دام برس:

منذ زمن بعيد وسورية الحاضرة دائماً على لائحة التآمر الدولي وموضع اهتمام لقوى الهيمنة والعدوان الذي تجلى بالتآمر الفاضح بعد الحركة التصحيحية المباركة التي شكلت منعطف تاريخي لسورية بمواقفها القومية التقدمية والحاضن الداعم لقوى المقاومة معتبرة فلسطين وحقوق شعبها قضيتها المركزية ، واستعادة الأراضي العربية المحتلة من الجولان وصولاً إلى سيناء . هذا مما أثار حفيظة الذعر لقوى البغي والعدوان بعد النصر الكبير في حرب تشرين التحريرية . مما دعى تلك القوى للتآمر عبر بوابة الأخوان المسلمين والتكفيريّن في مطلع الثمانينات من القرن الماضي مع تكرار لذات السيناريو بتاريخ مشابه بين تولي القائد الخالد حافظ الأسد السلطة بإجماع شعبي ونصر ساحق على المؤامرة ومدبيرها ، وإرساء الأمن والاستقرار لسورية لعقود عدة ، وبين تولي السيد الرئيس بشار الأسد السلطة بإجماع شعبي وبوادر نصر تلوح في الأفق ذات التاريخ يعيد نفسه بين تولي القائد الخالد السلطة وبين قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي لم يتخل عن أي موقف قومي بل امتد ليشمل ربط البحار الخمس ليفتح من خلاله الأفاق لسورية لتشكل محور اهتمام العالم .
إذاً المؤامرة هي ذاتها والخلاف يكمن بين الماضي والحاضر بتطور وسائل الاتصال والإعلام . وإذا كان النصر على مؤامرة الثمانينات بالصمود الشعبي والنصر الساحق لقواتنا المسلحة والالتفاف حول قيادة القائد الخالد حافظ الأسد هو ذات الصمود والنصروالالتفاف الشعبي حول قيادة الرئيس بشار الأسد ، ومع استمرار سحق الأرهابيين التكفيرين من قبل قواتنا المسلحة وبهدف دعم تلك المجموعات بعناصرجديدة منطلقين بإغراءات للمراهقين واليافعة من أبناء الوطن بجهاد النكاح ذلك الجهاد الذي لم نعهده أو نسمع به من قبل لكنه دليل قاطع على تقهقر لتلك القوى الظلامية هادفين من خلال تلك الورقة دعم المجموعات الارهابية بالمراهقين ، كون المتآمرين يدركون تأثير ذلك على هؤلاء الفتية دون وعي وادراك لما تحمله من مخاطر صحية وخصوصا أن الجهاديات هن مومسات والمرافقين لهم من الرجال على أنهم أزواج هم مجرد خدعة لشرعنة الزنا من خلال زواج لمدة ساعة أو ساعتين لكل ارهابي ، وهؤلاء المومسات يحملن أمراضاً عدة وخصوصاً الايدز والزهري وغيرها ، بذلك نرى أن المتآمرين يرمون بآخر أوراقهم لتحقيق أي مكسب مهما كان، كما هي ورقة السلاح الكيميائي لتحقيق المزيد من الضغط بعد الفشل الذريع الذي منيت به خططهم التآمرية، وهذا يؤكد أن النصر أضحى جلياً كما هي شمس سورية الساطعة بعد مؤامرة لم يعهد العالم مثيلاً لها تمويلاً وتسليحاً ومرتزقة ووسائل اتصال واعلام وشيوخ فتنة . لكن حسابات المتآمرين لم ترقِ إلى مستوى النتائج من حيث تأثيرها على دول العالم قاطبة وخصوصاً أمريكا وأدواتها الأوروبيين و العرب في آن معاً وكان في اعتقادهم تطبيق السيناريو الليبي في سورية دون التفكيرفي العملاقين الصيني والروسي وموقفهم من تكرار السيناريو الليبي . وحتى لو لم يكن ذلك فإن لأمريكا حساباتها من التدخل في سورية وهو خوفها على اسرائيل وانهاء وجودها ، ولن ننسى ما أفضت إليه المؤامرة على سورية من تشكل تحالف البريكس وعودة القطب الروسي كقوة عسكرية و الصيني كفوة عسكرية اقتصادية ؛ إضافة إلى الهند وجنوب أفريقيا و البرازيل مما حدّ من الامتداد الأمريكي الذي اضمحل دورها وأضحت عنواناً للتآمر و الارهاب ، وهي تدعي مكافحة الارهاب لكن في حقيقتها هي صنيعة له ، ومن نتائج المؤامرة ما سوف تفضي إليه على الدول الممولة وخصوصاً السعودية وقطر بشكل خاص وبعض الدول الخليجية مما عهد بمملكة آل سعود وآل خليفة برفضهم لأي حل سلمي في سورية خشية من انعكاسه عليهم وخصوصاً على سلطانهم الذين لطالما سعوا للحفاظ عليه وخصوصاً في ظل خسارة عشرات المليارات من الدولارات دون نتائج . وهذا مما سيزيد من الهستريا التي تقض مضاجعهم ويدفع بهم إلى المزيد من التصعيد والتمويل للحفاظ على ماتغنوا به أمام مواطنيهم (الديمقراطية والحرية ) وهؤلاء لم يدركوا أن سورية قيادة وشعباً كالنسر الذي يحلق في السماء  ليصل إلى الشمس ليعرف مصدر اشعاعها .

هيثم أحمد