Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 01:27:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
لماذا لم تعلن سوريا الحرب على اسرائيل .. بقلم محمود الفقيه

دام برس:

ما إن اعتدى الكيان الصهيوني على عاصمة الجمهورية العربية السورية دمشق حتى انقسم الشارع العربي و العالم بشأن هذا العداون. فبما يخص الداعمين للنظام السوري،ادت بهم الحميّة و الحماسة الى انتظار بيان ناري من القيادة السورية تعلن فيه الحرب على الكيان الصهيوني.هذه الحمية نابعة من حب الوطن و السعور القومي الرافض انتهاك السيادة السورية و التواق الى تحرير الأرض من الجولان وحتى الإسكندرون المحتل.
أما المعارضين للنظام من سوريين وعرب فكثير منهم هلل وكبّر وشكر الرحمان وصلىّ للديّان لما فعله الكيان فكل أعضاء مجلس اسطنبول أيدوا العدوان و لم ير منهم أي انتهاك للسيادة السورية من قبل عدو تاريخي لسوريا و العرب. في وقت أصدرت فيه هيئة التنسيق بياناً أدان الاعتداء و طالب بانتقال ديمقراطي.
كما طافت على السطح الآراء المتأزرة بعباءة الدين و التي شكرت اسرائيل على الضربة و أيدتها ببركة الله و انتشر العرب من شمال افريقيا والخليج على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يباركون ضرب العاصمة العربية .و تلى ذلك موقف ميليشيا المرتزقة المتعددة الجنسيات أو ما يسمى بالجيش " الحر" الذي لم يكتف بالشكر للعدو الصهيوني بل ظهر الناطق الاعلامي بإسمه المدعو حسن رستاوي على القناة الثانية الصهيونية ليعلن بأن أفراح "عارمة تملء قلوب الثوار و المقاتلين و أن " الجيش الحر" يشكر اسرائيل على ضربتها لـ " كتائب الأسد " و " عناصر حزب الله " الإرهابي" حسب تعبيره، و هذه دون شك مصطلحات صهيونية المنبع.
الكل كان يترقب الموقف السوري الرسمي و الكل كان ينتظر موقفا سورياُ تعلن بموجبه القيادة السورية إعلان الحرب على الكيان الصهيوني. و لكن خابت كل الظنون و بدأت على أثر ذلك التعليقات السلبية منها و الإيجابية. الموالون رأى بعضهم في هذا الموقف بأنه لا يرقى لمستوى الحدث. في حين علق المعارضون بأن هذا الموقف ينم عن ضعف وجبن.

و لكن المراقب لمسار الأزمة السورية يدرك بأن ما اتخذته القيادة السورية من موقف حكيم. لهو ناجم عن رؤبة سياسية وعسكرية بعيدة الأفق لقيادة حكيمة و حنكة قائد. فقد استطاع الجيش العربي السوري في الأسابيع الأخيرة أن يضرب معاقل الإرهابيين المرتزقة و استطاع تحرير الكثير من الأماكن منهم وها هو يستمر بالزحف نحو الحدود السورية لقطع طرق امداد السلاح الأتية من دول الجوار.

هذا وقد أطبق الجيش الوطني الخناق على المسلحين الذين لم يعد أي خيار أمامهم سوى الاستسلام فجاء الرد على ذلك من الداعم و المحرك لهم ألا وهو الكيان الصهيوني.كما أن ظهور الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد استفز الخصوم الأعداء و أحبط معنويات كل الحاقدين و الحسّاد.
"اسرائيل" لجأت الى هذا الخيار معتمدة في عملها العدواني الأول على مخططيّن إثنيّن. المخطط الأول فحواه أن تقوم اسرائيل بضرب أكثر من مكان في العاصمة السورية دمشق كي تربك النظام والقوات المرابضة على المداخل الدمشقية ما يسهل دخول المسلحين الارهابيين الى داخل العاصمة ليسقطونها. و لكن الجيش العربي السوري كان بالمرصاد فما استطاع المسلحون دخول العاصمية العصية، بعد فشل الخطة  ألف ، استعدت  اسرائيل بللخطة (ب) بحيث  تقوم القيادة السورية بالتمهيد للخطة عبر اعلان الحرب على الكيان الصهيوني.
كانت اسرائيل تنتظر اعلان الحرب ، لتدخل معركة مع نظام حسب رؤيتها قصيرة الأمد و مهما كانت خسائرها فالارباح ستكون أكبر بكثير. فعند اعلان الحرب يقوم النظام السوري بحشد العديد من جيشه على الحدود السورية و بالتالي ينتقل الجيش من المعسكرات و الأماكن الداخلية الى الحدود مع فلسطين المحتلة، يؤدي هذا الاعلان بالدرجة الأولى الى انقسامات في القيادة العسكرية السورية المتماسكة والتي لم يثنها أي فرار ما يزعزع البنية العسكرية للجيش. ثانيا أن دخول الجيش في معركة مع الخارج يؤدي الى تشتت القوة العسكرية السورية فيربك النظام و يبيح الحدود أمام الإرهابيين و ينهك الجيش ، إضافة قيام العدو الصهيوني و ضمن سلسلة من بنوك الاهداف بقصف المراكز الاستراتيجية للجيش العربي السوري و مراكز التقدم التي يحققها لفتح متنفس امام الإرهابيين و خاصة بعدما بات الجيش العربي السوري على وشك السيطرة  الكاملة على كل المنافذ و المعابر الحدودية.
لا تبحث اسرائيل في حربها على انتصار بل هدفها الوحيد هو اسقاط النظام من الداخل عبر قيام المجموعات الارهابية المسلحة بحسم المعركة الداخلية و الاستيلاء على السلطة و بالتالي تتوقف الاعمال العسكرية ضد اسرائيل في عملية قد لا تتعدى الاسبوعيّن بالأكثر في عملية أشبه بالعملية التي قامت بها  قوات  الناتو في ليبيا. و على غرار ذلك فإن المستلمين الجدد للحكم في سوريا ( بحسب الحلم الصهيوني ) سيعلنون وقف الحرب مع اسرائيل لاعادة بناء سوريا و سيعترفون بفضل الكيان الصهيوني في المساهمة باسقاط النظام ، و تكون هذه المساهمة خطوة أمامية في إقامة صلح مع اسرائيل و ليرفع العلم الصهيوني في العاصمة دمشق مستقبلاً و هنا يكمن بيت القصيد.
و بالتالي فاننا اليوم أمام خياريّن إما ان نستمر بسحق الارهابيين وتطهير الارض السورية من رجس العرب والصهاينة و نحتفظ بالتالي بحق الرد على العدو وإما ان ندعو القيادة السورية الى اعلان الحرب على الكيان الصهيوني لنحقق بالتالي رغباته. و في النهاية نقول ، نحن نريد الانتصار و هم يريدون الحرب، و لكن الحرب حتماً ستكون بعد اعلان الانتصار العظيم لنستعيد الجولان و الاسكندرون.

محمود الفقيه – كاتب و محلل سياسي لبناني

Mahmoud Faqih
Beirut - Lebanon 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   الى سوري محروق
بالعكس هذا المقال تنويه بالقيادة الحكيمة للسيد الرئيس و ع فكرة انت مع الارهابيين على الارجح .. وين الاهانة يا فالح ؟؟
خسن عبد العزيز  
  0000-00-00 00:00:00   مظبوط
بالضبط متل مسرحية غربة وهيك صار الهدف من العدوان اسقاط البيك؟؟ هيك مقال مردود على صاحبه ومهين للسيد الرئيس شخصيا يا فهمان \\ادا لم ترد سوريا اليوم فهي ستبقى صامتة الى الابد وسوف ترى
سوري محروق  
  0000-00-00 00:00:00   المخطط الاسرائيلي واضح
ارجو من ادارة الصفحة وضع هذا الخبر بين الاخبار الهامة ، يجب على الجميع معرفة لماذا سوريا لم تعلن الحرب
عبد الرحمن الشوتري  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz