دام برس:
الارهـاب قـــوة الـجـبـنـاء والمهـزومـيـن , فـمـا بـالـك لـو كـان هــدفــه الأول والأخـيـراســتهـداف قــرى وبــلـدات نـائيــه واســتقـواء عـلـى نســاء واطفـال وشـــيـوخ ورجـال عــزل بـلحـظـات غـــادرة مـُشــينــه , فـبكـل تـأكـيــد انــه يـعبـر عـن حـالــة انـدحـار وانهــزام عـن مـواجهـــة الشــجـاعـة وجــه لـوجــه كمـا تـفعـل الـرجـــال , فـبعــد هـزيمــة ارهـاب ال سـعـود واردوغـان وقــطـرائيـل والصهيـونيـة الامـريكيـة الغـربيـة فـي القصـيـر والخـالديـة والـريـف الدمشــقـي , وتحـملهـم الخـسـائـر تلـو الخـسـائـر فـي ادلـب وحـلـب وحمـاه ودرعـا , وعجـزهـم عـن مـواجهـة ابطـال الجـيش العـربي الســوري ورجـالات المقـاومـة وفصـائـل الحـرب الشعـبيـة لـجـؤوا الـى محـاولــة اســتنهـاض الـعـامـل المـذهـبـي مـرة اخـرى , فكـان الاســتهـداف المقصـود والمـخـطط لـه مـِنْ وكـر الفـتـن والظـلاميـة الـوهـابـي الســعـودي لـقـرى ومـنـاطـق نـائيــه ذات انـتمـاء مجـتمعـي وديـنـي ومـذهـبـي بـعينـــه فـي السـاحـل الســوري , حـيث ابشــع المجـازر الـتي يـنـدى لهـا جـبيـن الانسـانيـة بحـق نسـاء حـوامـل بقـرت بطـونهـن احـيـاء وذبـحـت اجـنتهـا , والاكـثـر مـِنْ هــذا خسـة ونذالــة نجـد مـَـنْ يــتبـجـح بهـذة الافعـال الـنتنـه ويــتراقـص علـى وقــع اخـبـارهـا , ويـعتبـرهـا جهـاد سـمـاوي مـقـدس , وفعـل ثــوري لـطـلاب الحـريـة والديمقـراطيـة .
الســعـي الـى ايـقـاع المكـون المجـتمعـي الســوري بـانقسـام طـائفــي مـذهـبـي الـذي ســعـت لتحـقيقــة العصـابـات الارهـابيـة المســلحــة بـأوامـر مـِـنْ اسـيـادهـم الـممـوليـن فـي الخــارج لـم يــأتــي بـثمـارة فـي ارهـاب اســتهـداف الـريـف الـلاذقــي او مـا اطـلقواعـليــه معـركـة ( تحـريـر الســاحـل ) , وهــذا الأمـر محـســوب لـوعـــي اهـالـي المنـاطـق المُـسـتهـدفــه وادراكهــم لأبعــاد هــذة الخـطـوة فـي التـصـعيـد والـنوايـا المـرجـاة مـِنْ وراءهــا , فهــي لا تـخـتلـف عـن مـا جـرى ويجـري فـي مـنـاطـق جغـرافيــة مـختلطـة بـطيف مكـونهـا المجـتمعـي والـمذهـبـي ليس فـي ســـوريـة فقـط بـل فـي كـل دول المنطقــة الـتي تـواجهــه معـضلـة اســتثـارة العـامـل الطـائفـي والمـذهـبـي والعـرقـي ,كمخـطط لـتفتيت وحـدة تـلك المجتمعـات واغـراقهـا فـي مســتنقعـات الحـرب الطـائفيـة والمـذهبيـة , خـصـوصـا فـي لـبنـان والعـراق والبحـريـن واليمـن .
قـنـوات الاعــلام الفضـائـي الـرخـيصة والمـواقـع الالكتـرونيـة الســمجـه الـتـي تــديـرهـا الغـرف الظلاميـة الســـوداء و الشــاذة الحمـراء , مهمـا حـاولــت تــزيـيـف الحـقـائـقوتلبيسهـا ثـيـاب حـسب مقـاس اغـراضها الخـبيثـة , لــن يـلـتـفـت الـى أمـر تـلفيقــاتهـا وتوهيمـاتهـا احــد , فـبعـد ســنـتيـن وبضــع مـِـنْ عمـر اكـاذيب اضـغـاث احـلامهـم المـريضــه مـا عـادت تــنـطـلـي اليـوم تـلـك الاكـاذيـب التي اوهمـوا الشـارع بهـا حــتـى عـلـى اولـئـك الـذيـن كـانـوا فـي بـدايــة الحـدث الســـوري يــتعـاطـفـون مـعهـا , ويـتنـاقلـون اخبـارهـا ويسـوقـون لهـا بشـيء مـِنْ المصـداقيـة , التي كـانوا يعتقـدون مخطئيـن انهـا تعبـرعـن نـبض الشـارع , ولـكـن مثلمـا يقـال إنَ حـبـل الكـذب مهمـا طـال فهـو قـصيـر , والشــمس لـن تـحـجب نــورهـا ظـلمــة المـتحـاقـديـن , فــلقـد ســقـطت كـل الاقنعــة واصـبـح اللـعب مكشـوفـا بعـد أنْ اســتنفـذوا كـل ألاعـيبهـم , ومـا عـاد بيـن ايــديهـم ســوى العـوده مـِنْ جـديـد الـى ورقــة الســـنـي والعلـوي , والمسيحـي والمسـلم ,والعـربـي والكـردي , وهــذة وإنْ لـم تكــن ورقتهـم الأخـيـرة لأن مســلسـل الاســتهـداف والحـرب علـى ســوريـة مســتمـرا بشــتـى الاسـاليـب الخـبيثـة , لكنهـا الأخطـر التييجـب اخـذهـا فـي الحسـبـان حـيث هـدفهـم الاسـاسـي مـِنْ وراء كـل مـا يجـري يكمـن فـيضـرب النسـيج المجتمعـي الســوري , والغـاء هـويتـه الوطنيـة , وتفكـيكـة عـلـى اسـاس ديني مذهبي وقـومـي عـرقي , وانهـاء وجـود الدولـة الســوريـة وتحـويلهـا الـى دويـلات صغيـرة ضعيفـة متنـاحـرة مع بعضهـا لخـدمـة مشـروع اســيـادهـم فـي تل ابيبوواشنطـن , وتمكيـن اسـرائيـل عـلـى اســتمـراريـة بقـاءهـا فـي ظــل مجتمـع عـربـي ممـزق وواهـن تنهـش بـه امـراضية طـائفيتـه ومـذهبيتـه .
الســكـوت عـلـى الاســتهـداف الطـائفـي والمـذهـبـي والقـبض عـلـى نـار جـمـره لا يعـنـي الـضـعف والخـنـوع , و دم الشــهـداء الضحـايـا مـِنْ الاطفـال والنسـاء والشــيـوخ والشـبـاب المغـدوريـن ليس بـالـرخـيص عـلـى احـد مـنـا , ولـكن الانســيـاق وراء الثـأر والانـتقـام إنمـا هـو نجـــاج لمشـروعهـم الاســتهـدافـي واعطـاء رخـيص ومجـانـي لهـم بـتحـقيق اهـدافهـم ونـوايـــاهـم , وهـذا مـا يجـب الحــذر مـنـه وعـدم الـوقـوع فـي محـظـورة .
al_asadi@aol.com