دام برس:

عندما تعلن السلطات السعودية شيئا حول رؤية الهلال تتبعها توابعها من دول عربية بالاعلان مباشرة ، و تمتنع أخرى مستقلة ، فتتبعها مثلا دول الخليج العربية  عدا سلطنة عمان التي تستقل عنها دينيا و سياسيا ، و تتبعها الاردن و تستقل عنها المغرب التي تتروى في الرؤية و تعتمد على علمائها.

التبعية هذه عمياء و تعبر عن جهل و دونية و هي على حساب الدين و التدين و عبادة الصوم ، فقد أعلنت السلطة السعودية أنّ بداية الشهر الكريم لهذا العام 1434 هـ هو يوم الأربعاء  10/07/2013 م  ، و هذا التثبيت صحيح لامكانية رؤية الهلال نظريا في ليل اليوم السابق الثلاثاء 9/07/2013 م ، و لرؤيته واقعا من عدة بلدان و شهود.

و لا قابلية للرؤية في اليوم السابق اي مساء الاثنين فلا يكون يوم الثلاثاء من شهر رمضان أبدا لاستحالة الرؤية.

و قبل انتهاء الشهر الكريم بيومين بحساب السعودية أخرجت السعودية إعلانا من المحكمة العليا ترغب من عموم المسلمين في جميع أنحاء السعودية بتحري رؤية هلال شهر شوال 1434هـ مساء يوم الثلاثاء 06/08/2013م أي ليلة الأربعاء ، مما يعني لو تم تثبيت الهلال-  و لم يتم -  بأنّ شهر رمضان 28 يوما و لا يكون ذلك أبدا و هو ما يعني اشتباه في بداية الشهر و هذا مستحيل أيضا لاستحالة الرؤية .

ثم أدّعت السلطة السعودية أنّ الأول من شهر شوال أي عيد الفطر 1434 هـ هو يوم الخميس 08/08/2013م  و هذا خطأ فاحش متكرر و متعمد لتعارضه مع الحقائق الفلكية ، فلا  قابلية بل لاستحالة رؤية الهلال في اليوم السابق وهو الأربعاء 07/08/2013م في السعودية و الشرق الأوسط و كل بلدان العالم سوى جزء قليل من جنوب أمريكا الجنوبية لأنّ القمر يغيب قبل الشمس في اليوم المذكور (الأربعاء 7/8/2013م).

و لو ابتني هذا الإدّعاء على شهود فهم كاذبون و معلوم مسبقا بأنّ الرؤية غير صحيحة و كاذبة ! و إذا كانت السلطة السعودية تعطي أموالا للشهود فعليها بالتوقف فهذا لعب في الدين.

و مالفائدة من وجود الجامعات السعودية و الأقسام الفلكية فيها إذا كانت لا تعتبر و أصحابها كخبراء في قابلية الرؤية من عدمها للهلال و بداية الشهور العربية ، و إذا كانت كل المعلومات الفلكية و الحقائق المرتبطة بها تنسف تماما لقول شاهد و يضرب بها عرض الحائط.

و الصحيح أنّ بداية شهر رمضان الكريم 1434 هـ  في الجزيرة العربية وما حولها هو يوم الأربعاء 10/07/02013م ، و بداية شهر شوال و العيد  هو يوم الجمعة 09/08/2013م ، و الشهر الكريم 30 يوما طبقا لمخططات المواقع الفلكية و وضع الهلال في الفضاء و الشهود على الأرض فلماذا تصر السعودية على هذا اللعب بالدين و متى ؟؟

انني أجزم أنّ ذلك التلاعب هو جزء من استراتيجية عامة تتبعها السلطة السعودية منذ نشئتها و هي تعتمد أولا على استراتيجية التفرق و التمزق بين المسلمين و العمل على كل ما يفرق وحدتهم ، و لو أنّ السعودية و توابعها أخذ ببداية الشهر الواقعي 10/07 و كان عيدهم في 09/08 كما هو عليه المسلمين في المغرب و سلطنة عمان و ايران و العراق و لبنان و غيرها لكان أفضل لوحدة الأمة و أصوب في الدين ، و لكن ذلك لا يروق لحكام السعودية المتحالفين مع الدوائر الامبريالية والساعين لتفرقة الأمة ، و لذا فإنّ تغيير أوائل الشهور سيتكرر كما سيتكرر ادّعاء الرؤية الكاذبة و المخالفة للحقائق الفلكية الواضحة كلما بدأت بوادر اتحاد في الأمة و لو على مستوى الهلال و بداية الشهور.

و السبب الثاني يكمن في الرغبة الطامحة لحكام السعودية لقيادة المسلمين دون مؤهلات و يتفرع على هذه الرغبة تصدرها في الاعلان عن ثبوت شهر رمضان و ذي الحجة و العيدين ،  و ماكان أحد ينافسها على هذه اللعبة سوى القذافي فلما قتل استفردت بالاعلان بداية الشهر في غير وقته و بالمخالفة القطعية !!

فإذا كانت السعودية تعمل باللعبة الاستراتيجية لتحقيق هدفها للتفرد و التمزق و هي كبش فلماذا يتبعها الخرفان في دول الخليج العربية كالكويت و قطر و الامارات ، وليس حكام البحرين الذين هم أذناب صغيرة و ذليلة ، اما مصر التي هي ثقل ديني و حضاري فقد اعتمدت على الحسابات الفلكية في تعيين الهلال كما أعلن !!! و لماذا تسكت عن هذا اللعب بالدين الشعوب العربية الواعية بهذه القضية و بحكام السعودية؟؟

و إذا كانت السلطة السعودية تلعب في الدين وتخدع الشعوب في الواضحات كمسألة بداية الشهور العربية و الهلال فما هو مدى التلاعب في القضايا غير الظاهرة؟؟

و ليست هذه المرة هي  الأولى و ليست الأخيرة فكلما توحد المسلمون في العيد و الهلال ستخترق السعودية و توابعها وحدة العيد و إن اقتضى صيام ثمانية و عشرين يوما فقط و كان ضد الحقائق العلمية الفلكية خدمة لاستراتيجيتها و تطبيقا لتحالفها مع الأعداء ضد الأمة الإسلامية.