دام برس

الراديو وسيلة إعلامية مهمة ويحكمني الزمان والمكان بالاستماع إليها غالباً عند قيادة السيارة من المنزل إلى العمل وبالعكس .. طريق الذهاب إلى عملي أول أمس كان فرصةً للاستماع إلى عينة من ثلاثة برامج على ثلاثة إذاعات صوتية .. معنا اتصال يا هلا تفضل أنت عالهوا : ألو أستاذة هي تالت مرة بتصل فيكم هالشهر وأنا تخرجت بالـ 2008بمعدل 78% وقدمت على مسابقة لأتوظف بوزارة الـ ...ونجحت وقبلوني وهاد الحكي كان بالـ 2009 وضلو ياخدوني ويجيبوني سنتين وعلى قولة مافي شواغر بس يصير شاغر منتصل فيك ولسا على هالحالة لهلأ .. المذيعة : بصراحة حاولنا التواصل مع سيادة (معاون) الوزير أكتر من مرة وما عم يرد علينا ..!! وقس على ذلك من أجوبة مضحكة في هذا البرنامج وغيره  

البرامج الإذاعية لشكاوى المواطنين فكرة ليست بالحديثة وإنما ازداد نشاطها خلال الأزمة التي تمر بها سوريا وربما أصبحت اليوم موضع تنافس بين المحطات الإذاعية لجلب أكبر قدر من المستمعين وخلق جمهور متابع للإذاعة كون شكاوي المواطنين تتزايد يوماً بعد يوم في ظل ضغوط خانقة وظروف سيئة يتعرضون لها خلال الأزمة ..

 المزعج والمحزن في هذه البرامج أنها تشبه الكسيح الذي يحاول الركض أو بتعبير أدق هي كالطبيب الذي يحاول مداواة الناس وهو عليل في إشارة إلى أن المذيع ربما يعاني ذات المعاناة التي يشكو منها المواطن المتصل وبالتالي لسان حاله يجيب المواطن لا تشكيلي ببكيلك ..

قوة المحطة , إذاعية كانت أم تلفزيونية تكمن في سعة دائرة العلاقات العامة وبالتالي فإن وجود مثل هذه البرامج التي تهتم بأوجاع المواطنين يجب أن يسبقها تنسيق وثقة تامة بأن إدارة المحطة (مالية إيدها من المسؤول) أي قادرة على التواصل مع المسؤول الفلاني الذي هو بدوره سوف يقوم بالاستماع إلى هموم المواطنين وإيجاد حلول لبعض المشاكل و الطروحات المحقة التي تلامس الحياة اليومية للمواطن السوري ..