دام برس:
بات اسم بلدتي نبل و الزهراء عنوانا للصمود و مثالا للوفاء سيذكره التاريخ عندما تضع المعارك أوزارها في سوريا، فبعد مرور سنة على الحصار القاتل الذي يعاني منه أهالي البلدتين و منع المسلحين دخول أي نوع من المساعدات الغذائية و الدوائية والطحين و حليب الأطفال و المحروقات إضافة إلى انقطاع الكهرباء والاتصالات,لا يزالون متمسكين بعقيدتهم و أرضهم,و رغم أن معاناتهم لم تصل إلى آذان المجتمع الدولي للضغط على المسلحين والألوية المتطرفة المنتشرة بالقرى المحيطة بالبلدتين و الدول التي تقف ورائهم إلا أن شباب نبل و الزهراء و رجالها و نساءها سطروا ملامح من الشرف دفاعا عن أنفسهم و عائلاتهم و أعراضهم ضد وفود من المقاتلين الأجانب غزت الريف الشمالي لمدينة حلب بتوجيه من السعودية و تركيا. تأتي أهمية بلدتي نبل و الزهراء من موقعهما الجغرافي الذي يتوسط منطقة الريف الشمالي لمدينة حلب و المتاخم للحدود التركية و يشكل عقبة أمام إنجاح مشروع المنطقة العازلة والتي يسعى لبسطها الأتراك من جهة و حلم الإمارة الإسلامية التي يعمل على تنصيبها المقاتلين الأجانب و من ورائهم السعودية بشخص أميرها بندر بن سلطان الذي أعلن عدم رفضه ذهاب المعارضة السورية إلى مؤتمر جنيف2 دونما إحداث تغيير ميداني على الأرض و بالتالي اتجهت الأعين إلى الشمال السوري كونه أصبح بيئة حاضنة للجماعات الإسلامية بمختلف كتائبها من جبهة النصرة و لواء التوحيد و الدولة الإسلامية بالعراق و الشام وخارجة كليا عن سيطرة الدولة السورية فيما عدا بلدتي نبل و الزهراء الموالية للدولة السورية ,فكان لابد من محاصرتهم و العمل على إما تهجيرهم أو إبادتهم و لكن يؤكد أهالي البلدتين أنهم باقون ما بقيت هذه الأرض و لن يسمحوا للمسلحين بتدنيسها طالما هم على قيد الحياة خاصة أنهم اعتادوا على الحصار الخانق و استطاعوا التعايش مع الهجمات المسلحة اليومية و سقوط الصواريخ و قذائف الهاون من كل الجهات..هم قدموا الغالي و الرخيص و سقط لهم شهداء على مدار أيام الحصار و هذا كفيل باستمرار صمودهم حتى بلوغ النصر,خصوصا بعد التغيير الجذري في موقف جيرانهم الأكراد و نشوب معارك متنقلة بين لجان حماية الشعب الكردية و مسلحي جبهة النصرة على طول الحدود السورية التركية و حول محاور القرى الكردية,الأمر الذي أثر سلبا على أوضاع المعارضة المسلحة و خلق نوعا من التوازن في الشمال السوري. قد تكون نبل و الزهراء صغيرتين بالحجم الجغرافي و لكن ما قدمه أهالي وسكان هاتين البلدتين لسوريا أرضا موحدة و شعبا متوحد سيذكره التاريخ عاجلا أم آجلا و ستبقيان شاهدتين على همجية الحرب الكونية على سوريا و التي اتخذت مفردة الثورة ستارا لتطهير عرقي و شرارة حرب أهلية و تقسيم لوطن كان يتغنى يوما بالتعايش بين الطوائف و مثالا للأمن و الآمان.