دام برس – دينا محمد محمود :

يعتبر التراث الحضاري المعماري وغيره على اختلاف أنواعه وأشكاله مبعث فخر للأمم واعتزازها ودليلاً على عراقتها وأصالتها، أي أنه معبّر عن الهوية الوطنية وصلة وصل بين الماضي والحاضر
و تزخر دمشق  بالعديد من المعالم الأثرية التي تروي قصة حضارات عديدة تشير جميعها إلى العصور والحقب الزمنية المختلفة التي مرت بها على مدى التاريخ.. وإبداع الإنسان وإسهاماته وتواصله مع الحضارات الإنسانية آنذاك.

داخل سور مدينة دمشق القديمة وعلى مسافة قريبة من المسجد الأموي، يتواجد مقام السيدة رقية بنت الإمام الحسين والذي أطلق عليه سابقاً اسم مقام الرأس، مقام ديني أثري عريق مغطى من الداخل بالديكورات الفضية والذهبية والنوافذ المزخرفة ‏ويجتذب شهريا آلاف من الزوار الذين يقصدونه، خاصة في شهر رمضان، لمشاهدة الضريح والتقرب من حفيدة النبي محمد بنت الإمام الحسين.

أن "تاريخ المقام والقبة يرقى إلى القرن الأول الهجري، ويقع بالجهة الشمالية من مدينة دمشق شمال الجامع الأموي ويبعد عنه حوالي 100 متر، وتحديداً بمنطقة العمارة ، كما جدد المقام سنة 1125 هجرية للمرة الأولى، ثم في عام 1323، وأخيراً أوائل الثمانينات ولكن ما أحدث بعد سنة 1982 لا يملك القيمة الأثرية بقدر ما يملك القيمة الدينية"، "فعملية التوسع التي تمت بأوائل الثمانينات شكلت توسعاًُ ضمت القبر والقبة القديمة، واستمرت سنوات عديدة وانتهت في عام 1994 ، حيث زادت من قيمة الموقع الديني وتم تجهيزها لاستقبال آلاف الزوار، كما ألحق به مؤخراً معهد دين لتدريس العلوم الشرعية .
وحول طريقة بناء و توسع  المقام والقبة فقد"بني على شكل المجمعات الدينية التي بنيت أواخر القرن العشرين مع الحفاظ على عناصر الفن الإسلامي من ناحية التخطيط ووجود الفناء والأروقة والزخارف المعمارية والهندسية " والاقتصار على الزخارف النباتية والخطية والتركيز عليها داخل المقام"، مع الجدير بالذكر أن هذا التوسع أعطى المقام وضع معماري مختلف من حيث أداء وظيفته والعناصر التي أضيفت إليه لتتفق مع طبيعة البناء الأساسي كمزار ديني".

"بالنسبة لدفن السيدة رقية بهذا الموقع فاتفق الرواة على أنها دفنت في المكان الذي توفيت فيه وذلك إثر وفاة والدها الحسين عليه السلام والأحداث التي تبعت وفاته".
و لا بد عند الخروج من مقام السيدة رقية تذكر كل التفاصيل الموجودة لأن رؤيتها تسعد قلب أي شخص و تذهل العين ببراعة منجزيها .

تابع المزيد من الصور
Dinamahmoud1988@gmail.com
تصوير : تغريد محمد