Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 29 نيسان 2024   الساعة 18:42:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
بعد ثلاث سنوات على الأزمة السورية... اللاذقية تشهد معركتها الرابعة
دام برس : دام برس | بعد ثلاث سنوات على الأزمة السورية... اللاذقية تشهد معركتها الرابعة

دام برس - خاص-  بلال سليطين :

قبل ثلاث سنوات وتحديداً في شهر آذار استيقظت اللاذقية على وقع أزمة وصفت آنذاك بالمعقدة وقال كثيرون في ذلك الوقت أنها ستعصف بالمدينة، حينها تحولت اللاذقية إلى مدينة أشباح وأعتقد أن كثيرين يذكرون يومي الجمعة والسبت /25 و26 آذار/ ومن بعدهما الأسبوع العصيب الذي شهدته اللاذقية، لتمر الأيام بعدها وتخرج عروس الساحل من محنتها وتعود دورة الحياة لطبيعتها مع غصة ألم على مواكب الشهداء التي تنطلق من المدينة كل يوم لتزين سماء الوطن بالنجوم.

لكن الأزمة السورية لم تنتهي حينها وهي لم تنتهي حتى الآن وبقيت مفاعيلها على الأرض السورية تنشر الخراب والدمار في مختلف المدن والمحافظات السورية، إلّا أن اللاذقية استطاعت أن تحافظ على حالة الاستقرار فيها وتحولت إلى ملجئٍ آمن لآلاف العائلات المهجرة قسراً من مختلف المحافظات السورية، وكانت أماً حنونةً لهم ولم تبخل عليهم بالاحتضان والعطاء بعيداً عن كل الاعتبارات وما أفرزته الأزمة السورية من اصطفافات وعودة إلى مرحلة ما قبل المدنية إن صح التعبير.

ظلت اللاذقية تنعم بالأمن والاستقرار وسعى أهلها للحفاظ على ذلك إلى أن اندلعت أحداث الحفة في الشهر السادس من العام 2012 حينها قدمت اللاذقية عشرات الشهداء وأكثر من 200 جريح، لكن المدينة بقيت بمنأى عن الأذى الذي ظل مقتصراً على الجرحى والشهداء من القوات المسلحة، في حين لم يستشعر أهلها الخطر في ذلك الوقت وظلت المدينة تعج بالحياة إلى أن استعيدت "الحفة" وانزاحت الغمامة عن اللاذقية.

استقرار اللاذقية وتحولها إلى محافظة آمنة أرَّق المجموعات المسلحة والدول الداعمة لها، حتى أنهم وصلوا لدرجة اتهموا فيها حوالي مليون لاجئ قصد اللاذقية بالخيانة، متجاهلين أنهم هربوا من مخاطر الحرب التي فرضوها عليهم دون إرادتهم حسبما يقول الأهالي المهجرين، أو حتى دون أخذ رأيهم فيما إذا كانوا يريدونها، وأغلبنا يذكر كيف تصدر منظرو المجموعات المسلحة الشاشات وهم يتحدثون عن أنهم حملوا السلاح لحماية الشعب الذي يقول أنه لم يطلب منهم ذلك فكانت النتيجة أن دمروا المدن وهرب الأهالي من حرب فرضت عليهم بالقوة، فكانت اللاذقية مقصد عشرات الآلاف من العائلات (حلب، إدلب، الرقة، دير الزور، ريف دمشق، حمص ... إلخ).

إلا أن اللاذقية كانت على موعد جديد مع محاولة الإرهاب استهدافها في 4/8/2013/ حيث قام في ذلك الوقت انتحاري من داعش بتفجير نفسه في نقطة عسكرية، ومن ثم شنت مجموعات منها جبهة النصرة وكتائب نصرة المظلوم هجوماً على قرى ريف اللاذقية الآمنة فيما أسموها معركة عائشة أم المؤمنين، والتي راح ضحيتها أكثر من 200 مدني ذبحوا في مجزرة يندى لها جبين الإنسانية، كما أقدم المهاجمون على خطف قرابة 200 مدني أيضاً بين نساء وأطفال وشيوخ، فيما هجر وشرد باقي أهالي تلك القرى (حمبوشية، بلاطة، بارودة، انباتة، أبومكي، أوبين ... إلخ).

في ذلك اليوم احتاجت اللاذقية قوات ما يسمى بالهواء الأصفر أو العقيد النمر، والذي جاء على رأس قوة ضخمة استعادت القرى المحتلة وطردوا المجموعات المسلحة منها، حيث قتل في تلك المعركة أحد أهم قادة النصرة آنذاك ()، واستطاعت المحافظة الجريحة أن تنفض غبار التعب عنها وتتسامى على جراحها من أجل الوطن الأم.

لم يمضي سبعة أشهر على مجازر ريف اللاذقية التي ارتكبتها المجموعات المسلحة، حتى عادت المجموعات ذاتها لشن هجوم آخر على قرى وبلدات آمنة في ريف اللاذقية بتاريخ 21 آذار 2014 لكن هذه المرة كان المستهدف بلدة كسب ذات الأغلبية الأرمنية والواقعة في شمال غرب اللاذقية على الحدود مع تركيا (اللواء السليب).

أهالي كسب وهم ينتمون إلى الطائفة الأرمنية كانوا على موعد مع تكرار المجازر التي ارتكبتها تركيا بحقهم في العام 1915 من القرن الماضي، لولا تدخل الجيش العربي السوري وصده للهجوم عليهم وحمايتهم من الغزو العثماني الجديد والمتمثل بدعم مجموعات مسلحة وتأمين غطاء مدفعي لها بحسب شهود عيان والسماح لهم باستخدام الأراضي التركية في الهجوم على الأراضي السورية.

في معركة كسب قدم الجيش العربي السورية والقوات الرديفة له عشرات الشهداء في أرض المعركة والذين تمكنوا من صد أعتى هجومٍ شُن على اللاذقية منذ اندلاع الأزمة السورية، وما زال الهجوم مستمراً حتى تاريخ إعداد هذه السطور إلا أن اللاذقية مازالت محمية آمنة من دخول المسلحين لها، إلا أن ما يأرق أهلها هو تلك القذائف العشوائية التي تنهال على المدينة والتي راح ضحيتها أكثر من عشرة شهداء حتى الآن.

ظروف عصيبة شهدتها اللاذقية خلال الأعوام الثلاثة الماضية لكنها استطاعت التغلب على كل المحن وبقيت الملاذ الآمن للسوريين الهاربين من العنف ولأهلها أيضاً، وما يحدث في كسب الآن ليس إلا معركة عابرة ستصبح بعد أيام قليلة ماضٍ يتحدث عنه أهل اللاذقية كما تحدثنا في هذه الأسطر عن ذكريات السنين الثلاثة الماضية.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz