دام برس:  

يُتقن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز دوره تماما كخادم للشرّين الأمريكي والصهيوني في المنطقة!

ولا يخفي قادة الصهيونية والأمريكان ارتياحهما من دور عبدالله ، بل هما يدعمان هذا الدور ، كما دعموا دور أسلافه من آل سعود !

وإذا ماخُيّر أل سعود مابين الشرين فسيختارون الصهيونية أولاً !

وبما إن الصهيونية ضد إيران وضد اتفاق الغرب معها على ملفها النووي .. فقد اختار آل سعود الوقوف مع إسرائيل سرا وعلانية !

ولا يعني هذا أن السعودية "تتمرّد" على سادتها الأمريكان ، وإنما هي تلعب دورها جيدا لأن موقفها الرافض "شكلا" للسياسة الأمريكية تجاه إيران يصب بالنتيجة في خدمة هذه السياسة ، فهو يُشكّل مع الموقف الإسرائيلي ورقة ضغط امريكية لابتزاز إيران في المفاوضات التي ستستمر ستة أشهر على الأقل! 

وما لم يستطع الملك قوله علنا.. جاهر به مؤخرا الأمير وليد بن طلال : نحن ندعم أي حرب إسرائيلية على إيران وضد حزب الله !

ماذا يعني هذا الكلام الخطير ؟

يعني بكل صراخة : ليس صحيحا على الإطلاق أن هناك عدة أجنحة في مملكة آل سعود تتصارع على السلطة ، فليس هناك سوى سلطة واحدة يديرها عبدالله .. وهو الذي يأمر أعوانه بإظهار الوجه السعودي القبيح لهذا أو ذاك النظام في المنطقة !

وإذا أردنا الدقة أكثر لقلنا أن الملك السعودي هو الوجه الإعرابي لإسرائيل في الشرق الأوسط !

نعم .. لإسرائيل عدة أوجه في العالم ، ومثلما يجسد رؤساء الولايات المتحدة الوجه الأمريكي لإسرائيل في بلادهم وفي العالم .. ومثلما يجسد زعماء اوروبا الوجه الفرنسي أو الإنكليزي أو الألماني .. الخ الوجوه الإسرائلية في بلادهم .. فإن الملك السعودي ـ أي ملك بلا أي استثناء ـ هو الوجه الإعرابي لإسرائيل في الوطن العربي !

ولعل عبدالله هو الوجه الإعرابي الأكثر بشاعة لإسرائيل في المنطقة ، وهو يجاهر بعدائه لكل ماهو عربي يقاوم إسرائيل ، ويجاهر بعدائه أيضا لكل من يناهض السياسات الصهيونية والأمريكية في العالم !

يكاد يصيح الملك عبدالله بن عبد العزيز : وما أنا سوى خادم مخلص للشرّين الأكبرين في العالم .. الأمريكان والصهاينة !

لاحظوا إن إسرائيل وقادة الصهاينة في العالم لايأتون على ذكر آل سعود ولا مملكتهم التي يصفها علماء السياسة بأنها الديكتاتورية الأكثر ظلامية في تاريخ الإنسانية !!

لاحظوا بالمقابل أن مواقف آل سعود المعلنة لاتخدم سوى سياسات إسرائيل وإمريكا في المنطقة !

آل سعود مع شاه إيران حليف إسرائيل .. وضد الثورة الإيرانية عدوة إسرائيل !

آل سعود ضد جمال عبد الناصر رائد العروبة والقومية العربية والعدو اللدود لإسرائيل .. وحلفاء للسادات ومبارك في سياساتهما الإسرائلية المناوئة لكل ماهو مقاوم ضد إسرائيل !

آل سعود مع القاعدة بقيادة أسامة بن لادن عندما خاض حربا لصالح الأمريكان ضد الإتحاد السوفياتي .. وضد القاعدة بزعاماتها المختلفة عندما "زعمت" انها ضد المصالح الأمريكية في العالم !

آل سعود مع النظام البعثي العراقي بقيادة صدام حسين أثناء حربه ضد الثورة الإيرانية المناوئة لإسرائيل .. وضد النظام البعثي العراقي عندما أعلن  صدام حسين أنه سيقصف إسرائيل بالصواريخ .. ثم لا يترددون   بتحويل مملكتهم إلى قاعدة للقوات الأمريكة لاحتلال العراق وبتشجيععم على تدمير جيشه وبقتل أكثر من مليون عراقي !

عبدالله ضد جميع حركات المقاومة وبخاصة اللبنانية والفلسطينية  التي تدافع عن أراضيها المحتلة ضد الأمريكان والصهاينة .. ويصف أبطالها بالمغامرين وبأنهم يعملون على زعزعة أمن وسلام المنطقة .. وآل سعود مع السلطة الفلسطينية التي أضاعت حقوق الفلسطينيين والعرب في فلسطين !

لايتردد عبدالله بإطلاق التصريحات ضد إيران .. ويراها الخطر الأوحد على المنطقة ، وكأنه يصرخ عاليا أن إسرائيل هي مصدر السلام والإستقرار الأوحد في المنطقة !    

نتحدى آل سعود أن يعلنوا في تصريح واحد ـ مجرد تصريح واحد ـ ان إسرائيل هي عدو للسعودية ، وبأنهم يعارضون السياسات الأمريكية الخادمة لإسرائيل !

لاحظوا هذا التناغم بل التحالف السعودي ـ الإسرائيلي ضد إيران !

تحالف ينسجم تماما مع  تاريخ ملوك آل سعود منذ أن أسسوا الديكتاتورية الأكثر ظلامية في تاريخ البشرية ! كل ملك سعودي يقتدي بسلفه ويعلن جهارا : وما أنا سوى خادم للشرين الأكبرين في العالم .. الأمريكان والصهاينة !

ولا يندهش أحد عندما يكتشف أن الأموال السعودية هي التي موّلت وتموّل ـ وستبقى تموّل ـ الحروب الإسرائيلية ضد العرب ، وهي التي تمول المستوطنات الصهيونية ، وهي الداعمة والممولة لإسقاط أو زعزعة الأنظمة المناوئة للصهاينة والأمريكان ..

بل هي الداعمة ماديا وإعلاميا لتقسيم الدول العربية الكبيرة التي تشكل تهديدا لإسرائيل !