دام برس:
قبل أيام كان أردوغان وجوقته الإخوانية في إحياء ذكرى فتح القسطنطينية ، وقد أراد تكثيف حضوره وجماعته الدينية على أنه خليفة المسلمين في المنطقة وكان لافتاً للنظر استحضار أسلافه من السلاطين المشهورين في تاريخ سلطنة الموت والقهر العثمانية، طبعاً لكسب العدد الأكبر من أصوات الناخبين الأتراك على حد تقديره.
وبينما كان يتغنى بأمجاد أسلافه كانت قواته تفعل فعلها القبيح لمساعدة الجماعات التكفيرية في الشمال السوري من اعتداء على بعض القرى والبلدات السورية الآمنة ظناً منه انه يؤسس لإمبراطورية جديدة على غرار امبراطوريات أسلافه من سلاطين الشر والدمار وكان يتطلع للانتخابات التى جرت أمس ان تعطيه الحق السياسي الذى يوازي الحق الإلهي الذي كان لدى أسلافه في الاعتداء على الدول والشعوب المجاورة ومن هنا نفهم تبنيه لما يسمى جيش الفتح الاسلامي وجبهة النصرة وأخواتها التي تسود فساداً وقتلاً وتنكيلاً كما كان الجيش الانكشاري العثماني منذ مئات السنين.
ولكن حسابات السيد اردوغان وقعت في ما لا يرغبه فمن جهة الداخل السوري لم يستطع ان يحصد اي نتيجة سياسية رغم كل الدمار والخراب الذي ألحقه بأرضنا وشعبنا ومن جهة ثانية أتت الانتخابات الأخيرة يوم أمس لتؤكد ان مشروعه محكوم بالفشل ولن يستطيع الانتشار أكثر مما فعل لذا كان فشله بالحصول على الأغلبية المطلقة كما كان يحلم. وهذا ان دلّ على شيء يدل على ان الشعب والقوى التركية أدركت انه لم يعد باستطاعتهم تحمل مخاطر المضي وراء أردوغان وحزبه ولا مخاطر إعطائه الفرص والزمن أكثر من ذلك وخصوصاً أن مشاركته بالحرب على سورية كانت العامل الأبرز في كشف هذا الموتور والمريض وخطورته على شعوب المنطقة بأكملها وليس على الشعب السوري فقط.