دام برس:

يحـاول البـعـض ولإفـلاســه النـيـل  بـمعـولـه المـثـلـوم مـِنْ صخـرة البـعـث الســوري ومـبدئيتــه , مـِنْ خـلال طـرهـات فـارغــة ومقـاربـات مقلـوبــه بيـن مبدئيــة اســستلجـيش عـقـائـدي يقـاتـل اعتـى مـؤامـرة كـونيـة فـي العصـر الحـديث تتعـرض لهـا ســوريــة , وبين عـبـث مقبــور هـرب زبـانـيتــه مـع صـوت اول صـاروخ نــزل عـلـى بغــداد , والـى الـدرجـة إنَ وزيـر دفـاع نظـامـه  ابـن الشـرف والطـرف مثلمـا يـدعـون , قـد حمـل بطـانيـــتـه مِـنْ بيتـــه بعـد أنْ ودع زوجـاتــه وســلـم نفســه ( يس يـم  )  الـى قـوات الغـزو والاحـتـلال لمجـرد دخـول اول دبـابتيـن الـى بغــداد , ونـائـب اميـن ســر عبثــه بـاع اســلحـة فيلقيـن كـانـا بـإمـرتـــه الـى القيـادات الكـرديـة مقـابـل مكـان آمـن لــه فـي احضـان شــيـوخ الدروشــه والنقشــبنده   .

الجهـل الســيـاسـي وإطـلاق العنـان للتنظيـرات والاســتدلالات المنفصلــه عـن واقعهـا مـِنْ المصـائـب الـتي ابــتلينـا بهـا , والتي إنْ دلـت عـلـى شـيء إنمـا تــدل أمـا عـن جهــل اصحـابهـا ومحـاولتهـم خـلق هـالـه ضـبابيـة حـول انفسهــم عـلـى قــاعـدة خـالف تـعـرف, او لغـايـة فـي نـفس يعقـوب ورب رمية تــصـيـب , فمـِنْ الســخـف أنْ يـنتقــد مسـيـرةوتضحيـات حـزب إنـاس يجـهلـون جمـاهيـريـة البـعـث الكـادحـة بعمـالهـا وفـلاحيهـا وطـلبتهـا ومـثقفيـهـا , ويـدعـون عليــه اخـفـاق مـزعـوم حـسـب تنظيـراتهـم العـوراء  لكـونـه حـزب اســتـوعـب الجمـاهيـر وتخـلـى عـن الـنخـبويــة , فـالـبعـث فـي منظـور هـؤلاء حـزبـا يجـب أن يكـون نخـبـويـا طـبقيـا ويـتخـلـى عـن مـبدئيـة جمـاهيـرتــه لا لشيء إلا لكـونـه تـأسس عـلـى يــد نخبــة مـثقفــه لـذا يجـب أنْ يكـون حـزب النخبـة المثقفــة ويـنفصـل عـن جـمـاهيـريتــه ... فـبـركـم هـل هنـاك هـراء اكثـر مـِنْ هـذا ؟

جـدليــة ( فـكــر _ ســـلطــة _ مجـتمــع ) مـِنْ الإشــكـاليـات الـتـي عـانـت منهـا ووقـعـت فـي مـطبـات اســتحـالـة تـوافـقيـاتهـا ليس فـقـط الاحـزاب الســيـاسيـة فـي منطقـتنـا والعـالـم بعـد وصـولهـا الـى ســدة الحـكـم فـي بلـدان حـواضنهـا المجتمعيـة , بـل حـتـى الـرسـالات والاديـان الســمـاويـة وفـي مـقـدمتهـا الـديـن الاســلامـي , وعجـزيـة الـتـوافـقهـذه لاتعـود الـى خـلل فــي الفكـر والمبـاديء بقـدر مـا إنَ صيـاغـة الافكـار وتطبيقهـا كمـا هـي عـلـى ارض الـواقـع إنمـا تـعنـي مثـاليــة المدينــه الفـاضلــه والاكتمـال الـربـانـي ,وهــذا الأمـر عجـز فـي الـوصـول اليــه حـتـى الانبيـاء والمـرسـلين , وفـي نـفس الـوقـت  إنَ الانحـراف عـن هـذة المبـاديء او تجـميـدهـا والـتعـلـق بـمبـررات الســلطـة وضـروراتهـا , تـدفـع نحـو هـاويـة الشــمـول والاســتبـداد وتـؤسس لعبثيـة ســلطـويـة منفصلـه عـن قـاعدتهـا الشــعبيـة المجتمعيـة مـن جـهـة , ومـنقلبــه عـلـى مـبدئيــتهـا الفكـريـة مـن الجـانب الآخـر , وعليــه فـإنَ الاحـزاب الأنـجـع والأكثـر درايــة بـواقـع مـجتمعيـاتهـا , وحـتـى لا تضحـي بـالفكـر والمجتمـع  لحسـاب السـلطـة , ولتـبـتعـد عـن التنظيـر عـلـى حـساب الـواقـع ,حـاولـت الحـفـاظ علـى تـوازن معـادلـة ( الفكـر _ السـلطـة _ المجتمـع ) وفــق مـا ألتـــه عليهـا العـوامـل المنـاخيـة المحيطـه , الخـارجيـة منهـاوالـداخليــة , وعمـدت عـلـى جعـل الســلطـة جـسـر التقـاء بين منبـع الفكـر وواقـع الجمـاهيـر , وهـــذا مـا عمـل عليـه البـعث فـي ســوريـة طـوال ســنـوات اســتلامـه زمـام الســلطـة فيهـا ,ولعـل الحـركـات التصحيحيـة التي رافقـت مســيـرتـه النضـاليـة فـي الحـكـم دليـل عـلـى اســتعـادة مبـادرة الـتوازن في المعـادلـة , كلمـا بـدى هـنـاك انحـراف فـي مـوازينهـا , بيـنمـا دأب عـبث السـلطـة العـراقـي عـلـى اغـتيـال الفكـر لحـساب الكـرسـي , وتمـكيـن الفـرد والعائلـة والعشـيـرة عـلـى حسـاب المجتمـع   , ومـِنْ هـنـا فـإنَ محـاولات المقـاربــة التي يـلـعب عـلـى ورقتهـا اصحـاب الغـايـات تكـون فـاقـده لمـوضـوعيتهـا .

لا نـدعـي كمـال التجـربـة الســوريـة وفـضـالـة مـديـنتهــا , ولـكـننـا نـفـتخـر بـتجـربـتهـا ولا تـعـيـرنـا اخـطـاء تـطـبيقـاتهـا وتـفـاعلهـا مـع تحـديـات بعضهـا فـرضته مـرحـلـة الصـراعـات الثـوريـة التـي كـانـت ســائـدة فـي المنطقـة والعـالـم بـأســره خـلال حـقبـة تـاريخيـة بعينهـا , وآخـرى مـوروثــة قطـريـة وقـوميــة ولــد البـعـث مـِنْ رحــم معـانـاتهـا, فـلا هيمنـة الرجعيـة العـربيـة عـلـى الثـروة النفطيـة مـن نـتـاجـات ســيـاسـات البعـث الســوري , ولا نـشــوء هـذة الرجعيـات واســتحـواذهـا عـلـى ســطـوة السـلطـة فـي بـلـدانهـا كـان نتيجـة مهـادنــته المـزعـومـة  لهـا , كمـا يحـاول اصحـاب الاغـراض تصـويـر واقـع حـال عـلاقـات الدولـة الســوريـة مـع دول الخليـج والســعـوديـة  .

الـذي يحـاول أنْ يصـور واقـع حـال مـايحـدث فـي ســوريـة علـى إنــه نتيجـة اخـفـاق تجـربـة البعـث فيهـا , ويـربـط ذلـك بـإدعـاءات وكـلام ثـرثـار غيـر مـتـرابط عـن اخطـاء حتـى وإنْ وجـد بعضهـا , فهـي مـوجـودة فـي كـل دول العـالـم حـتى الديمقـراطيـة منهـا, إنمـا يحـاول تـبـرئــة ســاحـة اصحـاب مشـروع التـآمـر الصهيـوعـربـي عـلـى ســوريـة ,و يحـاول رفــع الغـطـاء عـن الاســبـاب الحقيقيـة وراء مـا تتعـرض لــه ســوريـة مـِنْ مـؤامـرة كـونيـة قـل لهـا نظيـر فـي عصـرنـا الحـديـث , مـن حـيـث اســتحـضـاراتهـا البشـريـة والاســتخـبـاراتيـة والاعـلاميـة والســيـاسيـة والعســكـريـة , وهــذا هـو دس الدس بعسـل الكـلام الـذي طـالمـا نــوهنـا مـِنْ مغـبــة الـوقـوع فـي مـحـضـورة .

مـا تتعـرض لــه ســوريـة الأســد لا عـلاقـة لــه بـتصـريـف دولار او يــورو ولا انفـتـاح اقـتصـاد ولا ادعـاءات  مهـادنـة عـرب رجـعييـن ,  وإنمـا لنجـاح مشـروعهـا القـومـي وثـبـات شــعبهـا وقيـادتهـا عـلـى مـباديء الـرفض والممـانعـة لكـل مشـاريـع الاذلال والخـنـوع والمسـاومـة وبيـع القضيــة , والعـدوان والتـآمـر عليهـا نتيجـه حـتميـة لصمـود ســوريـة امـام اعـاصيـر الاغـراءات والتهـديـدات معـا , وتــأييـدهـا لقـوى المقـاومـة فـي فلسـطيـن والعـراق ولبنـان , وعـلـى وجـه الخـصـوص والتحـديــد حـزب الله  الـذي يشـكـل تهـديـدا حـقيقيـا الـى اســرائيـل وكيـانهـا اللقيـط , وبســبب تحـالفهـا الاســـتراتيجـي والتـاريخـي مـع ايــران التي اثتبتت الايـام صـواب منهجيتهـا واخـلاقيـة التـزامـاتهـا هـذا الثبـات الذي اغـضـب العـربـان واعـاد جـاهليـة ابـا جهـل الـى نـفـوسهـم .

محـاولـة ربـط المـؤامـرة عـلـى ســوريـة بـأخـطـاء واخـفـاقـات فـي الممـارسـة الـتطبيقيــة لمنهـج دولــه ونظـام ســيـاســي  إنمـا هــو جـزء مـِنْ المـؤامــرة نفـسهـا , وهـذا مـا يجـب الحـذر منـه خـصـوصـا ونحـن فـي معـركـة حســم تـاريخـي , و إنَ مـراجعـة المـرحلـة وتـأشـيـر شــواخـص اخـفـاقـاتهـا وايجـابيـاتهـا ليس الآن , و محـاولات الـتـأثيـر علـى الـرأي فـي الشــارع المـؤيــد مـن خـلال اشــغالــه عـن معـركتــه الآنيــه , وتحـويـلـه الـى اداة تهـديميـة لخـدمـة مـن يـريـدون النيـل مـن ســوريـة يجـب التصـدي لهـا بحـزم إي كـان مصـدرهـا , ليس مـدارات لإخـطـاء وتســتـر عـلـى مخـطئين وانتهـازيين , وإنمـا لتـفـويـت الفـرصـة عـلـى اصحـاب النـوايـا والمتـربصيـن ,الـذيـن لســانهـم مع ســـوريـة وقـلوبهـم ونـوايـاهـم بـالضـد منهـا .

 al_asadi@aol.com