Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 17:26:36
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
اغتيــال شــطح واللحظـة التـاريخيــة .. بقلم: د احمد الاسدي
دام برس : دام برس | اغتيــال شــطح واللحظـة التـاريخيــة .. بقلم: د احمد الاسدي

دام برس:

 التـداعيـات الـتي تمـر بهـا المنطقــة وحالـة الغليـان الطـائفـي , مــع اشـتداد الهجمـة الارهـابيـة التكفيـريـة الآنيــه وتعـدد اشـكال المـؤامـرات واتسـاع رقعتهـا الجغـرافيـة , وامـتداداتهـا مـِنْ العـراق الـى سـوريـة ولبنـان ومصـر واليمـن , وإنْ كـان فـيــها شــيء مـِنْ عـنصــر المفـاجئـه  , لكنهـا كـانت ولاتزال فـي دائــرة التـوقعـات , وتـأتــي كنـتيجــه حتميــه لحـالـة الانهيـار والصـدمـه التي تلـقتهـا الدول الراعـيه لمـؤامـرة تـركيـع ســوريـة ,ووضعتهـا مـِنْ اولـويـات ســياسـاتهـا الاســتهـدافيــة التي تخـدم اولا وآخــرا اســرائيـل وأمنهـا ومســتقبـل دولتهـا اليهـوديــة  العبـريـة التي تنشــدهـا ,والتفجـيـرات الاغـتيـاليــه التي تـشهـد تصـاعـدا ملحوظـا علـى مســتوى اســتهـداف الـشخصيـات السـياسيـة على السـاحــة اللبنـانيــة , مـِنْ هــذا الطـارف الـى ذاك تـعـاقبــا , هــي الاخــرى لـم تخـرج عـن ســياق التـوقعـات ,بحـكـم تـداخـلات السـاحتيـن اللبنـانيـة والســوريــة ,  وجـدليــة رهـانـات البعـض عـلـى العـودة الــى بيـروت عـن طـريـق مطـار دمـشــق , او الـلاعـــوده , رغـم علمهـم وتـيقنهـم , إنَ الألحـاح بـالسـيـر علـى قـرقعـات هـذة الجـدليــة الوهميــة , لا يـأتــي الا بمـزيــد مـن الـدم والتفـكك والتشــرذم , ويضــع الجميـع امـام اســتحـقـاقـات قـاعـدة الفعـل وردة الفعـــل  , لكــن يبقــى الغيـر مفهـوم و لا يمكـن هـضمـه او حـتـى اسـتسـاغـتــه , ذهــاب البعض الـى المقـاربــة التـوصيفيــه بيـن اغـتيـال شــطـح ,  واللحظــة (التـاريخيــة) و ( المفصليــة )  فـي الـواقــع الســيـاسي اللبنـانــي , هــذة المقـاربــة التـي تـعيـد الـذاكــرة بنــا الـى مـرحلـة مـا بعـد اغتيــال رفيــق الحـريري , و التي ذهـبـت تـاريخيتهـا ادراج ريــاح مـطلقيهــا , ولـم تـمطـر علـى الحيـاة السياسيـة والمجتمعيــة  اللبنـانيــة ســوى البعـض مـنالشــكليـات الدعـائيــة , التي روج لهـا الادعيـاء وصـدقهـا السـاذجـيـن ,  فـالحصـان بقــي ذات الحصـان لـم يتبـدل منـه ســوى جــلالــه ( بكسـر الجيـم) , وحـيـث انتهـى المطـاف بـإبــن صـاحـب اللحظـة التـاريخيـة متسكعـا مـا بيـن بـاريس والريـاض ولايجـرؤ الســكـن فـي بيـت والـــده البيـروتـــي  .

إذا مـا  الجــديــد والمفصـلــي الـذي يمكـن أنْ تــأتـــي بــه حـدثيــة اغتيــال شــطـح العـابـرة , التـي يتحـدث عنهـا البعض ويحـاول أنْ يجعـل منهـا تـاريخـا شــطحيــا للمســتقبلييـن وحـلفـاءهـــم فـي فـريــق  14 آذار , حتـىيهــتــز معهــا العـالـم مـثلمـا كـتـب احــدهــم   ( قـبــل الــتفجيـرات فـي روسيــا , يــُــقــتـل الـوزيــر محمـد شــطـح بــتفجيــر هـــزَ الـعــالــم ) ؟  ومـا هـي المعـطيـات التـي تجـعـل مـن نـفـوق شــطح التفجيـري بـالحـدثيــة الكـونيــة ؟ ,  ومـَنْ كــان يعـرف شــطـح فـي العـالــم  الذي اهــتـزت اركـانــه بـمقتلــه , او حــتـى ســمـع بـإسمــه  من خـارج نطـاق تيـار بهيــه الحـريـري ؟

قــد يكـون الجـواب هـو تشــكيـل حـكـومـة عـلـى مقـاس آل سعود او مثلمـا يسـمـونهـا بحـكـومـة الأمــر الـواقــع , خـصوصـا بعــد بشــرى المسـاعـدة السـعـوديـة الســخيــة لتسـليـح الجيش اللبنـانـي التي زفهــا ســليمـان للبنـانييـن ,  و فــُســرت علـى إنهـا تـأتــي فـي حـسـابـات  التلـويـح السـعـودي بـالقـوة فـي وجـه حـزب الله ومـن وراءه ســوريـة وايــران , أو إنَ (تـاريخيـة  ) مقـتـل شــطيـح تكمـن بكــونــه مســتشـار لرئيس وزراء ســابـق مهـزوم حـاليــا , يــديـر قيـادة تيـاره الســياسيـي عـبـر صفحـات الجهـاد علـى  تــويتــر والفيس بــوك , أو لأن اعـتـدال شــطح الـذي قفــز علينـا فجـأة ومـن دون مقــدمـات حـال اغــتيـالــه , جـعـل منــه عنصـر تـاريخـي , فــلبنـان علـى مـايبـدو خـاليــه مـن العقــلاء والمعـتدليـن واصحـاب الرؤى الـوطنيــة فـي منظـور اصحـاب نظـريـة اغتيـال الاعـتدال الشطحـي .

تشــكـيـل مـا يسـمـى حكـومـة أمـر واقــع إنْ حـدث , فهـو وفــق المـواثيــق المعقـودة بيـن الاطـراف اللبنـانيــة خـروج عـن الشـرعيــة التي جـلس علـى طـاولتهـا الجميــع فـي الطـائـف , وكـل مـا يصـدر عنهـا غيـر دســتوري وخـارج عـن سـيـاقـات التوافـق وغيـر ملــزم لأطـراف الشـارع اللبنـانــي ,هــذا اولا , ثـم مـاذا ســتـاتــي بــه حـكـومــة تـولــد عــوراء , عمـرهــا لا يتعـدى بضعــة شهــور حـيث الانتخـابـات الرئـاسيــة التي سـتغيـر الكثيـر مـن مـوازيـن المعـادلــة الحـاليــه , نـاهيـك عـن ان عـدم التـوافـق علـى مثـل هكـذا حكـومــة فـي ظـل التعقيــدات والتحـديـات التي تمـر بهـا المنطقــة , ولبنـان جـزء فـاعـل منهـا , يجعـل هكـذا حـكـومـة بهشـاشــة اكثـر مـن ســابقتهـا ,وســالكـة نفس طـريقهـا للانهيــار مـادامـت غيـر جامعـة للمكـونـات الفـاعلـة علـى الخـارطـة الســياسيـة والمجتمعيــة اللبنـانيــة , امـا الدعـم السـعـودي المرتجـى للجيش اللبنـانـي وإنْ كـان يـنطـبـق عليــة المثــل القـائــل ( مــوت يا حمـار لمـن يجـيـك الربيــع ) , فهـو إنْ كـان لمصلحـة اللبنـانيين ولتعـزيـز قــوة الجيش اللبنـانـي ومـؤسسـته العسـكريـة لمواجهــة التحـديـات والدفـاع عـن الارض اللبنـانيـة وحمـايـة شعبهـا , فـلا اعتقــد إنَ هنـاك مـن يقـلق او يعتـرض علـى هذا الـدعـم , ولكـن أنْ يكـون لمقـاتلـة حـزب الله او نـزع ســلاح المقـاومــة مثلمـا يحلـم البعـض , فـاللبنـانييـن لسـت بهــذا الســذاجــة التي يعتقــد ال سعـود انهـم قـادريـن اللعـب علـى ورقـــة اقــتتـالهـم , واصحـاب القـرار فـي لبنـان يـدركـون اكثـر مـن غيـرهـم إنَ ســلاح حـزب الله خـط احمـر ,لا الجيش اللبنـانـي ولا غيـرة قـادر علـى انتـزاعــه او التقـرب منــه .

لا اغـتيـال الحـريـري الأب , ولا نفـوق  وســام الحـسن , ولا مـقــتـل  شــطــح , ولا مـا ســيحــل بالســنيـورة قـريبــا , يمكـن أنْ يـرتقـي الـى مـصـاف اللحظـات التـاريخيـة , فـهـذة اللحظـات إنمـا يحـوك صـيرورتهـا الابطـال فــي ميـاديـن القتـال , الـذيــن يـسقطـون قــلاع المـؤامـرة الكونيـة والتـاريخيــة التي يشـنهـا الغـرب المتصهيـن واذيـالـه مـن العـربان وادواتهــم الارهـابيــة الوهـابيــة القــذرة واحــدة بعـد الآخــرى , امـا الـذيـن يـريـدون ان يجعلــوا مـن رهط الحريري والحسن وشطـح , شــواخص تـاريخيــة , ومـن نفـوقهـم تـقـويـم زمنـي فـي الحيـاة الســياسيـة والمجتمعيــة للبنـانييـن ,فهـم مـثل الـذي  ينفـخ فـي قــربـة مثقــوبــه ويـحـلــب مـن  ثــورا مـخـصيـــا .

  

al_asadi@aol.com

 

الوسوم (Tags)

آل سعود   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz