Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 12:43:53
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
نحو مؤتمر جنيف .. بقلم: عفيف دلا
دام برس : دام برس | نحو مؤتمر جنيف .. بقلم: عفيف دلا

دام برس:

لا يهم كم من الماء في الكأس ، بل يهم ما نراه نحن، النصف الفارغ أو النصف الملآن لا يهم وأياً تكن نسبة الامتلاء أو النقصان .. فالمهم هو ما بعد رؤيتنا وما سنفعله ..
ولا يهم لمن يسير إلى الأمام أن يكون في طريقه بعض الحصا والحجارة إذ طالما أنه يستطيع الوصول إلى هدفه فلا يهم عثرة هنا أو وعورة هناك .. فما من طريق مفروش بالورود.. فليس من الحكمة أن ننطلق في رؤيتنا للأمور وتقييمنا للأحداث من فلسفة الكل أو اللاشيء بمعنى أن نعول على حدث ما لدرجة أن نعلق كل أحلامنا على وقوعه أو أن لا نرى أي بصيص ضوء في عرض السماء فنكون كمن يختبئ وراء إصبعه ويستتر بظله .. فالحقيقة نواجهها ولا نهرب منها وخاصة إذا كان لنا فيها استحقاق؛ فنكون بهروبنا الخاسرين والمتقهقرين ونكون نمنح خصمنا فرصة التقاط الأنفاس واستجماع القوى بغيابنا عن ساحة اشتباك معه ..
فمن ينظر إلى مؤتمر جنيف المرتقب بأنه نقطة النهاية للازمة السورية فهو يغالي بتفاؤله لدرجة تخيل نفسه يمشي على الماء ومن يظن أن المؤتمر لن يقدم شيئاً لسورية فهو كأولئك الغيبيين الذين لا يؤمنون سوى بتحكم القوى الخفية بقدر ومصير الإنسان مهما فعل ..وبالتالي فإن القفز نحو النتائج دون قراءة للحدث هو ذهاب للمعركة دون معرفة واقع الخصم ومعرفة مكامن ضعفه وقوته فلا نستطيع إدراك أسباب حديثه عن حلول سياسية بعد مرحلة الرهانات على إسقاط الدولة ولا نستطيع تلمس خلفيات تغير مفرداته بعد التمسك بلغة خشبية معادية لسورية ..
هو نقطة اشتباك جديدة بعنوان سياسي وبمضمون عسكري لكن موازين القوى اليوم اختلفت فساحات الاشتباك بعد أن كان المطلوب أن تكون في الداخل وفقط في الدخل باتت اليوم في الخارج أي وصلنا إلى مرحلة الاشتباك في عقر دار الخصم نتيجة إخفاقه في كسرنا في بيتنا فإذا أردنا أن يشكل مؤتمر جنيف نقطة تحول على طريق نهاية الحرب على سورية علينا أن نذهب إلى المؤتمر أكثر تحصناً ومنعة مسلحين بأسباب القوة ذاتها تلك التي دفعت بولادته لا بل أكثر من أسباب القوة تلك فيكون المؤتمر ساحة اشتباك تحضر فيه سورية أقوى من قبل وبالتالي يتحول من كونه محطة لمناقشة مستقبل سورية وفق أوراق ومعطيات اللحظة الراهنة إلى محطة لا تعوض ربما للخصم كي يخرج من عمق الأزمة السورية بما تبقى من ماء وجهه ودون الاضطرار إلى الاعتراف بهزيمة إستراتيجية مرة في سورية .
وإذا ما كان الأعداء يأملون مزيداً من كسب الوقت للإيحاء بأنهم متحكمون بمسار إنهاء الأزمة السورية فإن انتصارات الجيش العربي السوري في الميدان ستعجل من عقد هذا المؤتمر وبشروط وظروف مختلفة عما يأمله الأمريكي ومن معه إذ إن الانتصار الداخلي سيؤسس للانتصار الخارجي وليس العكس فلا يمكن لمهزوم في الداخل أن ينتصر في الخارج ويمكن لمن يشتبك في الداخل أن يشتبك في الخارج مع الأخذ بعين الاعتبار قدرته على الاستمرار في الاشتباك بنفس مستوى القوة أما أن يستطيع من يشتبك في الداخل أن ينتصر ويغير حسابات ورهانات العدو فبالتأكيد سيتمكن من فرض شروطه في أية ساحة اشتباك خارجي لا بل وسيتمكن أيضاً من زيادة فاعلية اشتباكه خارجياً ليعكس انتصاره الداخلي وهذا ما حققته الدولة السورية بفضل تضحيات وبطولات الجيش العربي السوري الميدانية .
فلا حاجة لزيادة التوتر والترقب وحبس الأنفاس وضرب الأخماس بالأسداس فمسار جنيف يمر من القصير مروراً بريف دمشق وحلب وريفها ولا يمكن النظر إليه إلا من فوهة بندقية الجندي السوري فهو من سيثبت علم الانتصار في ساحات القتال ضد مرتزقة الناتو وإرهابيي الوهابية التكفيرية وهو من سيقصم ظهر الخليج وأردوغان وفي هذا السياق نجد الأمريكي يمسك بمقود القطار لينجو برأسه ولو سقطت كل مقطوراته بحمولتها في الوادي فلا يهم وجود وبقاء هؤلاء لا بل باتوا اليوم عبئاً عليه في تحقيق الاستدارة وبالتالي عليه أن يتخلص منهم فيتركهم يفضحون أنفسهم وينشرون غسيلهم القذر على شاشات الإعلام فتظهر فضائح السرقات والخيانة والتآمر فيحاول بعضهم التبرؤ من المستنقع الذي كان يقبع فيه لكن بعد فوات الأوان، وينصرف هو لبث عناوين ومفردات توحي بأن أي تسوية مقبلة في جنيف أو غير جنيف لم تكن بفعل الانتصار السوري بل بموجب تنازلات قدمتها القيادة السورية تتعلق بتلك المفردات والعناوين فالحديث عن السلاح الكيماوي وبقاء الرئيس أو تنحيه ووجوده أو عدم وجوده في أي مرحلة انتقالية  يندرج في طرح عناوين من شأنها التشويش على النصر السوري ومسار الأحداث وتهيئة وسائل الإعلام العالمية لاحقاً للحديث عن طبيعة التنازلات السورية المزعومة بدل الحديث عن الانتصار السوري الكبير .
على كل حال نحن سائرون إلى كل ساحة اشتباك كما كنا دائماً عدتنا في يميننا بندقية مذخرة بعقيدة كل مقاومي التاريخ وبخطوات كل الواثقين من الانتصار ماشين مشية حساب تجاه من تقطر دماء شعبنا من بين أصابعه لا نريد صكوك مهادنة من أحد ولا شهادات حسن سلوك للمقايضة على دماء من استشهدوا من أبنائنا فنحن مقاومون وسنبقى ولن نتخلى عن خيار المقاومة حتى ترد كامل حقوقنا إلينا أو نستشهد دونها .
عفيف دلا
 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   geneff
لست دبلوماسي ولو كنت أقول للقياده السوريه ،إجتماع جنيف هو بواسل جيشنا ومكان الإجتماع هو ريف دمشق وحلب درعا وحمص ...ولنترك جيشنا يدعس ويمعس ويفعس الإرهاب وجنيف دعه يجنف على غيرنا
nidal EL CHAER  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz