دام برس:
اختلط الحابل بالنابل على خلفية ما أثارته تصريحات النائب في مجلس النواب الأردني / بسام المناصير ، وتعمده التحرش بسورية والتعرض لشخص سفيرها المحترم الدكتور بهجت سليمان ...
تصرّ بعض الشخصيات العامة في الأردن ، وكذا بعض الرموز وبعض القوى السياسية على ( استعداء ) سورية وحكومتها وشعبها عبر طرق وأساليب مختلفة ، ومنها ( وربما يتصوّرون أنه أسهلها ) استفزاز سعادة سفير سورية في بلادنا ، لدفعه ( دفعا ) للرد على ما يثيرونه بتصريحاتهم ، لعلهم يجدون في ما يصرّح به ما يزيد من إشعال نار الفتنة بين القطرين الشقيقين ...
شعبنا الأردني ليس بهذه السذاجة التي يتصورها البعض ... ذلك أنه ، وبعد مضيّ قرابة العامين والنصف على بدء المؤامرة ( بشكلها الأعنف والمسلّح ) على سورية وصمود سورية العربية وجيشها وشعبها وقيادتها الأسطوري في وجه المؤامرة الكونية عليها ، أصبح شعبنا بأغلبية كبيرة يقف الى جانب الدولة الوطنية السورية ، بعد تساقط أوراق التوت ، واحدة تلو الأخرى عن كل أطراف تلك المؤامرة ...
من هنا تأتي محاولة البعض ( خلط الأوراق ) من جديد ، واستمرار استفزازاتهم لسعادة السفير ، والإفتراء عليه ( بتقويله ) ما لم يقل ... كل هذا يأتي في سياق تسويق الوهم على جماهير شعبنا الأردني ومحاولات تضليله المستمرة منذ بداية الأزمة ...
وعندما تجتمع " لجنة الشؤون العربية " في مجلس النواب الأردني وتطالب سعادة السفير العربي السوري بالإعتذار ، ومن أعضاء هذه اللجنة من نحترم ونجلّ ونقدر نضالهم القومي ووطنيتهم الصادقة ، ... تكون هذه اللجنة بطلبها هذا كمن يكافيء المسيء على إساءته ... فسعادة السفير السوري في بلادنا لم يتعمد الإساءة لبلدنا أو لقيادته أو لأي من رموزه الوطنية ...
استطاع النائب بسام المناصير أن يخلق ما يشبه الأزمة في العلاقات بين الأردن وسورية ، وأن ينفخ في كير شيطنة النظام العربي السوري عبر تصريحاته الإستفزازية ضد سعادة السفير السوري ، وهو نفس النهج الذي اتبعته وسائل الإعلام المعادية لسورية والناطقة بإسم خندق العدوان عليها .
لقد آن الأوان لوقف هذه المهزلة ، والتعامل بجدية ومسؤولية مع الحدث السوري ووقف المحاولات لجرّ الأردن الى الخندق المعادي لسورية ... ذلك أن أصغر طفل أردني يعلم يقينا أن عدونا الأساسي والوحيد هو العدو الصهيوني والإمبريالية الأمريكية ، وليس سورية الشقيقة .
من الأولى أن يتنبّه نوابنا المحترمون لصولات وجولات سفراء الدول الإمبريالية المعادية لأقطارنا وشعوبنا العربية في مختلف مناطق ومحافظات المملكة ، حيث تقام على شرفهم الولائم وتنحر لهم الذبائح من قبل قيادات معتبرة من الإخوان المسلمين وغيرهم .
قد يكون من السهل احتواء ( سوء الفهم ) هذا ، أو ( سوء التفاهم ) وحصره ضمن حجمه الطبيعي من الناحية الشخصية بين سعادة السفير والنائب ، ولكن ما يقلق في الأمر ، ذلك الكمّ الهائل من الحقد على سورية الذي يبديه بعض المعلقين على ما تنشره المواقع الإخبارية الإلكترونية من أخبار كل يوم عن هذا الموضوع ...
من المعيب على بعض المعلقين أن تأخذهم العزة بالإثم لينفّسوا عن حقدهم بهذه الطريقة الفجّة والمفضوحة .
لا مصلحة حقيقية للأردن أو لنا كأردنيين في تصعيد الموقف والسير وراء من يحاول الإصطياد في الماء العكر .
مصلحتنا الحقيقية هي بالإصطفاف الى جانب الشقيقة سورية في معركتها ضد الإرهاب وضد المؤامرة التي لا تستهدف سورية وحدها ... إنما تستهدف الأردن أيضا وكل دول وشعوب المنطقة العربية .
وليكن في علم الجميع ، أن سورية ستنتصر ، وما الإنتصار الذي سجله الجيش العربي السوري في القصير إلا بداية الإنهيار الكبير لكل منظومة المؤامرة عليها ... فاليوم القصير ، وغدا حمص وإدلب وحلب والرقة وكل شبر من أرض سورية الطهور ...
حمى الله الأردن وسورية وكل أقطار العروبة
عاطف زيد الكيلاني
Atef.kelani@yahoo.com
عمان / الأردن