دام برس - آية العلي - يزن كلش :

الأطفال هم الغراس اذا ما انبتت في أرض طيبة و اوليت ما تستحق الرعاية أزهرت حقول خير و عطاء و ظللت الوطن بفيء المحبة و الاخلاص و الانتماء .
إن التحدي الاكبر الذي نواجهه اليوم في مرحلة إعادة البناء هو العمل على إعادة بناء الانسان المواطن , المتوازن فكراً و روحاً , المؤمن بقدراته , المعتز بهويته , المتمسك بقيمه الوطنية و بعراقة أمته , الواعي لحقوقه و واجباته , المحب لمن حوله و المحصن بعقل مستنير و القادر على العطاء و البناء .
لأنهم من سينهض بأعباء المستقبل, كان لابد من إيلاء الخطاب الثقافي الموجه لهم عناية خاصة , في الأزمة وما بعدها , فما ثقافة الطفل إلا نواة ثقافة مجتمع برمته , إن احسن التخطيط لبناءها و استخدمت لتطبيقها الأدوات الناجعة المؤثرة , ضمنّا بناء ثقافة ترتقي بالوطن قيماً و مفاهيماً و سلوكاً و ممارسات .
بهذه الكلمات افتتحت السيدة وزيرة الثقافة لبانة مشوّح ورشة عمل الاستراتيجية الوطنية لثقافة الطفل
حيث ذكرت مديرة مشروع مسار لدام برس دانيا العشّي : مسار يهدف للوصول إلى جميع أطفال سورية من أجل تنمية قدراتهم و تفعيل دور الطفل في بناء المجتمع و ثقافته.

أوضح صبحي حيدر مدير ثقافة ريف دمشق لدام برس : وضع استراتيجية للطفولة المبكرة لتجاوز هذه الشريحة وبالتالي تجاوز الأزمة التي نعيش بها ومن خلال الأهداف التي وضعتها هذه الاستراتيجية من أجل حماية الطفولة و التركيز على المرحلة القادمة . سوف يكون هناك عدة محاور لتناقش في هذه الاستراتيجية من خلال تعزيز ثقافة المواطن و ثقافة الانتماء و المواطنة و تنمية القيم الأخلاقية و الحضارية لدى الاطفال و رعاية المواهب التي تقوم بها وزارة الثقافة بالتعاون مع بعض الوزارات التي لها دور في هذه التنمية.

وفي سؤالنا لممثلة البيئة السيدة غادة الصياح عن سبب مشاركتها في ورشة العمل وتلبيتها للدعوة : إيصال رسالة الوزارة بالتعاون مع وزارة الثقافة و هذه خطة علينا أن ندمج البعد البيئي في كل أنشطة و ثقافة الطفل من أجل الوصول الى جيل واعي و مثقف و سليم صحياً و مهنياً و فكرياً.

السيد وسيم الدهني معاون وزير الشؤون الاجتماعية : إحدى القطاعات الأساسية التي تهتم بها وزارة الشؤون الاجتماعية هي الأسرة و الطفل , الورشة تغطي طابع ثقافي متعلق بالطفولة لنصل إلى تصور أفضل للطفولة الواعدة , نحن نعمل على جوانب اجتماعية بالتوازي مع جوانب ثقافية , لكن القاسم المشترك الذي نشارك فيه اليوم في جلسة الحوار هو العمل التطوعي , كيفية توظيف العمل التطوعي في تنمية القدرات لإيصال رسالة انسانية محددة سواء كانت تنموية أو ثقافية.   
وفي تصريح خاص لوزير التربية هزوان الوزن لدام برس : في الزمن الصعب تستنفر الجهود , وسورية الآن تعيش محنة الحرب , اشتدت علينا العاصفة فاقتلعت ما اقتلعت , و سقط من سقط , ولم يبق واقفاً إلا من فيه حصانة , حصنوه فبقي , و سنحصن الأبناء ليبقوا و يبقى الوطن . ولا شيء كالثقافة للأبناء , بالثقافة نصون هويتهم ونحافظ عليها و نرسخها فكتب التاريخ لا تحفظ سيرة اللقطاء , سنحصن الأبناء بثقافة الانتماء للوطن و تعزيزها لتصبح سلوكاً يبني الوطن و الإنسان , نربي أرواح أطفالنا بثقافة المحبة و الإخاء و تَلمُس قيم الجمال و الخير في كل مناحي الحياة , نربيهم بثقافة تحصنهم على العطاء , و نحصن لسانهم بلغة عربية كانت و ستبقى درع أمتنا و مبعث فخرها .
عندما علا الطوفان واشتد كان نوح وكانت السفينة , و إننا نطمئن الأبناء و نعدهم بأننا في سورية سيذهب الطوفان ويبقى نوح و ستستقر السفينة على بر الأمان ليبني الأحياء تاريخ سورية القديم .

أكدت لنا الوزيرة مشوّح بأن الأطفال في مراكز الايواء لن يبقوا في مراكز الايواء , سيعودون الى حضن منازلهم وأسرهم و المدن و القرى التي أجبروا على الخروج منها , هذه فترة مرحلية ستنتهي  بانتهاء الأزمة أو حتى قبل ذلك , ومع ذلك نحن في وزارة الثقافة نولي عناية خاصة للأطفال في مراكز الإيواء و نقيم لهم النشاطات و البعض يعتقد أنها نشاطات ترفيهية لكن في الواقع هي نشاطات تثقيفية نفسية , ترفع من روحهم المعنوية و توجه نظرهم و عنايتهم إلى أمور أخرى غير التي رؤوها أو سمعوها أو عانوا منها , هؤلاء نوجه لهم الكثير من العناية وبطبيعة الحال هذه الاستراتيجية ستكون لكل أطفال الوطن و سنستخدم كل الوسائل الممكنة .

وخلال سؤالنا عن الاجراءات التي ستتخذها وزارة الثقافة لمحو الأمية عند الكبار..
أجابت : يوجد في وزارة الثقافة مديرية لتعليم الكبار و هذه المديرية انجزت حتى الآن خلال سنوات ما قبل الأزمة تحرير ستة محافظات تماما من الأمية بحسب الاحصاءات , لكن بعد الأزمة كان هناك أمية جديدة ,كان هناك تجهيل و ظلامية , والفكر الظلامي الذي أدخل للعقول اعتنقه البعض و هذا بذاته عودة إلى ما قبل الأمية , وزارة الثقافة بمديرية تعليم الكبار أقامت عدة دورات في مراكز الإيواء بمحافظات طرطوس و اللاذقية, وفي دمشق مؤخرا افتتحنا ستة صفوف جديدة في مراكز الايواء لذوي هؤلاء الأطفال لمحو أمية الكبار .
تأكيداً لدور الطفل في بناء مستقبل سورية المشرق , كان اللقاء لوضع استراتيجيات تخص تفعيل دوره مع جهات حكومية و خاصة .