دام برس:

يعتقد البعض من الكتاب والمحللين السياسين الذين اتواصل معهم حول كتاباتي باني حادة، لساني فالت، اتعمد الخوض في المسالك الوعرة، العب بالنار، بحط صور القيادات الفلسطينية وهم بيحلقوا على “الصلعة”، يعني “خلاقة مشاكل” ودائما ما يلحون علي بالنظر الى نصف الكوب المليء، او الى النصف الابيض من الحالة النضالية الفلسطينية، كحالة استئنائية في العالم بفعل الصمود الفلسطيني وتصديه لكل المؤامرات في تاريخ ثورته ونضاله المشرق… انا بصراحة نفسي اكتب عن الحاجات الحلوة ده لكن الجماعة مش عارف اقول الهي يسامحهم اولا يسامهحهم! وانا اصلا مش عارفة انه حتى لو دعيت ربنا حيستجيبلي ولا لأه! لانه اللي عملوه بفلسطين والقضية اكبر من انه يمر مرور الكرام او ينمسح من صحيفة اعمالهم بدعوة من انسانة مثلي طبعا، انتم عارفين طبعا عن مين بحكي؟ انا بحكي عن كل الفصائل والقادة والزعماء الذين قبلوا بسلطة موهومة  تحت الاحتلال
نص الكم من الفلسطينيين وكل واحد اساء للقضية او سرقها او خطفها في الزحمة على كل حال ساقيد شياطين قلمي للحظات، “شوي يعني”، ومش على طول، تماما كما تصفد الشياطين في رمضان،ساكتب استثنائيا هذا المقال فقط، عن نصف الكوب المليء، عن النصف الابيض من اللوحة، لكنني لا اعدكم الاستمرار بالكتابة في نفس هذا النهج، لان ما اراه في الافق قاتم، اسود، عتمة، وعلينا انت نتحسس رؤوسنا جميعا، فالشمس الحارقة باتت فوق الراس، يعني حتيجينا ضربة شمس تودينا بمليون داهية،
وبالتالي لن اخون قلمي، لن اجمل القبح، لن اتجمل، ولن اغض الطرف عما يحدث من انهيار على الساحة النضالية الفلسطينية والتي كانت، وزالت، وستبقى نبراسا لكل الشعوب الباحثة، والحالمة في الاستقلال، والحرية، يعني انا بصراحة “لن اتجمل ولن اكذب، انا مش بتاعت افلام محروقة”، وحابقى اقول للاعور انت اعور، ودجال كمان!! ارجع للابيض، نصف الكوب المليء، يعني للحالة النضالية التي يعيشها الفلسطيني، الاسير في معتقله وهو يواجه الجلاد، اي والله، انه بطل واسطورة، الفلاح ابو جبهة سودا والعرق نازل على جبينه وخده وبايده الفاس، لابس “قمبازه” وكوفيته، رايح يتحدى الاحتلال، والجدار العازل، والنبي انه بيستحق احلى بوسة على جبينه، اي والله، وهاي احلى بوسة مني لهالفلاح الفلسطيني الجميل، ممواههههههههههههههههههه، ووالله لو طلبوا مني اختار ملك جمال الكون لاخترتك وصوتلك يا عم ولا تزعل..ولا الام الفلسطينية
العجوز يا اخويا، ام الاسير والشهيد وهي حاضنة صورة ابنها ببرواز من “قزاز”، اي والله بتستحق احلى بوسة كمان على ايدها، وعلى جبينها، وعلى خدها كمان،
وكمان، وحاطلب منها، واترجاها، واقولها: “والنبي يا حاجة تدعيلي دعوة خير”،بتعرفوا ليه؟ لانها مظلومة، ودعوتها بتطلع لسابع سما ما في اي قوة في العالم بتقدر توقفها، ولا تعطلها، يعني باختصار: دعوتها مستجابة، صدقوني هالحاجة
احلى من الموناليزا حتى وهي “مكشرة”، غضبانه، وبتزعق…, صدقوني فيها عزيمة لو وزعناها على جبال الارض لكانت كفاية، ويمكن تزيد حبتين كمان…  ولا يا اخوي الواد لسه ما طلعش من تحت الارض، اقصر من سنبلة قمح، عندنا بمصر
بيقولوا قصير “تيلة”، قال ايه حاطط راسه براس الجندي الصهيوني!، راس براس، وش بوش، جبين بجبين، بس شوفوا الفرق!! جندي مدجج بسلاحه وموعوب، والواد اعزل ما عندوش غير ايمانه بقضيته لكن عيونه بتلمع تحدي وجبروت وعنفوان،
والله لما اشوف الصورة دي بتصيبني حالة فخر وحماس – مش حماس بتاعت غزة طبعا –
ايه ده، ايه الجبروت، من فين جاب هالقوة والشجاعة يا اخوانا؟ لمعة عينيه ما حصلتش، ده الحالة النضالية الفلسطينية الرائعة يا اخوانا اللي حكا عنها المغدور ابو عمار اكتر من مرة، ده شعب الجبارين، اي والله، هم بس جبارين؟!
دول شياطين، ومعجونين بمية قرود كمان، بس شياطين محترمين، وبيتحبوا، يعني شياطين سوبر ستار، شياطين ديلوكس، لاول مرة يعني يمكن انك تعشق وتحب الشياطين
علشانهم، وتتصاحب معاهم كمان ولا البنت ام جدولة وشعر اصفر بتهتف وبتتحدى الجيش وكانها مارشال، ولا الواد اللي بيتفتل بعضلاته قدام الجيش، ولا الواد
الماسك بخناق جندي صهيوني عاوز يطلع روحه بين ايديه، ولا العجوز الحاضنة شجرة الزيتون والجرافات مقبلة عاوزة تدوسها بتعطي العالم
دروس حقيقية في معنى الارض هي العرض، ولا اسطورة فارس عودة اللي تحدى الدبابة بجبروته!! اتكلم عن ايه ولا ايه، 
بصراحة قصص لازم تنكتب بماء الذهب كل ده كوم واهتمام الفلسطيني بالتعليم، اي نعم ليه مستغربين!!، التعليم عند الفلسطيني لا يمكن فصله عن الحالة النضالية،
لا يا اخونا ده التعليم عند الفلسطيني ابو النضال، وابو الثورة، وابو الحياة، بيجوع الفلسطيني بس لازم يكمل تعليمه، بيعطش، “بيتمرمط” في بلاد العالم،
بيتبهدل في الغربة، بيتحمل كل عذابات الدنيا بس اهم شي، لزما وحتما يكمل تعليمه، لانه هو سلاحه في مواجهة الحياة “الزفت”، هو ده النضال ولا بلاش يا
اخوانا، والله الفلسطينيين مدرسة، لا والله اكاديمية في النضال التعليمي، انا بعرف وسمعت عجيبة عن قصص شباب فلسطيني كان يدرس على نور الشوارع بالليل،
بالعتمة، لانه اصلا ما عندوش كهربا ببيته، ونجح، وجاب مجموع من العشرة الاوائل في “التوجيهي” يعني الثانوية العامة، بعضهم كان “الاول” على فلسطين،
اكملوا تعليمهم الجامعي منحة مجانية بكالويوس او ليسانس، وبرضه من الاوائل،
وهات يا ماجستير، وبرضه من الاوائل، يعني منحة مجانية، كملوا مشوار تعليمهم دكتوراة الى ان حققوا درجة البروفيسورية، كل ده منح مجانية!! اي نوع من
الشباب هؤلاء؟ 
من اية فصيلة هؤلاء؟ ما هي جيناتهم؟ الجواب: هم فلسطينيين نشامى، يمسكون الشمس بايديهم، ويلوحون للمجد، وللتحرير، ولفلسطين….خلينا نتكلم عن الانجاب “والخلفة” يعني، حالة نضالية فلسطينية فريدة بصراحة، بيكون الفلسطيني “منتوف
ريشه”، معدم، فقير، لا فوقه ولا تحته، الارض فرشته، السما لحافه، ينطبق عليه لفظ مسكين بمعنى، اكل وقوت يوم بيوم، اذا اشتغل معناه اكل وعاش، ما فيش شغل
معناه نام جوعان، ويمكن عطشان، ومع ذلك نازل الاخ انجاب “وخلفة”! احيانا بيلخبط في اسماء الاولاد – اللهم لا حسد – بيعرفهم احيانا بالارقام
المتسلسلة، ورغم ذلك تجده فخورا “بعزوته”، نعم، هو يعتبر هذا الكم الكبير من الابناء “عزة”… لماذا؟ الجواب وبكل بساطة، هو يعتبر هذا النمط من الحياة حالة
نضالية فلسطينية ايضا، الوطن والقضية بحاجة لعدد كبير من الابناء كاحتياطي، لا بد من اتخاذ الاحتياطات عند صاحبنا الفلسطيني “ابو العبد”، وهات يا انجاب،
وهات يا حمل وميلاد، بتسال يا اخوي عن اختنا الفلسطينية ان كانت حامل بيقولولك – يوووووه علمك علم هي اصلا ولدت من فترة وجابت توم – لاحظوا معي
كيف ربنا حاطط البركة خلفة “بالتوم” ما فيش وقت للهزار معها– وهي حامل دلوقت بمولود جديد في الشهر الاول او التاني… وهلمجرا…، كل ده كوم، وصحة وعافية
المراة الفلسطينية كوم، ما شاء الله ربنا بيديها الصحة والعافية على تحمل كل هالالام، هي اصلا حالة نضالية فلسطينية، ولكن على طريقتها، هي مصنع رجالة يا
اخوانا، لولاها لماتت القضية من زمان وصلينا عليها صلاة الجنازة، ودفناها بالسر، وقرانا عليها الفاتحة، بتخلف من جهة بزغرودة، وبتستقبل ابنها الشهيد
بزغرودة من جهة!!؟؟ ده والله اسطورة ما حصلتش في التاريخ كله يا اخوانا، لا الاغريق، ولا اليونان، ولا الرومان، ولا فارس، ، ولا حتى بلاد تركب القرود حصل فيها متل هالصمود والجبروت الفلسطيني، وسجل يا تاريخ، المراة الفلسطينية
قصة، حكاية، رواية، ملحمة، واسطورة ما حصلتش، ولا حتحصل، واتحدى ان تحصل …،
قصة لازم تتحكى لكل طفل، في كل العالم، قصة قبل النوم يعني، والله حتكون احلى وامتع قصة!!! انا مش عارفة اقول ايه كمان عن حكاية المفتاح في حياة الفلسطيني،  المفتاح اللي صار رمز للعودة والحلم والكنز لكل مهاجر او نازح او لاجي فلسطيني، شو هالاسطورة اللي ما حصلت في التاريخ، شعب ما زال يحمل في جيبه، في حله وترحاله مفتاح بيته املا بالعودة وان طالت!! المفتاح والطوشان واوراق الطابو صارت جزء من التراث الفلسطيني او النضال الفلسطيني، صار المفتاح جزء من تكوين الفلسطيني، يعني فلسطيني بدون مفتاح ما يكونش فلسطيني، او فلسطيني مزيف ، تقليد، “فلسطيني صيني يعني” ما لوش لازمة… انا بصراحة مش عارفة اتكلم عن ايه ولا ايه؟ ولا ايه؟!!! صور نضالية فلسطينية حلوة، ممتعة، ورائعة، يعني باختصار احنا امامنا قصة، وحكاية، ورواية احلى شعب، واوسخ قيادة؟! اعدل قضية، وانصب محامي؟!! اروع نماذج نضالية شعبية، واقذر خرافات قيادية..!! اللهم ارح هذا الشعب من قياداته، وابدله بقيادات اخرى تليق به وبنضالاته، همها على الوطن وليس على كروشها، ومناصبها، وكراسيها، وحساباتها البنكية..انا بصراحة لم استطع “احوش” لساني عن النقد، والكلام القاسي، والحساس، وعملت في “عقابها خرابها” اعمل ايه؟ انا ربي خالقني كده، “مشكلجية”، لساني “فالت”، بحب اقول للاعور اعور حتى لو كنا في عرس او فرح، او حتى واحنا بنتكلم عن النصف الابيض !!انا كده … ومش حتغير !!!? 

 امل مصطفى السعيد كاتبة استراتيجية – مصر