Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 12:43:53
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الحـلـف الامـريكـي الصهـيـونـي التكفيـري والـصمـود الاســطـوري الســوري .. بقلم: د احـمـد الاســــدي

دام برس:
احــترقـت ورقـــة الاخــــوان ... قــُـبـر احـيـاء ال حـمـديـن كـالجـرذان ... الأســـــد ونـصــر الله لـلشــــام رمـــحــان .... كــُـثــر مــَنْ اضـلـوا الــبـوصـلــة وركــبـوا المـوجــة , وراهــنـوا عـلـى مـا اســمـوهــا جـزافــا بـثـورات الـربيــع الـعـربــي كــُـل عـلـى طـريـقـتــه , ووفــق مـا أمـلـتــه عـليــه خـلفيـتـه الـفكـريــة والـمـذهـبيــة الـدينيــة  والســيـاسيـة النفعيــة و المجتمعيــة , ولـكـنهـم جـميعـا الـتقـوا بشــكـل او بـآخـر مــع حـلـف المـرحلــة الاســتعـدائــي ( الامـريكـي- الاسـرائيـلـي  - الارهـابـي التكـفيـري ) , وكـانـوا جـزء مـِـنْ تيــار الـرجـعيــة العـربيــة القـديـم الجـديــد , الــذي كـرس نـفســه عـبـر التـاريـخ لخـدمـة الصهيـونيــة العـالمـيـة ومـشـروعهــا فـي المـنـطقــة , و الـذي يــتخـذ اشــكـالا مـتـنوعــة وواجهـات مـختلفــه حـســب طـبيعيــة المعـطيـات المرحليـة الـتي تـفـرضهـا المتغيــرات الـمحـليــة والـدوليـــة .

مــِنْ حـق الشــعـوب أنْ تـقـول كـلمـتهـا وتـقـرر شــكـل النـظـام الســيـاســي الــذي تصـبـو اليــه , و تـقـرر الطـريقــة الـتي يـتـم عـبـرهـا الـوصـول الـى ســـدة الحـكـم فـيهـا , ولـكـن لـنكـن صـريحـيـن ولـو مـرة واحـدة مـع انـفســنـا , ونـتخـلـى عــن تـنظيـرات الأمــة الحـيـه , والمجــد الـتليــدي , وشــعـارات مهـد الحـضـارات , وتـقـديسـات خـيـر أمــة اخـرجـت للنـاس , والقـائمـة تطـول مـِنْ تـوصـفيـات الـبكـاء عـلـى اطـلال أمـة مـيتــه والتـغنـي بـمـاضي مـظلـم , كـل الـذي ورثـنـاه عـنـه افكـار ظـلاميـة تـجهيليـة  تــُـغـيـب العقــل وتجـرد الانسـان مـِنْ شــخصيتــه وتجـعـلـه مجـرد اداة مـُـنـفـذة لأجـنــدة مـفـروضــه عليــه , تــاره بـإســـم الـديـن وتــارة تحـت طـائلــة المـذهـب , واخـرى محـكومـة بعـرف المـوروثـات الـقـبليـة والانتـمـائيــة المجتمعيــة , ونـتسـائـل  ــدون حـرج او خـوف مـِنْ ردة فعـل فــلان او زعــل ( فـلـتـان ) وعــلان

هــل إنَ شـارعـنـا العـربــي بكـل مـسـميـاتـه وتـوصـيفـاتـــه يــرتـقــي تـفـكيــره وفـعلــه ومـمـارســاتـــه وطـريقــة تـفـاعـلــه مـع مـا اصـبـح عـليــه العـالـم اليـوم مــِنْ تــطـور وتـنـوع وتعـدد وتحـرر قكــري الــى مـصـاف الشـعـوب القـادرة عـلـى فهـم ابـجـديـات العمـل الديمقـراطـي والتعـدد الســيـاسـي واحـتـرام الحـريـات والتـبـادل الســلمـي للسـلطـة وتفهـم الراي الآخـر والتعـامـل مـع اصحـابـة مِـنْ مـنـطلق احـترام انسـانيتهـم قـبل انتمـاءهـم الفكـري والعقـائـدي والوطـنـي  ؟

وهــل إنــه قــادر عـلـى الارتـقـاء بـواقـعــه الـمتـخـلـف والمـنقـسـم والـغـارق فـي مســتنقعـات التجهـيـل والتـســطيـح والانحـراف الـقـيـمـي الاخـلاقــي الانسـانـي بـمجـرد التمـرد عـلـى حـاكـم هـنـا والانـقـلاب
عـلـى نـظـام هـنـاك واســتبـدالهم بـحـفـنــة اســـوء انحـرافـا وفـســادا وجهـالـة وعمـالـة وتـبعـيــة منهـم ؟

لـيبـيـا عـلـى خـطـى تــونـس , صـراع واقـتـتال وشــرعنـه للتقسـيـم وفسـاد وتـلاشـي مظـاهـر دولـة القـانـون , والـيـمـن حـالهـا لا يخـتـلف عـن الاولــى والثـانيـة , ومـصـر التي راهـن عـلـى ( ثـورتهـا ) الكـثيـر تـحـولـت الـى مـرتـع للـظـلامـيـة والهـمجـيـة ونـمـوذج لــلدولـة الفـاشلـة بكـل المقـاييس , والـى الدرجـة التي اصـبـح فيهـا انـفـلات الملـيونيـات والشـارع مقـابـل الشــارع منهـج يـومــي لكل المصريين وكـُـل يـريـد أن يلتهـم الآخـر ويلغيــه مـِنْ الخـارطـة , والطـامـة الكبـرى إنَ هـنـاك مـَـنْ لازال يـدافــع ويـُـنظـر وبكـل وقــاحـة وانحـطـاط عـن هــذة المهـزلــة , امـا فــي ســوريـة فـالقضيــة اخـذت مـنحـى اخطـر مـِنْ مـوضـوعـة اصـلاحـات وحـريـات وتغـييـر ( نظـام ) , حـيـث ســرعـان مـا انـكـشـفـت الاوراق و فـضـحـت  مـا يسـمـى  ( ثـورات الربيـع العـربـي  ) وازالـت الغطـاء عـن القـوى الحـقيقيــة المحـركــة لـلاحـداث والمـُســيـرة
لهـا بـالاتجــاه الـذي يـلغــي الهـويـة الوطنيــة لـدول المنطـقــة ويُـغـلب عليهـا الانتمـاء المـذهـبـي والدينـي والعـرقــي , وبمـا يـفـتـت وحـدتهـا الـوطـنيـة ويـفـكك نســيجهـا الاجتمـاعـي  ويعمـل عـلى اضعـافهـا واســتهـلاكهـا , وكـل هــذا يــصـب بـنـتـائجـة النهـائيــة لصـالـح اســـرائيـل ومـســتقبل مـشــروع دولتهـا العـبـريـة  المـراد لــه الهـيمنـة عـلـى كـل مـقـدرات دول المنطقـة عـسكـريـا وســيـاسيـا واقــتصـاديـا ,
وفـرض نظـريـة الأمـر الـواقـع عـلـى شــعـوبهـا وبـإرادتهـا , عـبـر نشـر الفـوضى الخـلاقـة وروح التـنـاحـر والانقسـام وثقـافـة الارهـاب التكفيـري
.

مـا افـرزتــه الاحـداث الـتي عـصـفـت بـالمنطقــة مـنــذ انـتصـار الثـورة الاسـلامـيـة فــي ايــران ومـا تـلاهـا مـِنْ حـرب الثمـان ســنـوات بيـن العـراق وايـران  الـتي دُفـع اليهـا نظـام حـزب الســلطـة فـي بغـداد
وحـارب بـالنيـابــة عــن دول الـرجعيـة العـربيـة ( السـعـوديـة ودويـلات الخـليـج ومصـر والاردن ) , التي نـسـقـت فــي حـينـه المـواقـف والنـوايـا مـع امـريكـا ومـِنْ وراءهـا الصهيـونيـة العـالميـة وربيبتهـا اســرائيــل ,
ومـا تلتهـا مـِنْ احـداث معـروفــة للجميـع لاداعـي للخـوض فيهـا مـن جـديــد والتي بـدأت بـاحـتـلال الكـويـت وانتهـت بـاحـتـلال امـريكــا الـى افغـانستان و العـراق ,  وبـروز نجـم القـاعـده وفكـرهـا التكفيـري بطـريقـة
دراماتيكيــة , وتســويقهـا مـِنْ قـبـل الدوائـر المخـابـراتيـة الامـريكيـة الصهيـونيـة  فـي كـل بقعـة يـراد فيهـا اســتحضـار عـوامـل النـزاع والاقتتـال ونشـر الفـوضى والـتدخـل العسـكـري , لا يـمـكـن فـصـلهـا عـن
واقـع مـا يحـدث اليـوم وإنْ اخـتلـفـت اســاليـب الـتنفـيذ وتعـددت ادواتـــه , حـيث اســتراتيجيـة اســتـنزاف الجـيش العـراقــي فــي حـرب الثمـان مـع ايـران , ومـِنْ ثــم القضـاء عليــه وتـدميـره فـي حـرب
الكـويـت 1991  وأُخـراجـه نهـائيـا مـِنْ منظـومـة الدفـاع العـربـي عـام
2003 , وقـبـل ذلـك نجـحـت الاســتراتيجيـة الصهيـوامـريكيـة فـي تحـييـد الجيش المصـري وتـقـييـده بـقـرارات كـامـب ديـفـيـد و جعلـت مـنـه مـجـرد مـؤسسـه شــرطـيــه شــكليـة وليس عســكـريـة معتـاشــه عـلـى المسـاعـدات
الامـريكيـة  حـالـها حـال الدولـة المصـريـة جمعـا  , منـاط لهـا مهمـات داخـليـة  ولا دور لهـا عـلـى سـاحـة الصـراع العـربـي الاســرائيلـي , وتمـارس مهمـاتهـا الشــرطـويـة هــذه فـي الشـارع المصـري وفـق مـا تمليــه
 سـيـاسـة واشـنـطن  وضـرورات حـفـظ امـن تل ابيـب , ولـم يـبقـى امـام هـذة
الاســتراتيجيـة ســوى الجـيش الســوري والايـرانـي فـي المنطقـة ومعهمـا قـوى المقـاومـة  ( حـزب الله وبعض مـِنْ الفصـائـل الفلسـطينيـة ) , فكـان
الاسـتهـداف اولا للجـيش العـربـي الســوري ومـؤسسـتـه العسـكـريـةوالســيـاسيـة عـبـر تحـريـك قــوى الارهـاب التكفيـري الكـونـي وارسـالهـا
الـى ســوريـة , وايجـاد غطـاء ايهـامـي لهـا تحـت مـسـمـى ( الجـيش الحـر )
ومـدهـا بـالمـال والســلاح والدعـم الاسـتخبـاراتـي والسياسـي والاعلامــي , لأن اســقـاط سـوريـة وكـسـر شــوكـة جـيشهـا وتـفـكـيكــه وشــطـب دوره فـي تحـديـات الصـراع مـع اسـرائيـل ســيعـزل مقـاومـة حـزب الله فـي لبنـان و يبعـدهـا عـن ايــران التي ستفقـد اكبـر حـليفيـن لهـا فـي خـط المـواجهـة مـع اســرائيـل ويجعـل مـِنْ دورهـا ثـانـويـا بغيـاب سـوريـة المقـاومـة وحـزب الله , وكـنتيجـة طـبيعيـة لـذلـك تسـتسـلم الفصـائـل المقـاومـة الفلسـطينيـة للأمـر الـواقـع وتـدخـل حلبـة المسـاومـة عـلى الارض والسلطـة مثلمـا حـصـل لحمـاس وتـابعيهـا , وعـنـدهـا يكـون المشـروع الاسـرائيـلـي قــد اســتكمـل مـراحلـة وتحـققت احـلام دولـته العبـريـة , وتنطـوي بـذلك صفحـة الصـراع العـربي الاسـرائيلي بهـزيمـة نهـائيـة للعـرب والمسـلميـن وتـكـون حينهـا   خـاتمـة لسـيـرورة الهـزائـم والنكسـات التـاريخيـة التي بدأت عـام 1948 وتـوالـت حـتـى اللحظـة .

تـَـآكـل المشـروع الامـريكـي الاسـرائيـلي الـتكفـيـري وهـزيمـة ادواتــه التـنفيـذيــه العـربيـة وتـراجـعــه الـذي بــدت معـالمــة واضحــة مـن خـلال مـا نشــاهـده مـن تغيـرات ســـريعــة علـى الارض ســـواء بـإضـمحـلالدور اردوغــان وانـكفـائــه عـلـى لملمــة البيـت الاردوغـانـي المـتداعـي
وسـقـوط نظـريـة النمـوذج التركـــي التي كـان يبشـر بهـا ويـتراقص مع وهـماصفـارهـا الكثيـر  , او تـنحـيــة اميـر قطـرائـيـل عـن الحـكـم وطـرد رئيس وزراءه ووزيـر خـارجيتــه عـراب التـآمـر العـربـي وانطـواء صفحــة قطـر الصغيـرة بحجمهـا والكبيـرة بدورهـا , وانقــلاب الشــارع المصـري عـلـى مـُرسـي الاخـوان وجـمـاعـتــه واحـتـراق ورقـة حـكـم الاخـوان الاســلامـوي
واسـتهـلاك زخمــه بعـد أنْ تعـرى جـســده وبـان زيـف ثقـافتـه التي كـان يبشـر بهـا بالعـداء المزعـوم  الـى  امـريكـا واسـرائيـل والصهيـونيـة والتي اسـتطـاع مـِنْ خـلالهـا الحصـول علـى تعـاطـف الشـارع معـه طـوال ســنوات
عمـره السـيـاسـي , مـا كـان لـــه أنْ يحـدث و يـُغـرق نـفســه فـي مـســتقعـات فشــلـه واندحـاره لـولا الـصمـود الاســطـوري الســـوري عـلـى جـميـع الاصعـده العسـكـريـة والســياسيـة والاقتصـاديـة والاعـلاميـة والمجتمعيــة الذي فـاجـئ الاصـدقـاء قـبـل الاعـداء , وبـرهـن عـلـى مـصـداقيـة اســتقـراء القيـادة الســوريـة لـلخـارطـة الاقليميـة مـنـذ عـام
1979  , وقـدرتهـا عـلـى رسـم ســيـاسـات اســتـراتيجيــة عـلـى صعيــد عـلاقـاتهـا الدوليـة وبنـاء قـوتهـا العســكريـة والاقـتصـاديـة وتـرسـيخهـا لـمفهـوم الـوطنيـة والقـوميــة وروح التصـدي والثبـات عـلـى المبـاديء  فـي وحـدات بنـاء نســيجهـا المجتمعــي داخـليــا .


2   تــمـــوز  2013

al_asadi@aol.com
 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz