دام برس:
كثيرون من السوريين ، خصوصاً بعد تدويل القضية السورية ، و ما نراه و بكل صراحة أنه حان الوقت لكي تنطلق الأصوات الداعية إلى التفاعل السلمي و الإيجابي ما بين كل مكونات المجتمع السوري للوصول إلى حل للقضية السورية ، إن قراءةً متأنية لما يجري تدل بدون لبس أو شك بأن الأصابع الخفية قد استطاعت أن تتجاذب ثورة المطالبين بالحرية و العدالة و الديمقراطية و مكافحة الفساد لتوظفها في تصفية الحسابات ما بين القوتين الأعظم في العالم ، و ما بين القوى الإقليمية المحيطة بسوريا قرباً أو بعداً ، لقد انغمست كل القوى الإقليمية في المنطقة في المستنقع السوري بشكلٍ مباشر أو غيرِ مباشر ، و في الوقت الذي كنا نؤكد على ضرورة خروج الغرباء من الأراضي السورية و الذين جاؤوا لنصرة الحراك السوري في الظاهر و في واقع الأمر كان لهم أجندتهم و مخططاتهم التي لا تلتقي مع طموحات و توجهات الشعب السوري ، تدخلت قوى أخرى غريبة و غير شرعية من خارج سوريا لتشارك في القتال إلى الجانب الآخر و التي هي الأخرى لها أجندتها و طموحاتها التي لا تلتقي مع طموحات الشعب السوري ، ماذا نعمل ، و هل نتوقف لنراقب فقط كيف تنزف سوريا و كيف استبيح التراب الوطني من القوى المختلفة ، إن على الجميع من الموالاة و المعارضة و الفئات الصامتة الوصول إلى وضوح في الرؤية و تجنب الضياع في أتون اللهيب السوري من خلال تصنيف الولاءات هنا و هناك في الوقت الذي يتوجب على الجميع أن يوحدوا ولائهم ليكون في خدمة الوطن السوري قبل أي ولاءٍ آخر ، لقد أصبح من الضروري جداً استعادة الحياة لمؤتمر جنيف 2 ، و أصبح من الضروري أن يلتقي السوريون في دمشق و يوحدوا كلمتهم سواءٌ انعقد جنيف 2 أم لم ينعقد ، و لابد للسوريين أن يثبتوا أنهم جديرون بهذا الوطن و أن يرموا خلافاتهم و يوحدوا صفوفهم و ينشدوا جميعاً أناشيد العزةِ و الكرامة ، لقد قدم السوريون تضحيات جسيمة فداء لسوريا و وحدتها و أكبر دليل تلك الأرقام الهائلة من الشهداء و من كلِ الانتماءات و التوجهات ، فروح كلِ شهيدٍ في عليائه تنادي أن حافظوا على سوريا الواحدة ، لقد انطلقت حركة كفى كفى لترسخ هذا المفهوم في عقول ابناء الشعب السوري بكافة أطيافه ، و بالرغم من إدراكنا الكامل بصعوبة المسار و وعورة الطريق ، و لكن الولاء للوطن يجعلنا في كفى كفى نسترخص التضحيات للوصول إلى خلاص سوريا و قيامتها الجديدة ، كل الشباب كل المخلصين كل السوريين مدعوون للمشاركة في البناء و نصرة سوريا الجريحة ، و كفى كفى تنادي الجميع و تدعوهم لإعلاء الصوت و النداء فليتوقف العنف فليتوقف العنف