Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 28 نيسان 2024   الساعة 01:40:30
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ثلاث نقلات... سقط المرشد.. بقلم: إياد إبراهيم
دام برس : دام برس | ثلاث نقلات... سقط المرشد.. بقلم: إياد إبراهيم

دام برس:

من يتابع المشهد في محيط الحدث السوري  يلتقط دون عناء  ثلاث مؤشرات  لا يمكن استقبالها إلا في سياق طبيعي  نجم عن  جملة معطيات ولدتها  ضغوط الدفع باتجاه “أخونة”  الهلال  الخصب  لإخراجه  من تاريخه ودوره، ودون  الخوض في سجال  ما إذا  كان ذلك قد حدث  بوعي أو بعريزة، إلا أن التوتر والشحن الناجم عن محركات الدفع  باتجاه الأخونة عبر خلق  فصام  ديموغرافي  على أساس  التمييز  بين آليات انقسام البلاسما  في خلايا مختلف الاثنيات والأديان، أدى  إلى  تشكيل  حاضن لموقف رافض  للتوجه الجديد دون التوقف عند ماهيته طالما ان آلياته بهذه الفوضى.
في تقسيم بدأت القصة، انتفض العلمانيون على قرارات قالوا أنها تهدف إلى طمس أحد أبرز معالم العلمانية الأتاتوركية المتبقية في اسطنبول، مظاهرات عارمة ملأت ميدان تقسيم سرعان ما انتقلت عدواها إلى مناطق أخرى كثيرة، هي لم تنه حكم الإخوان في تركيا بعد، إلا أن استمرارها رغم القمع العنيف أفقد أردوغان سلطته "الالهية"، حتى أن بعضا من أركان حكومته اخذوا بتقصير لحاهم شيئا ً فشيئاً تمهيدا للالتحاق بالعودة الجماعية في تركيا الى ميدان الحاضر انطلاقا من ميدان تقسيم، سيما ان الامور لاتزال مرشحة  إلى مزيد من التحشد والاتساع في الجغرافيا  التركية.
المؤشر التالي كان في التغيير الوقح لقناع المهرج السياسي في الدوحة، واستبدال  "فريق القردة" بطاقم احتياطي ربما  اضطر الأمريكيون إلى استخدامه قبل الأوان للضرورة، فيما كان يعد لمرحلة لاحقة، غير انه يفي بغرض التحول المطلوب للموقف السياسي القادم.
المؤشر الثالث  ظهر في لبنان حيث انتقلت حالة "التخلي" الجنبلاطية إلى فريقه، فتنكروا  لرجلهم المهزوم، (بل تنكروا للحالة التي مولوا خلقها في طرابلس)،  فخرجوا وهم  يرسمون الدهشة على وجوههم أمام الكاميرات فيما الجنود يحصون البنادق والقنابل التي عثر عليها الجيش اللبناني في مستودعات الأسير، متناسين أن أسيرا مثله ليس له أن يمول هذا الكم من السلاح من جيبه، وإن فعل، فليس له أن يعبر به الى تلك المستودعات دون غطاء سياسي.
هذه الاهتزازات الثلاث خلخلت الموقف الإخواني العام، لاسيما بعدما فصل عن "المشيمة" القطرية، وسرعان ما أدى  ذلك إلى هزة مركزية كبرى زلزلت مصر بأكثر من ثلاث وثلاثين مليون صوت هدروا بكل قوة "ارحل".
كانت الأحداث مؤشرات لتآكل المشروع الإخواني الذي اعد للمنطقة باسم ربيع الديمقراطية العربية، وجاءت الضربة في مصر قاصمة في العمق، فشكلت مدخلا لتحول ستشهده المنطقة بعد ارتدادات حتمية ستعيد هذا الربيع المصطنع العفن من حيث بدأ في تونس، أخذةً معها تلك "اللحى المتلونة" من غزة إلى القوقاز.
ثلاث أحداث رسمت ملامح مرحلة جديدة  ينتصر فيها العقل على الجهل، وينتصر الدين على التدين، وتسود الديموغرافيا  ... على الجغرافيا، ودون "كش" تنسحب أمريكيا من اللعبة تاركة الرقعة وقد سقط المرشد ومن حوله لحى لاتزال تصرخ وهي لا تدرك أنها تحتضر.

إياد إبراهيم
 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz