دام برس

أكد الباحث والمفكر العربي المصري أشرف بيومي أن ما يسمى مؤتمر أصدقاء سورية الذي سيعقد في تونس هو جزء من الحرب الإعلامية والمعنوية والنفسية التي تشن على الشعب السوري اعتقادا من مخططي العدوان أن ذلك هو من سيحسم الصراع ضد سورية وهو محاولة لإعطاء صدقية لمجلس اسطنبول وإعطاء شعور بتوحده رغم عوامل الخلاف داخله لأن وحدة المعارضة من وجهة نظر الاستعمار شرط ضروري للتدخل الخارجي.

ولفت بيومي إلى أن الأولوية اليوم هي لصمود الشعب السوري ورفع حالته المعنوية والدفاع عن مستقبله أمام معتدين خططوا لإسقاط سورية وضرب القوى المقاومة في المنطقة وضمان أمن الكيان الإسرائيلي والإتيان بنظام خانع لمطالبهم ولسياساتهم المرسومة للمنطقة وشعوبها.

وأشار بيومي إلى أن صمود الشعب السوري واستمراره في مقاومته هو صمود للأمة العربية والوطن العربي كله.

وقال بيومي إن فشل المتآمرين على سورية في توفير مناطق آمنة للمسلحين داخل الأراضي السورية وقرب الحدود مع تركيا ولبنان دفعهم إلى استبدالها بفكرة ما يسمى ممرات إنسانية لتكون نقطة ارتكاز لتدخل عسكري ولكن مثل هذه الممرات غير الإنسانية ستفشل كما فشلت المناطق الآمنة.

وأضاف بيومي إن قرار روسيا والصين بعدم الذهاب إلى مؤتمر أعداء سورية نابع من إدراكهما لألاعيب الاستعمار الأمريكي فالمشروع الذي اتفق عليه في حالة ليبيا كان يحتوي على ألغام في الصياغة وقنابل موقوتة داخلية شكلت فيما بعد نقطة ارتكاز للناتو للتدخل في ليبيا.

وأكد بيومي أن هذا المؤتمر سيكون فاشلا مهما حاولت بعض القنوات وفي مقدمتها الجزيرة والعربية تلميع صورته لأن المعارضة المشتركة فيه مرتبطة بشكل مباشر بالاستعمار وموالية تماما لأمريكا التي تقول في كل يوم إن الحليف الاستراتيجي للإدارة الأمريكية الذي لا يمكن الاستغناء عنه هو الكيان الصهيوني الذي يجب أن يكون أقوى من كل الدول العربية مجتمعة.

وقال بيومي إن هناك مهاما كبيرة ملقاة على عاتق المعارضة السورية الوطنية لأن القضية هي قضية مستقبل وطن وأمة مشيرا إلى أن أعضاء المعارضة الخارجية مرتبطون بأجهزة المخابرات الفرنسية والأمريكية وبالكيان الصهيوني ومؤكدا أن الحل العسكري الذي يطالب به مجلس اسطنبول بحجة الحرية والديمقراطية هو الإجرام وكره الوطن بعينه وكأنهم لم يروا مقتل آلاف المدنيين وتدمير مدن بكاملها في ليبيا على أيدي الناتو.

وشدد بيومي على أن الاستراتيجية الأمريكية ثابتة لا تتغير بتغير الرؤساء الأمريكيين قائلا إن كل رئيس أمريكي يدخل إلى البيت الأبيض كموظف لتنفيذ استراتيجية لم يضعها هو مشيرا إلى أن هدف الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي الهيمنة على الشرق الأوسط.

ورأى بيومي أن ثبات القيادة السورية في القضايا المحورية واحتضانها لحركات المقاومة العربية ورفضها التوقيع على معاهدة استسلامية مع الاحتلال الإسرائيلي كمعاهدة كامب ديفيد التي أضرت بمصر هو سبب عداء الغرب لها وليس لأنها غير ديمقراطية ولا تحقق العدالة الاجتماعية مشيرا إلى أن الدول الخليجية التي نشأت في حضن الاستعمار البريطاني كقطر والسعودية وأصبحت اليوم في أحضان الاستعمار الأمريكي لا علاقة لها بالديمقراطية.

وقال بيومي إن مشروع الدستور السوري الجديد متقدم وسينعكس إيجابا على سورية التي ستكون قادرة على القيام بنهضة كبيرة بموجبه لأن هدف العدو الأول إيجاد حالة من عدم التوازن في المجتمع السوري.

وتابع بيومي إن مجلس الأمن الذي يتحرك اليوم تحت اسم حماية الشعب السوري هو نفسه الذي أغفل تقرير الفريق محمد مصطفى الدابي الذي يؤكد وجود عناصر مسلحة تقوم بأعمال إرهابية في سورية.