Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 17:53:35
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ذي إيكونوميست: لماذا تستخدم "إسرائيل" الكثير من القنابل الغبية في غزة؟
دام برس : دام برس | ذي إيكونوميست: لماذا تستخدم

دام برس :

نشرت صحيفة "ذي إيكونوميست" مقالاً تناولت فيه ارتفاع عدد الشهداء من المدنيين في غزة بسبب تزايد استخدام الكيان الصهيوني القذائف الغبية.
فيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:
القنابل الذكية تُعدّ أكثر دقة لكنها أقلّ وفرة، وهذا ما قد يكون سبباً في سقوط المزيد من الضحايا المدنيين في غزة.
في 12 كانون الأول/ديسمبر، أنّب الرئيس الأميركي جو بايدن "إسرائيل" علناً بسبب حربها الجوية في غزة، قائلاً: "لقد بدأت إسرائيل تفقد الدعم [العالمي] نتيجة قصفها العشوائي"، في انعكاس واضح لتفاقم نفاد صبره. وتقدر وكالات الاستخبارات الأميركية أنّ ما بين 40 إلى 45% من الغارات الجوية التي نفذتها "إسرائيل" منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر استخدمت قنابل غير موجهة أو "غبية"، بدلاً من الذخائر الموجهة بدقة أو القنابل "الذكية"، وفقاً لتقارير نشرتها شبكة "سي إن إن" لأول مرة. فماذا يكشف هذا الرقم؟

ظهرت القنابل الذكية الموجهة بالليزر لأول مرة في حرب فيتنام وتطوّرت في تسعينيات القرن الماضي مع ابتكار الولايات المتحدة ذخائر الهجوم المباشر المشترك (Jdam)، وهي مجموعة من أدوات التوجيه تعمل بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) يمكن ربطها بالقنابل الغبية العادية. وفي حرب الخليج الأولى ضد العراق عام 1991، كانت 6% فقط من القنابل الأميركية عبارة عن ذخائر موجهة بدقة. وعندما قُصفت صربيا عام 1999 ارتفعت نسبة استخدام هذه القنابل إلى 29%. وفي الحرب الأفغانية في عام 2001، وصلت هذه النسبة إلى57%، وهو نفس المعدل في "إسرائيل" اليوم؛ وفي الحرب العراقية الثانية عام 2003، وصلت نسبة الذخائر الموجهة بدقة إلى 68%.

يُعدّ استخدام "إسرائيل" لهذا العدد الهائل من القنابل الغبية أمراً صادماً. أمّا أميركا وحلفاؤها اليوم، فنادراً ما يستخدمون هذا النوع من الذخائر غير الموجهة. كما أنّ جميع القنابل تقريباً التي أسقطها حلف شمال الأطلسي على ليبيا في عام 2011 كانت من الذخائر الموجهة بدقة. وكذلك كان الأمر بالنسبة لنحو 90% من تلك التي استخدمتها "إسرائيل" في الأسبوعين الأولين من الحرب.

وفي معرض تعليقه على هذا الأمر، قال مارك غارلاسكو، خبير الأسلحة السابق في البنتاغون والذي يعمل حالياً في منظمة "باكس" الهولندية غير الحكومية التي تركز على حماية المدنيين، إنّ الرقم الإسرائيلي "صادم". ولعلّ المرة الأخيرة التي استخدمت فيها الولايات المتحدة أسلحة غير موجهة على مناطق مأهولة بالسكان كانت عند استخدامها للقنابل العنقودية على مشارف بغداد قبل أكثر من 20 عاماً. وأوضح غارلاسكو أنّ انخفاض مستوى دقة القنابل غير الموجهة وتأثيرها على منطقة واسعة قد يفسر سبب الارتفاع الكبير في أعداد القتلى في قطاع غزة.

بشكل عام، تُعد الذخائر الموجهة بدقة أكثر دقة وبالتالي أكثر كفاءة. وقد أظهرت الدراسات التي أجريت في حرب الخليج الأولى أنه بالنسبة للكثير من الأهداف، حلّ طن واحد من الذخائر الموجهة بدقة محل 12 إلى 20 طناً من الذخائر غير الموجهة. وفي فيتنام، استغرق الأمر نحو 30 طلعة جوية لتدمير هدف واحد. وفي العراق عام 2003، كان بإمكان طلعة جوية واحدة أن تدمّر نحو 16 هدفاً مختلفاً.

ومع ذلك، يُرجح أن يكون هناك سببان وراء استخدام "إسرائيل" للقنابل الغبية. أولهما، ظروف القتال في غزة التي تدل على أنّ "إسرائيل" قد تكون قادرة على ضرب أهداف معينة باستخدام ذخائر غير موجهة بشكل فعال. وبحسب مسؤول أميركي لشبكة "سي إن إن"، فإنّ القوات الجوية الإسرائيلية كانت تستخدم أسلوب القصف بطريقة الانقضاض، الذي يتم بعد تنفيذ هجوم حاد، لجعل هجماتها أكثر دقة.

وفي هذا السياق، أوضح إدوارد سترينجر، المارشال الجوي المتقاعد في سلاح الجو الملكي البريطاني، بأنّ هذا الأسلوب كان في السابق تكتيكاً روتينياً تستخدمه طائرات "جاغوار" البريطانية للهجوم الأرضي في حرب الخليج الأولى، مشيراً إلى أنّه "في حال كان لديك هدف في منطقة صغيرة، فإنّ هذا الهجوم يُعدّ الأمثل كإسقاط قنبلة موجهة بالليزر. وستحقق الدقة في حدود 20 إلى 30 قدماً".

وفي تقرير نشرته العام الماضي عملية "العزم الصلب"، قدم التحالف الذي قادته الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" الذي استهدف العراق وسوريا منذ نحو عقد من الزمن، الحجة نفسها لتفسير سبب استخدام القوات الجوية العراقية للقنابل الغبية، موضحةً "انّ استخدام القنابل غير الموجهة بشكل صحيح يُعدّ أقل كلفة من استخدام القنابل المزودة بمعدات توجيه باهظة الثمن ويمكن أن يُحدث نفس التأثير". وبحسب ستيسي بيتيجون من مركز الأمن الأميركي الجديد "CNAS" للأبحاث في واشنطن، فإنّ الولايات المتحدة كانت تُسقط، في تلك الحملة، بين الفينة والأخرى قنابل غير موجهة على الطرق الملتهبة لتقييد تحركات الجهاديين ظاهرياً، إلّا أنّها في الواقع تهدف لرفع معنويات الجنود العراقيين الذين زادت عزيمتهم بالدعم الجوي الذي تراءى لهم.

ويشير فيليب ميلينجر، العميد السابق لكلية دراسات القوة الجوية المتقدمة في الجامعة الجوية التابعة للقوات الجوية الأميركية في ألاباما، إلى أنّه يتم توجيه كل نوع من الذخائر بطريقة مختلفة. فالقنابل الذكية تكون أكثر دقة عندما يتم إسقاطها من ارتفاع يتراوح بين 15,000 إلى 23,000 قدم، ما يمنح أجنحة التوجيه الخاصة بها وقتاً كافياً لتصحيح هدفها. أمّا القنابل الغبية، فيجب إسقاطها من ارتفاع أقل بكثير، أي حوالى 5 آلاف قدم.

وهذا من شأنه عادة أن يضع الطائرات في نطاق صواريخ أرض جو، لكن حماس لا تملك قدرة كبيرة على الدفاع الجوي. وقد سبق لهذه الجماعة أن استخدمت صواريخ "ستريلا-2" أو " SA-7" السوفياتية الصنع المحمولة على الكتف في السبعينيات، لكن سقفها منخفض نسبياً. وبما أن قطاع غزة لا يكاد يبلغ عرضه بضعة أميال، فإن الطائرات الإسرائيلية تنكشف لبضع ثوان فقط، وهو وقت غير كافٍ للمدافعين لتحديد الهدف وإطلاقه؛ ولذلك يشعر الطيارون الإسرائيليون بالأمان عند الانخفاض لإلقاء القنابل.
مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار

قد لا يكون استخدام "إسرائيل" للأسلحة غير الموجهة السبب الرئيس وراء ارتفاع عدد الضحايا. فعلى الأرجح، تقوم غالباً بضرب الأهداف التي تريد ضربها، باستخدام القنابل الموجهة بدقة ولا تعبأ بمستوى الضرر الذي يلحق بالمدنيين في هذه العملية. غير أن استخدام القنابل غير الموجهة قد يكون عاملاً مساهماً. إذ يُرجح أن يهبط الصاروخ بشكل مباشر في وسط المنطقة المستهدفة، كما يُقرّ السيد سترينجر؛ وعليه، فإنّ القنبلة الغبية التي تم إطلاقها من ارتفاع منخفض ستنتهي في مكان ما بداخل هذه المنطقة المستهدفة. وبحسب إيميلي تريب، مديرة شركة "Airwars"، التي تتعقب الضرر الذي يلحق بالمدنيين في الحرب، فإنّ "الفرق بين 20 و30 قدماً هائل عندما يتعلق الأمر بالمدنيين الذين يقطنون هذه المنطقة المستهدفة".

ويخلص أحدث تحليل أجرته مجلة "الإيكونوميست" عبر الأقمار الصناعية إلى أنّ نحو 43 ألف مبنى في غزة (16% من مجموع مباني القطاع) قد تضررت، وأنّ ما لا يقل عن 450 ألف شخص (20% من سكان القطاع) قد أصبحوا الآن بلا مأوى. وفي هذا الإطار، قال السيد غارلاسكو: "على الرغم من يقيني بأن بعض هذه القنابل قد أُسقط بهذه الدقة المتناهية، إلا أنّ لدي تحفظات شديدة حول هذا الاستخدام الواسع النطاق لهذا التكتيك... وعلى الرغم من أن الجيوش الأميركية والغربية تتدرب على هذا المعيار، إلا أنّ هناك سبباً لاستخدام الذخائر الموجهة بدقة".

ومع ذلك، هناك نقص في مخزون الذخائر الموجهة بدقة. وهذا يوضح السبب الثاني المحتمل لاختيارات "إسرائيل" للأسلحة. ففي الحرب الليبية، استنفد عدد من دول الناتو بسرعة مخزونه الصغير واضطرت إلى اللجوء إلى الولايات المتحدة لتعويض هذا الشح في الذخائر. وفي عام 2015، وبعد مرور 15 شهراً على شن هذه الحملة وإلقاء 20 ألف قنبلة، اعترف قائد القوات الجوية الأميركية بأن جهازه "يُنفق الذخائر بطريقة تتعدّى قدرته على سدّ النقص".

من الناحية النظرية، لا بدّ أن تمتلك "إسرائيل" مخزوناً كبيراً من الذخائر. فقد اشترت ما قيمته نحو 1.9 مليار دولار أميركي من الصواريخ الموجهة من شركات أميركية منذ عام 2015، بما في ذلك 14,500 مجموعة من الذخائر الموجهة بدقة وآلاف الصواريخ الموجهة بالليزر. ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أرسلت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 15 ألف قنبلة إلى "إسرائيل"، بما في ذلك نحو 3 آلاف قنبلة ذكية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أخبر بايدن الكونغرس أنه يعتزم إرسال قنابل "Spice" بقيمة 320 مليون دولار أميركي، وهي قنابل شبيهة بالذخائر الموجهة بدقة.

وُصفت الحملة الجوية التي تشنها "إسرائيل" بالحرب الطاحنة. وتفيد التقارير أنه تم إسقاط نحو 29 ألف قنبلة بشكل إجمالي. وهذا الرقم يُعادل تقريباً عدد الذخائر الذي ألقته الولايات المتحدة وبريطانيا على الأراضي العراقية بأكملها في الشهر الأول من حرب عام 2003، أي ما يقل عن 500 قنبلة يومياً. وبهذا الخصوص، قالت تريب: "يطغى هذا الرقم على أي ّرقم آخر سجلناه في أي صراع آخر، على الأقل في السنوات العشرين المنصرمة". وفي حال كانت معلومات الاستخبارات الأميركية صحيحة، فإنّ "إسرائيل" تكون قد استهلكت ما يقرب من 16 إلى 17 ألف قنبلة ذكية.

مخزون "إسرائيل" من الذخائر لم ينفد بالضرورة. يشعر عدد من المسؤولين الإسرائيليين بالقلق من أنّ حرباً أكبر تلوح في الأفق مع حزب الله، الجماعة اللبنانية المسلّحة. كما هددت "إسرائيل" بضرب اليمن، وهي جماعة مسلحة أخرى متحالفة مع إيران تطلق صواريخ باليستية باتجاه "إسرائيل". وتتمتع هذه الجماعات، إلى جانب إيران، بإمكانية الوصول إلى أنظمة دفاع جوي أكثر تطوراً من تلك التي تمتلكها حركة حماس، وقادرة على ضرب أهداف أبعد وعلى مستوى أعلى. وبالتالي، قد ترغب القوات الجوية الإسرائيلية بالحفاظ على مخزونها من القنابل الذكية لمواجهة هؤلاء الأعداء الذين يتمتعون بمستوى أفضل من الدفاع.
نقلتها إلى العربية: زينب منعم.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz