دام برس:

منكم من سما شهيدا الى باريه ومنكم من ينتظر ساعته وهو بين أيادي الشيطان ومنكم من أنقذه قدره وبقي حياً يروي مأساة لن يطويها النسيان.

لقد غزاكم الموت على غفلة وأنتم نياما هادئين مطمئنين .. وأي موتً هذا !!! فهو أشد فتكا من الطاعون وأكثر تدميرا للإنسانية من الزلزال ... وهل هناك موتا أبشع من الموت باسم الدين ؟ وهل هناك موتا أبشع من الموت بالساطور خاصة عندما يسمع الضحية كلمة "الله وأكبر" قبل أن يتلقى ضربة الساطور أو عندما يسمع لأجزاء من الثانية ضحكة القاتل بعد أن ينفذ حقده وإجرامه!!؟.
ذنبكم الوحيد أن الله خلقكم في طائفة لايرضى عنها الشياطين وأعداء الإنسانية ويعتبرون القصاص منها طريقا سهلا لدخول الجنة كما هو الحال طبعا بالنسبة لطوائف أخرى.
ذنبكم أنكم تعيشون في زمن غلبت فيه الجاهلية على الدين وغلب به التطرف والارهاب على المحبة والتسامح ... زمن أصبح به الساطور طريق صاحبه الى الجنة وملهمه للحصول على حور العيون ... زمن لم يمر أبشع منه بتاريخ البشرية منذ العصور الحجرية الى الجاهلية الى هولاكو الى العثمانيين ربما سبقهم العثمانيين في هذا لكنهم زادوا عليهم بالإجرام والإرهاب .. قد يكون البعض منهم من أحفاد تلك الإمبراطورية العثمانية المجرمة ولكنهم أصبحوا يستخدمون طرق ووسائل جديدة للقتل والاغتصاب تفوق ما استخدمه أجدادهم.

مع أننا بعيدين عنكم بالجغرافيا ولكن قلوبنا وعقولنا وضمائرنا كانت معكم ، كيف لا وأنتم من أبناء هذا الوطن الذي نحب ونعشق ، لقد أحسسنا بوجعكم .. أحسسنا برعبكم وبصراخكم وصراخ أطفالكم وأنتم تذبحون على محراب الدين .. أحسسنا بوجع تلك المرأة الشهيدة التي بقر بطنها وأخرج جنينها ورمي على الأرض ... أحسسنا بوجع ذلك الطفل الذي كان يصرخ من شدة الرعب طالبا الماء فبادره أحد "المبشرين بالجنة" بطعنة في صدره ارتقى على أثرها شهيدا ... أحسسنا بوجع وألم ذلك الأب الذي جلس خائفا على الشجرة وهو يرقب أولاده وبناته وزوجته يذبحون أمام ناظريه ولا يستطيع أن يحرك ساكنا ... أحسسنا برعب والم أولئك الرجال والنساء الذين تمكنوا من الهرب من وجه الساطور فمنهم من لم يسعفه القدر وتلقى الرصاص في ضهره فخرّ صريعا ومنهم من حمل جراحه ومشى لمسافات طويلة حتى وصل بر الأمان.

عهدنا لكم أن ننتقم لكم ... ولكن بالتأكيد أنتم لا تريدوننا أن ننتقم لكم من الأطفال والنساء والشيوخ فأخلاقكم وأخلاقنا لا تسمح لنا بذلك ولكن نعدكم أن نجعل أمهات وآباء وزوجات وأبناء من ارتكب هذه الجريمة يبكون دما عليهم.

نحن لا ننتظر عطفا من أية دولة ولا ننتظر قرارات دولية لا من مجلس الامن ولا من الامم المتحدة ولا من جمعيات حقوق الإنسان ... لا ننتظر عطف اوباما ولا كاميرون ولا هولاند ولا دموع اشتون ولا نفاق أردغان ولا رغاء أمراء السعودية وقطر ... جميعهم شركاء في الجريمة ... جميعهم شركاء في المذبحة ... جميعهم شياطين ومجرمين ... فنحن لا ننتظر خيرا من مجرم ...ما ننتظره هو حرب إبادة يقوم به الجيش ضد هؤلاء الوحوش.

وليخرس من يتشدق بالحرية الآن وليخرس من يدافع عن هؤلاء المجرمون أو يقف في صفهم لأن من يدافع عنهم بعد الآن ولو بالكلمة هو شريك في هذه المذبحة كما كان شريكا في كل الجرائم السابقة.

الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمخطوفين .. وعاشت سوريا حرة أبية برغم الألم وبرغم الجراح وبالرغم عن أصحاب السواطير.

ناصر سويد