دام برس:

من واجبنا كمتابعين للشأن الإعلامي، إعلاميين كنا أو مواطنين بأن نسلط الضوء على مكامن الخطأ لكي نساعد جميعنا في نقل صوت الحق وإيضاح الحقيقة وبالتالي نشكل جبهة إعلامية تدعم جبهة القتال.

فرق كبير بين أن يتم كشف الحقائق على وسائل الإعلام وأن يتم التغطية عليها حفاظاً على مكاسب شخصية مهما كانت تلك المكاسب، يبدو أن البعض يريد أن يبقى على خطأه ويصعب عليه أن يصوب أحد ما هذا الخطأ لما فيه مصلحة الجميع.

في الحروب يشكل عامل الإعلام سلاحاً فعالا من حيث إيصال الحقيقة، حيث يتم نقل ما يجري على أرض الميدان وعلى خطوط التماس وبذلك يكون الإعلام سلطة رابعة أولا و سلاح في الحرب ثانيا، فلا هزيمة كالهزيمة النفسية التي يصنعها الإعلام، فحتى لو امتلكت أقوى الأسلحة ولم يكن لديك الإعلام القادر على إيصال ما تنجز، فعملك عبثي ولا فائدة منه، ولذلك لابد من تصحيح الأخطاء واعتماد سياسية الشفافية في كل حدث على الأرض والإعلامي الحقيقي هو من يمتلك المصداقية والمهنية وسرعة نقل الخبر.

هذه ليست مقدمة لكتاب أو مدخل لبحث في مجال الإعلام إنما تمهيد لقضية لابد من الحديث عنها لأنها تشكل نقطة ارتكاز في العمل الإعلامي.

بتاريخ 30-7-2013 عرضت قناة الإخبارية السورية برنامج ظهر فيه الإعلامي حسين مرتضى وبحوزته وثائق ومعلومات حول آخر المستجدات الميدانية والسياسية حيث قدم شرحا تفصيليا لآخر التطورات الجارية على الأراضي السورية كاشفا بالمعلومة الموثقة وبالخرائط انتصارات الجيش السوري.

وما جرى بعد انتهاء الحلقة يناقض تماما ما تحدثنا عنه في بداية كلامنا حول ضرورة الشفافية والمصداقية في نقل الواقع حيث حاول البعض أن يستهدف صراحة الإعلامي مرتضى ونقله للحقيقة ومنهم من طالب  بمنعه من الظهور على القنوات السورية وبأي وسيلة كانت، ولأننا باحثون عن الحقيقة ولسنا بوارد الدفاع عن أحد أو محاباة أحد وهدفنا هو المساهم في صنع الانتصار قمنا بمراجعة الحلقة كاملة وجل ما شاهدته هو شفافية مطلقة تكلم بها مرتضى، وإيضاح حقائق ساهمت في رفع معنويات الشعب السوري على مستوى الجمهورية العربية السورية، وتحديدا مدينة حلب التي تعاني من أزمة حقيقية في هذه الأيام، ونحن نعلم بأن الإعلامي مرتضى يمتلك مصادره الخاصة ومنها ما هو شعبي أو محلي أو ميداني وهذا أمر طبيعي لصحفي محترف يمتلك مفاتيح العمل الإعلامي، ولذلك لا بد أن يتكرر مشهد المنزعجين من ما يقدمه مرتضى ، فبعد أن تم كشف حقائق مجزرة ريف اللاذقية، يسعى الكثير من العاملين في الحقل الإعلامي إيضاح ما يحصل للإعلام الغربي والرأي العام العالمي، والبعض الأخر يريد أن يعتم على المجزرة للتغطية أيضا على أخطاء ارتكبت دون قصد وليقوم هذا البعض بتقديم سلسة من الانتقادات والتحليلات التي تطال ما يقدمه الإعلامي مرتضى من نقل للواقع كما هو دون تجميل أو كذب ولم يلتفت احد أن ذوي الشهداء الذين يرنون لكشف الحقائق لم يأخذوا في حسبان البعض.

بعد أن نقل الإعلامي مرتضى حقيقة ما جرى على يد الجماعات المسلحة في ريف اللاذقية الشمالي اعترف البعض أن هناك ضحايا مدنيين قد تم قتلهم بدم بارد من العصابات الوهابية ولكنهم انتقدوا نقله لأعداد الضحايا وهنا لابد أن نقول بأن في مجازر سابقة تم ارتفاع الأرقام من 52 شهيد إلى 220 شهيد خلال ساعات علما أن المجزرة ارتكبت والأعداد تصل تباعا.

إن كان ضحية المجزرة شهيد واحد أو عشرة شهداء أو أكثر فذلك لا يشكل بيت القصيد إنما نقل الحقيقة هو الهدف الحقيقي وأسر الشهداء يستحقون منا تسليط الضوء على معاناتهم وهنا نحن نتمثل قول القائد الخالد حافظ الأسد " لا أريد لأحد أن يسكت عن الخطأ أو أن يتستر عن العيوب والنواقص".

قد يظن البعض أننا ندافع عن شخص الإعلامي مرتضى وعلى الرغم من أن ذلك شرف لنا إلا أن هدفنا هو نقل الحقيقة والدفاع عنها وتقديم الشكر لكل من ساهم في نقلها