دام برس

رغم أن البعض يعيش بالقرب منها إلا أنه لا يعرف مدى قيمتها وأهميتها وفي أغلب الأحيان تذوي ويذهب موسمها سدى إنها شجرة البطم التي تعتبر من الأشجار النادرة والقليلة في الشرق الأوسط غير ان سورية من أوائل الدول الغنية بها ولايزال يوجد فيها أصناف نادرة كالبطم الأطلسي الذي ينمو بشكل طبيعي.

واعتاد العديد من أهالي الأرياف السورية استخدام ثمر البطم في أغراض الطعام كما يقول المعمر محمد علي.

ويضيف.. كانت والدتي تقوم بعجن البطم المجفف تحت أشعة الشمس مع خبز الجرماشي كما كانوا يسمونه وهو الخبز المعمول من القمح وكان شكل رغيف الخبز جميلا حيث ان حبيبات البطم الخضراء تمنحه طعما لذيذا وشهيا.

ويتابع علي .. كنا نأكل الخبز المعمول بالبطم من دون تناول شيء معه وكان له فوائد عديدة لكونه يعطي طاقة وحيوية كبيرة.

وكثيرا ما يستخدم البطم في علاج آلام المفاصل كما تفعل السيدة ازدهار يونس التي تبحث عن هذه الشجرة في الغابات السحيقة كي تقطف منها مؤونتها فهي تستخدمه لأغراض علاجية وغذائية.

وتقول يونس عندما تنبت ثمار البطم يكون لونها أحمر وطعمها مالحا ومرا في بعض الأحيانا غير أنه لا يثبت على هذا اللون بل يتحول إلى لون أخضر جميل ونطلق عليه في المنطقة اسم العاج الأخضر.

وتضيف يونس.. كان سكان قريتنا يستخدمون العاج الأخضر في صنع المهباج نظرا لقساوته كما يستخدم لاستخراج زيت البطم والصابون حيث يعادل بكثافة زيته أضعاف مضاعفة من زيت الزيتون ولا يضاهيه زيت الذرة ودوار الشمس.

وشجر البطم لا ينمو إلا في التربة الكلسية و يسعى سكان القرى إلى زراعته بجانب المنزل لانه يطرد الحشرات السامة والصمغ الذي يوجد على عيدانه يفيد في علاج الجرب كما تقول ابتسام حربا من سكان المنطقة.

عفراء محمد- سانا