Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 12:43:53
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
القمة العربية والمخططات الأمريكية.. هل تنجح القمة في منع الكارثة وتصويب المسار.. بقلم: يوسف عبود غانم
دام برس : دام برس | القمة العربية والمخططات الأمريكية.. هل تنجح القمة في منع الكارثة وتصويب المسار.. بقلم: يوسف عبود غانم

دام برس:
قبيل انعقاد القمة العربية، أعلن "الجيش الاسرائيلي "انه لن يسمح لسكان شمال قطاع غزة بالعودة قبل الانتهاء مما أسماه (إرساء نظام امني جديد وتحقيق الاستقرار ).
الإعلان "الإسرائيلي " الذي جاء على دماء ما يزيد عن ١١الف شهيد وعدد غير معروف تحت ركام خلفه  سقوط مايزيد عن ٣٢ ألف طن من المتفجرات، جاء ضمن السياق الذي رسمته القيادة الأمريكية منذ اليوم الأول للإبادة الصهيونية المدعومة غربياً، حيث حمل المسؤولون الامريكيين إلى المنطقة (وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات )، سيناريوهات تتحدث عن اليوم الذي يلي توقف الحرب تلخصت بثلاثة :
الأول: تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وفق سيناريو تعمل عليه اسرائيل منذ سنوات، إلا أن الرفض المصري القاطع جعل السيناريو غير قابل للتطبيق حتى الآن.
فيما يقول  السيناريو الثاني والذي تحاول "إسرائيل" تنفيذه بحرب الإبادة ضد مدنيي غزة  بتهجير فلسطينيي شمال قطاع غزة الى جنوبها وعودة السيطرة "الاسرائيلية " المباشرة أمنياً وعسكرياً إلى القطاع عبر ضمه رسمياً أو غير رسمياً حتى وإن لم ينجح سيناريو التهجير .
السيناريو الثالث الذي يبدو أقل احتمالاً فيقوم على إدارة دولية لقطاع غزة بعد انتهاء "اسرائيل " من القضاء على حماس .
فيما تطرح الدول الأقليمية في حوارها مع الولايات المتحدة سيناريو رابع يقوم على إطلاق عملية سلام جادة للتوصل لحل نهائي للقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وفي سياق هذا التصور يدور الحديث عن حكم غزة دون حماس من قبل قوة أمنية اقليمية في مرحلة انتقالية تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة لإدارة شؤون القطاع، وهو مالاقته السلطة الفلسطينية اليوم حين قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس حسب ما نقلته رويترز: "إن قطاع غزة جزء من دولة فلسطين وإنه سيتحمل المسؤولية في إطار حل سياسي شامل".
ما يلفت الانتباه أن السيناريوهات الأربعة تنطلق أساساً من هزيمة المقاومة في غزة، فيما لا يدور أي نقاش حقيقي عن سيناريوهات  تستند إلى صمود المقاومة في غزة وتعطيلها للهجوم "الاسرائيلي "وإفشال نتائجه أو عن تدحرج للصراع وخروجه عن السيطرة أو حتى الخيارات التي ستلجأ إليها المقاومة الفلسيطينية جراء حصارها ومحاولة استئصالها والقضاء عليها !
الادارة الامريكية التي كانت منذ اليوم الاول تناقش هذه السيناريوهات رفضت رفضاً قاطعاً أي دعوات لوقف إطلاق النار رغم المذابح التي لم يسبق لها مثيلاً، زاعمة أنها ستكون بمصلحة حماس متجهة عوضاً عن ذلك الى لعبة مزدوجة مع "إسرائيل "تقوم على الترويج لأمرين أساسيين وجعلهما حداً أعلى لأي تفاوض مع الأطراف الإقليمية والفلسطينية عبر القنوات التي تعتمدها.
الأول هو الهدن المؤقتة :
رغم أن الأمريكي لم يكن متحمساً لها إلا أن اتساع الغضب العالمي وتكشف الجرائم الصهيونية كل يوم قد دفعه لتقديم طرح يشكل مناورة سياسية على دعوات وقف إطلاق النار ووقف المذبحة بحق الفلسطينيين من جهة، واحتواء الغضب المتنامي في العالم على إسرائيل والأنظمة السياسية الغربية ومحاولات ترميم الصورة الغربية التي تضررت بشكل كبير ومحاولة أنسنتها من جهة اخرى.
إلا أن الهدن التي يتم تسويقها على أنها إنسانية تستهدف مقايضة (إيقاف المذبحة مؤقتاً) مقابل ( استعادة الرهائن الغربيين _مزدوجي الجنسية) بدون حتى الاشارة إلى(الأسرى الفلسطينيين )، ولا أولئك الذين شملتهم  حملة الاعتقالات الواسعة التي تستهدف الضفة الغربية.
وهنا يتضح أن الهدف منها ليس إيقاف القتل والإبادة الجماعية وإنما تجزئة ملف الرهائن تمهيدا لتفريغه من محتواه مع الوقت .
الأمر الثاني هو الممرات الأمنة التي لم ينطلق الامريكي في طرحها من حرصه على الفلسطينيين أو تعاطفه معهم "وإلا لدعى إلى وقف لإطلاق النار " بل جاءت من مشاركته في مشروع التهجير القسري الذي تنفذه "إسرائيل" وخدمة لهذا المشروع وفي نفس الوقت محاولة لتنفيس الاحتقان المتزايد في الشارع العربي ضد الأمريكيين بشكل خاص والغرب بشكل عام .
السيناريوهات السابقة وغيرها ستكون حاضرة وبقوة على طاولة القمة ومعها حضور الضغط الامريكي بالأساطيل وحاملات الطائرات لتفريغ القمة "الطارئة" من محتواها كما سابقاتها، ولكن سيكون هناك ضغط آخر أكثر قرباً هو ضغط الشعوب العربية التي خرجت في كل البلدان العربية وأدنى سقوفها هو: وقف إطلاق النار ومنع نكبة فلسطينية وتغريبة جديدة.
الطاولة المزدحمة للقادة العرب لن يكون بعيداً عنها جبهة لبنان ولا بقية الجبهات المشتعلة ووقراراتها التي ستخرج بها  ستكون رسالة للشعوب والجبهات لتحديد مساراتها.
فالشعوب العربية تعرف أنها ليست أول قمة طارئة لغزة وتستطيع الجامعة، أن تفتح ملفاتها  فلعلها حينها تجد كلمة قالها الرئيس الأسد في قمة غزة الطارئة عام ٢٠٠٩ ولعل الجامعة تستلهم منها بوصلة التحرك كونها نابعة من أمال الشعوب وقدرتها الكامنة في الذاكرة الغنية والعمق الحضاري،  وأثبتت السنوات أنها كانت محاولة بناء وعي تراكمي للأمة مستند إلى فهم عميق للعدو (بمركزيته الغربية ) واستشرافاً لأبعاد الصراع المستقبلية معه وبياناً عملياً لحماية الشعب الفلسطيني وتحصين مقاومته لاستعادة  حقوقه العادلة.
فهل تنجح القمة في قيادة الأمة لاسقاط المشاريع الأمريكية الصهيونية قبل أن تحل الكارثة و"نؤكل جميعاً يوم أكل الثور الأبيض".

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz