دام برس-وعد حمود:
بمناسبة مرور مئة عام على تأسيسها، أقامت جامعة دمشق جلسة حوارية مع الإعلامي عبد الباري عطوان حول أخر التطورات على الساحتين العربية والدولية.
وتحدث عطوان خلال الجلسة حول عودة سورية إلى الجامعة العربية ومآلاتها الداخلية والخارجية في ظل التحولات العالمية، مؤكداً أن عودت سورية إلى الجامعة طوت صفحة الماضي مع بعض الدول العربية، لأنها تريد التضامن العربي والالتفاف حول القضية الفلسطينية المصيرية.
ورأى أن هذا التحرك العربي الأخير وإقرار وزراء الخارجية العرب عودة سورية يعد بمثابة هزيمة للولايات المتحدة التي حرضت بعض حلفائها الدوليين لعرقلتها.
وشدد عطوان على أن سورية صمدت خلال سنوات الحرب التي خاضتها في وجه محاولات أكثر من 80 دولة إسقاطها، حيث رصدت تلك الدول مليارات الدولارت لتدميرها، وإبعادها عن محيطها العربي، وقدمت العروض والإغراءات لإخراج سورية عن سياستها المبدئية والصادقة القائمة على دعم المقاومة، إضافة إلى تحقيق اكتفائها الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي ورفض التطبيع مع (إسرائيل).
وعن العلاقة مع تركيا لفت عطوان إلى أن سياسة أردوغان القائمة على عدم المصداقية تهدف إلى تعزيز مكانته السياسية واستمراره في الحكم، مشيراً إلى أن أردوغان نكث بالعديد من الوعود المتعلقة بسحب القوات التركية من الأراضي السورية وتسليمها للدولة السورية، واستخدم ملف اللاجئين كورقة ضغط انتخابية لتحقيق مصالحه.
وقدم عطوان عرضاً للتطورات السياسية على الساحة الدولية وخاصة العمليات العسكرية الروسية الخاصة على أوكرانيا وتداعياتها المختلفة، والتي تبلورت باستعادة روسيا الأقاليم التي كانت تحت سيطرة أوكرانيا، والأزمة السياسية والاقتصادية التي تشهدها الدول الغربية وخسارة الولايات المتحدة هيبتها ونفوذها، كما لفت إلى أن واشنطن تعمل على تغطية فشلها بخلق الفوضى في السودان ونقل المعارك إلى جبهات أخرى، مشيراً إلى أن الدولة العميقة هي التي تحكم السياسة الأمريكية.
وفي السياق ذاته أشار عطوان إلى أن العالم يشهد حالياً نظاماً جديداً وتكتلاً دولياً مالياً وسياسياً واقتصادياً لإنهاء النفوذ الأمريكي وهيمنة الدولار، حيث يشهد انتقالاً من الهيمنة الأمريكية إلى النظام العالمي الجديد الذي تقوده الصين وروسيا، مؤكداً أن البريكس ومنظمة شنغهاي هما البديلان عن النفوذ الأمريكي والغربي، حيث قدمت 19 دولة طلبات للانضمام إلى دول البريكس التي تشكل 35 بالمئة من إنتاج العالم.
تخلل الندوة الحوارية فيديو توثيقي عن تاريخ جامعة دمشق والسيرة المهنية لعطوان وتقديم درع تذكاري له باسم الجامعة تقديراً لمسيرته.
حضر الندوة أمين فرع الحزب بالجامعة الدكتور خالد الحلبوني ورئيس الجامعة الدكتور محمد أسامة الجبّان ونواب رئيس الجامعة وأعضاء قيادة فرع الحزب في الجامعة وعمداء الكليات وعدد من الأساتذة ومجموعة من الطلاب بكليات الإعلام والعلوم السياسية والحقوق والإعلاميين والمدعوين.
