Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 28 نيسان 2024   الساعة 01:40:30
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
حوار بين مواطن عربي سوري وضابط الجوازات في مطار بلد عربي شقيق .. عاطف كيلاني - الاردن
دام برس : دام برس | حوار بين مواطن عربي سوري وضابط الجوازات في مطار بلد عربي شقيق .. عاطف كيلاني - الاردن

دام برس:

مواطن عربي سوري ، عاد بعد قضاء إجازته السنوية في ربوع الوطن إلى ذلك البلد العربيّ حيث يعمل هناك منذ سنوات ، وفي مطارعاصمة ذلك البلد وعند ( كاونتر ) جوازات السفر ، نظر إليه الضابط المناوب مبتسما ... تلك الإبتسامة التي من الصعب اكتشاف كنهها ... هل هي مجرد ابتسامة مجاملة عادية ، أم ابتسامة شماتة بالمواطن السوريّ وبسورية وما تتعرض له من هجمة بربرية ظلامية على يد من هم أكثر بشاعة وقبحا من التتار ...
وبعد أن رمقه الضابط بنظرة ... سأله :
- أسوريّ أنت ؟
= نعم ... انا مواطن عربي سوري
- ومن أيّ طائفة أنت ؟
= من الطائفة ( السورية ) ... وأضاف بزهوّ واضح ... وهي بالمناسبة أكبر الطوائف في وطني
- حسنا ... وهل أنت مع ( الثورة ) أم مع ( النظام ) ؟
= عن أيّة ثورة تتحدث ؟ وهل ما يجري في وطني من تقتيل وتدمير وتمثيل بالجثث وأكل للأكباد والقلوب يسمّى ثورة ؟ ... وأضاف ... طبعا أنا مع الدولة الوطنية السورية ... أنا مع الشعب العربي السوري ... أنا مع جيشنا العربي السوري البطل ، والذي سينتصر حتما على كل هذه العصابات المسلحة التي تراها والتي أسميتها زورا وبهتانا ... ثورة .
- طيّب ... عرفنا أنك تحب وطنك سورية ... وهذا من حقك ... ولكن ، قل لي بصراحة ... من تحب أكثر ؟ سورية أم بلادنا هذه التي تعمل فيها منذ سنوات وتسكنها أنت وزوجتك وأطفالك ؟
= ابتسم المواطن العربي السوريّ للمرة الأولى منذ وقف أمام ضابط الجوازات ، وقال ... أحب أمي ، وأحب زوجتي .
- لم أفهم ما تعني .
= أنا أشرح لك ... هناك فرق كبير بين وطني سورية وبين أيّ بلد آخر في العالم ، بما فيها بلدكم ... سورية بالنسبة لي ولكل أبناءها هي ( الأم ) ، وبلدكم ( مع احترامي الشديد ) هو الزوجة ... وأنا أحبّ كلتيهما ... ولكن بالتأكيد هناك فرق بين حبّ الأم وحبّ الزوجة ...
فالزوجة أختارها بنفسي ... أرغبها لجمالها ... أحبها ... أعشقها ... وأضحي من أجلها ، و لكن لا يمكن أن تنسيني أمي ... بينما الأم... لا أختارها ولكني أجد نفسي ملكها ... منتميا إليها ... لا أرتاح الا في أحضانها ... ولا أبكي إلا على صدرها ... وأرجو الله ألا أموت إلا على ترابٍ تحت قدميها ... أفهمت الآن الفرق بين الوطن وأيّ بلد آخر ؟
... أغلق الضابط جواز السفر ونظر إلى المواطن العربي السوري الواقف أمامه ... وباستغراب... وقال:
- نسمعُ عن ضيق العيش فيها هذه الأيام ، وانعدام الأمن ، وعن سوء المواصلات وصعوبة الإتصالات ... فلماذا ما زلت تحبها كل هذا الحبّ ؟
= تقصد أمي؟
فابتسم وقال:
- لتكن أمك ...
= قد لا تملك أمي ثمن الدواء ولا أجرة الطبيب ... لكن حنان أحضانها وهي تضمني ... ولهفة قلبها حين أكون بين يديها تشفيني ... ابتسامتها في وجهي هي البلسم الشافي لجراح قلبي
- طيّب ... صف لي سورية ..
= سورية ( أمي ) ، لا تشبه سواها ... لا تشبه إلاّ نفسها ... متفرّدة في كل شيء ... جمالها سوري ... شعرها سوري ... فمها ، عيناها ، جيدها ، قدّها ، نحرها ، رائحتها ، ياسمينها وترابها ... كل ذلك سوريّ ... عربيّ سوريّ ... تشعر بالطمأنينة اذا نظرت اليها ... ثيابها بسيطة ، لكنها تحمل في ثناياها الطيبة والرحمة ... لا تتزين بالذهب والفضة ، لكن في جيدها عقداً من سنابل القمح والشعير تطعم به كل جائع ... سرقها اللصوص ولكنها ما زالت تبتسم ... طعنها القريب قبل الغريب وغدر بها الأخ وابن العمّ ، ولكنها ما زالت شامخة رغم الجراح ...
سورية باقية للابد ، واللصوص والمرتزقة وكل من سرق الكحل من عينيها ، وكل من تآمر عليها الى مزبلة التاريخ مهما طال زمن المعاناة ...
سورية باقية طول الدهر رغم القهر ...
سورية باقية قلعة للعرب ... وهذا قدرها وأحد أهم أسباب كينونتها .
أعاد الضابط إليه جواز السفر ... وقال :
- أنت تبالغ ... أرى سورية على شاشات التلفاز ، ولكني لا أرى ما وصفت لي ...
فقال :
= أنت رأيت سورية التي على الخريطة التي يشرف أعداء سورية على رسمها ... أما أنا فأتحدث عن سورية التي يحتضنها قلبي في داخله ...
- أنت عنيد ... صحيح أنك سوري ... سوري عنيد ...
وأعطاه جواز سفره .... وانصرف .
 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   سوريا الأم
أبكيتني ... بحرقة وحب
من سوريا  
  0000-00-00 00:00:00   حب الوطن
لاتعليق على كلامه لا لشيئ فقط الانه هوا من يمثل من يحب وطنه ويعشقه وبارك الله به هذا هوا السوري وبكل فخر
خميس حنوش  
  0000-00-00 00:00:00   سيريا الأســــــــــــــــــد
ألمانيا الغربية عام 1979 م : وصلت أحد فنادق مدينة ميونيخ ... أعطيت جواز السفر لعاملة الاستقبال لتسجيله ... كتبت الإسم ثم سألتني : اسم البلد لو سمحت ؟ أجبتها : سيريا .. سألت : أين هي لاأعرفها ؟ قلت : في الشرق الأوسط .. أجابت : أين ؟ قلت بجانب لبنان ... قالت : أيضاً لم أعرف مكانها ؟؟ قلت : جنوب تركيا ... أيضاً كانت إجابتها أنها لم تتعرف عليها ؟؟؟؟ سئمت من إلحاحها وضعفها بالجغرافية وقلت لها بعصبية لعلها قد تفهم : بجانب فلسطين التي تقولون عنها إسرائيل ... أجابت ببرود أيضاً لم أتعرف على مكانها ؟؟؟ والذي خلق الكون خطرت ببالي حرب تشرين العظيمة وقائد تشرين البطل ومافعلته بأوروبا .... فقلت لها بقوة : ســــــــــــــــــيريــا الأســــــــــــــــــــــــد .....ســــــــــــــيريـــا الأسد ضحكت وقالت : يا ... يا ( نعم ... نعم )... سيريا الأسد ... الأسد .. يا ... يا ... الأن عرفتها .... عرفت الأسد .... سيبقى البطل الخالد رحمه الله شوكة في عيون الغرب ... وستبقى سورية منيعة بقائدها ... وجيشها العربي السوري ... وشعبها المخلص ... وستنتصر راية الحق التي رفعها الرئيس بشار الأسد مهما كره المجرمون من عربان وغربان ... الله حاميها ومباركها ... وقال عنها الرسول محمد ( ص ) الشام كنانتي .... فمهما أصابها ستعود أقوى مما كانت .. هي الأم التي تضم أبناءها البررة ... والعاقين .. ليعودوا إلى حضنها ... ولو اجتمع عليها الكافرون ... حماك الله سوريا وأيدك بنصره ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... أخوكم أبو شهاب الشامي
العكيد أبو شهاب الشامي  
  0000-00-00 00:00:00   بوركت على ماكتبت
يذكرني ما كتب الأستاذ عاطف بما قاله المتألق نزار قباني ( أت النساء جميعا ما من امرأة أحببت بعدك إلا خلتها كذبا ) لقد أدمعت عيني يا أستاذ عاطف فرج الله كرب الشام وأهلها وأقصد بالشام بلاد الشام
بشير الزين  
  0000-00-00 00:00:00   يسلم تمك
يسلم تمك يا اخي يسلم تمك يا صديقي نعن نحن نحب سوريا نعشق سوريا بالنسبة الي انا احب سوريا وقائد سوريا الدكتور بشار حافظ الأسد الذي سوف يفتتح مستشفي لمعالجة جميع القادة العرب و القادة الغربين في هذه المشفي من امراض البصر لأنه دكتور عيون ومن الحيونة لأنه ايضا دكتور في معالجة الحيوانات
عنبر الشام  
  0000-00-00 00:00:00   أمٌ لا تموت
شكراً أخ عاطف لهذا المقال وهذا الوصف العميق ولا أنكر أنك أدمعتني ولي الفخر أن أذرف دمعاً في حبي وانتمائي لسوريا ودعني أضيف إلى أن هذه الأم السوريه لا تموت هي با قيه الى الأبد نحن أبناءها نساهم في بنائها وحضارتها كأبناء صالحين وتذهب أرواحنا لتستمر أرواح أبنائنا لتبني وتبني وتبني
سوري للعضم  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz