دام برس :

الناهب الاستعماري في معركة اليوم يرتدي عباءته المنسوجة من جلد الشعوب والمصبوغ بدم ٢٠٠ عام على الأقل، ويأتي إلينا على ظهر بوارجه، ولولا وجودية المعركة وأهميتها بالنسبة إليه والى مكانته وصورته وإلى وجوديتها في طبيعة تشكل هذا العالم ما كان حمل كل سلاحه وغطرسته ووقاحته وأتى.
فالمواجهة اليوم ليست مع طليعته المتقدمة وكيانه درة تاجه  بل مع الناهب نفسه بكل جبروته وقوته، ومواجهة هذا الناهب القذر لا يكفي أن يقوم بها طرف دون آخر لأنه يستهدف كامل مكونات هذه المنطقة من مغربها الى مشرقها، لا يكفي أن يخرج شخص دون آخر لمواجهته، لأن هذه المواجهة هي مواجهة الجميع كونها تستهدف الجميع، فهي ( فرض عين لا فرض كفاية ) بالمعنى العام.
فلا يستطيع طرف مهما كانت قوته أن يتحملها وحده لأن عالمية بأطرافها ونتائجها ومؤثراتها وهي مواجهة الجميع لما تشكله من مخاطر على الجميع  فهي ليست حرب إبادة لغزة وحدها بل حرب تصفية فلسطين وإقامة الوطن البديل وبالتالي نحن أمام مقدمات ترانسفير كبير لإعلان الدولة اليهودية التي أعلن مقدماتها بايدن اليوم، ولا يستقيم في معركة الوجود هذه  فيها ان يشرب بعضنا القهوة ويفتح المضافات  فيما يتجهز الاخرون للمواجهة.. لا يستطيع طرف من المستهدفين  أن ينظر على طرف آخر فشعب  الاردن كشعب  لبنان كشعب المغرب كشعب العراق كل منهم يحمل جزءاً من مسؤولية المواجهة.
الخليج مثله مثل إيران ودوره في المعركة لا يقل عن دورها ولا يستطيع أحد ان يستقيل من مهامه ولا أن يحمل الاخرين اعباءه في المواجهة
لا تستطيع قطر ان تتفرج على الضفة ولا البحرين أن تتفرج على لبنان ولا تونس ان تتفرج على الأردن، ولا كل من يتوجه إلى القدس بقداستها.. لا أحد يستطيع ان يحمل عبء أحد.
هي تكامل الادوار وتكامل المسؤوليات لكل احرار العالم وللشعوب العربية والاسلامية، هي معركة كل انسان لان شيطتنتا ووصفنا اننا معسكر الشر بدأت منذ ان بدأ حلمنا بأن هذه ارضنا لا ارض المحتلين، فكان الجزائريون اشرار بقدر العراقيين والفلسطينيون بقدر السوريون والمصريون بقدر المغاربة حين طالبوا بأرضهم من هؤلاء المستعمرين.
كلنا كنا اشرار حسب نظرة هذا الناهب الاستعماري  عندما طلبنا بحقنا بالحياة على أرض حرة من ناهب استعماري وتستمر شيطنتنا يوما بعد يوم كلما طالبنا بحقوقنا المتساوية مع بقية هذا العالم، وهي معركة ستستمر وستصل الى كل بيت وكل وطن يطلب يوما الكرامة إذا سمحنا لهم اليوم أن يسفكوا دمنا، لا يهم موقف الانظمة على امتداد حدود فعل الشعوب التي تمتلك بوصلة دقيقة فطريا فهي تعرف أن هذا الغرب الذي تقوده امريكا عدوا وتوجهت هذه الشعوب الى حيث يجب إلى أمام سفاراته وهو فعل حقيقي ستتوجه هذه الشعوب بإنهاء مصالحه ومرتكزاته على هذه الأرض.
البوصلة الفطرية لهذه الشعوب لم تنفع محاولات حرفها كما لم تنفع محاولات تدجينه واستباحة وعيه، وغضب هذا الشعب مارد ولكنه غضب يحتاج توجيهه لإحداث الاثر  واحداث التغيير المطلوب لهذه الشعوب، وعليه لا ينفع دس السم في مواقف بعضنا ولا حربقة وسائل الاعلام
لأن امتحان غزة هو امتحان  فعل له ما بعده وسيكون مختلفا ويؤسس لمئة عام قادمة.
هذا اختبار تشكل منطقتنا واختبار وعينا وارداتنا.
........
هامش: لابد منه لأولئك الذين يزايدون  على الأبطال :ارسلو جيوشكم للتحرير فلا أحد يمنعكم وارسلو اساطيلكم  وطائراتكم  تغطي السماء ولن يمنعكم أحد.
أما المزاودة الرخيصة حتى بالشهادة فلن يقبل بها أحد.
فتوقفوا عنها فليس وقت المزايدات على الدماء وليس وقت التشكيك بالأبطال.