلاكه قدرة على التكيف مع المحيط، وحالياً لدينا مشروع التعليم المهني الذي نسعى لإقامته وفي خطوة استباقية له في حال أقمناه أو لا فإنني أركز على جعلهم يقومون بحركات دقيقة تفيدهم في المجال المهني كامتلاك القدرة على التحكم بحركات الأصابع وضبط عضلات العيون وتوجيهها باتجاه واحد.

وفق ما هو متوفر لنا من إمكانيات أرى أننا قمنا بانجاز هام جداً على صعيد النطق والتواصل مع الآخرين والعلاج الفيزيائي».

من جانبها "نور غانم" (مسؤولة اطفال التوحد):«أطفال التوحد بحاجة لتعليم وتثبيت المعلومة لذلك فهم يستهلكون وقتاً أكبر في التعليم حيث أعطيهم المعلومة لفترة معينة ومن ثم أمنحهم مهلة من الوقت لتثبيتها، أركز كثيرا على مواضيع الانتباه والتركيز بالإضافة للمعلومات التي يحتاجونها للتأقلم مع المحيط والتواصل مع الناس وتدبر أمورهم بمفردهم، وهناك عمل على الجانب الإبداعي لدى الأطفال الذين أصبحوا الآن يمتلكون بعض الاستقلالية الشخصية التي كانوا يفتقدونها سابقاً».

أما مسؤولة مرضى "الداون" "بشرى رزق":«ما نقوم به بحاجة لتعاون الأهالي حتى يحصد الأطفال ثماره، حيث أن استجابة الأطفال الممتازة للتعلم عائدة لحسن تعاون الأهل أما الاستجابة البطيئة فهي عائدة لسوء تعاون الأهل.

بالنسبة لي أجد متعة في تعليم هؤلاء الأطفال وتحويلهم إلى أشخاص قادرين على الانخراط بالمجتمع، علماً أنه ينقصني وسائل متعددة لتقديم المزيد من العطاء حيث أنني أخترع وسائل اختراعاً من المواد المتوفرة أو باستخدام يدي، ومؤخراً أصبحت أستخدم كمبيوتري الشخصي لتعليم الأطفال بعض السلوكيات بواسطة تقنية الفيديو».

يذكر أن دار الأماني أعنت بداية عملها قبل حوالي عام من الآن وهي تسعى بما لديها من إمكانيات لمساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على الاندماج في المجتمع والتعامل مع الأسوياء، وهي بحاجة بحسب كل العاملين فيها إلى تضافر الجهود وتقديم الدعم من قبل الجميع كل من موقعه حتى تنهض بواقع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في ريف "جبلة".
 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   نرجوا التوضيح
نرجوا التوضيح عن طريقة التعاون مع الجمعية وكيفية المساعده...سواء عن طريق الاتصال بهم أو من خلال عنوان الجمعية...شاكرين جهودكم
رجل أعمال  
  0000-00-00 00:00:00   كيفية التواصل
كيف نستطيع التواصل مع الجمعية حيث لم يشر التحقيق لاالى عنوان الجمعية ولا الى رقم حساب ولارقم تلفون نرجو المزيد من المعلومات
emeraldaliabal  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz