دام برس- خاص - بدر الدين حنيني:

على خشبة المسرح الدائري وفي مساء يوم الخميس اختتم طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية عرضهم "زواج فيغار" من تأليف الكاتب الفرنسي بور ماشيه و إخراج د. سمير عثمان الباش، ولاقى العرض صداً كبيراً من الجمهور الذي توافد بشكلٍ هائل على مدار السبعة أيام منذ ابتداء العرض.
وكتب الفرنسي‮ "‬بير أوجستان كارون‮" ‬المشهور باسم بومارشيه‮ (‬1732 – 1799م‮) ‬مسرحيته‮ "‬زواج فيجارو‮" ‬عام‮ ‬1775م،‮ ‬بنفس شخصيات وأجواء مسرحيته التي‮ ‬سبقتها‮ "‬حلاّق إشبيلية‮" ‬التي‮ ‬استلهم فيها أسماء وأماكن أسبانية،‮ ‬رغم أنها مسرحية تعكس الواقع والأحداث في‮ ‬فرنسا قبيل قيام الثورة الفرنسية عام‮ ‬1789؟ وليس لها أية علاقة بأسبانيا،‮ ‬واعتبرها النقاد وقتذاك من أهم الأعمال التي‮ ‬كشفت الواقع المرير التي ‬تعيشه طبقة الفلاحين والعمّال،‮ ‬وحثّت على‮ ‬قيام هذه الثورة التي‮ ‬أحدثت تغييرات كبرى ‬في‮ ‬مجتمع كان‮ ‬يسيطر عليه‮ "‬الملك‮" ‬بحقه الإلهي‮ ‬في‮ ‬الملك،‮ ‬ورجال الدين وكلاء الله في‮ ‬الأرض،‮ ‬ومجموعة من النبلاء‮ ‬يمثلون واحد بالمائة من المجتمع الفرنسي،‮ ‬وطبقة من الإقطاعيين‮ ‬– الأكليروس‮ ‬– مُلاّك الأراضي،‮ ‬وجميعهم لا‮ ‬يتجاوزون عشرين بالمائة من مجموع الشعب الفرنسي‮ ‬الذي‮ ‬عاني‮ ‬من أوضاع مزرية سببها الفقر والظلم الاجتماعي‮ ‬وقهر النبلاء والإقطاعيين،‮ ‬في‮ ‬حين كانت هذه الصفوة تتمتع بحقوق وامتيازات خاصة تبدأ بحق المرور في‮ ‬الطرقات ولا تنتهي‮ ‬عند الإعفاء من الضرائب‮!.. ‬وكانت أبواب سجن‮ "‬الباستيل‮" ‬الشهير مفتوحة علي‮ ‬مصراعيها‮ ‬غالبًا بغير حق لكل من‮ ‬يجرؤ علي‮ ‬الاعتراض،‮ ‬أو للمظلومين الذين‮ ‬يسجنون حسب الأهواء الشخصية دون محاكمات،‮ ‬وقد حدث ذلك مع‮ "‬بومارشيه‮" ‬نفسه حين زُج به في‮ ‬الباستيل من جراء تلك المسرحية التي‮ ‬اتهم بسببها بالإلحاد ومعاداة النبلاء،‮ ‬ولم‮ ‬يخرج إلاّ‮ ‬بعفو من الملك‮ "‬لويس السادس عشر‮" ‬الذي‮ ‬هو نفسه كان قد أمر بسجنه‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وتحدثت "توليب حمودة" طالبة السنة 3 التي جسدت دور سوزان بقولها: لقد كنا فريق عمل واحد مستمتعين مع الدكتور سمير عثمان و نحن الآن بقمة السعادة وتعب السبعة أشهر وجدنا نتيجة عظيمة له.

في المقابل " فارس ياغي" الذي مثل دور كيربينو حدثنا عن هذه الشخصية والفائدة التي اكتسبها من العرض حيث قال:

كيروبينو الشاب الصغير المراهق الذي يمثل خط التمرد في العرض ضد الكونت، و الذي دائماً كان يعجب بجميع الفتيات و لكن كان يتخذ الكونتيسا المثل الأعلى للأنثى ولطالما حاول التقرب اليها بشتى الوسائل.
وشخية كيروبينو صعبة ومركبة على المستوى النفسي لأنها تجسد مرحلة مراهق طائش عمره مابين ال 15 و 16 .
وأضاف العمل لي أمور كثيرة على الصعيد المهني كممثل، وتعلمت كيفية لعب أكثر من شخصية على الخشبة بنفس العرض..الاحتكاك مع الجهور وكسر الخجل وأن أكون حراً على الخشبة من الأشياء الكثيرة التي أكسبتني خبرة جيدة خلال هذا العرض.

"كندة حميدان" التي مثلت دور الكونتيست قالت: الكونتيست مرأة عاطفية هاجرها جوزها وبسبب هذا الهجران كان هناك ردود أفعال معينة من قبلها ومن قبل المحيطين بها، أي شخص كان بإمكانه توجيه المجاملات لها مثل كيروبينو، والكونتيست هي شخصية حالمة ولطالما كان هدفها أن تسترجع جوزها من بداية المسرحية لآخرها.
وسوزان هي الصديقة المقربة للكونتيست التي لا تتصرف بشيء قبل أن تقول لها، في النهاية تستيطع الكونتيست تحقيق ماتريده بلمحافظة على جوزها.
وأضاف لي هذا العمل عدّة أمور خصيصاً لأننا لأول مرة نقدم عرض و أول مرة يشاهدنا هذا الكم الهائل من الجمهور، اتخذت العادة في السابق أن نجري امتحانات في الاستديو..بما أن هذا أول التماس حقيقي لنا مع الجهور ردود الأفعال عنت كثيراً عندنا وأعطتنا ثقة أكبر و كانت هذه فرصة لنا كي نعرف كممثلين.
بدوره "ايهاب شعبان" الذي جسد شخصية فيغارو بلعرض تحدث لنا عن تجربته قائلاً:

فيغارو هو شخص بحاول تحقيق العدل ويطالب بالبسيط أن يكون عايش سعيداً لا أحد يمس حقوقه.
لأول مرة يعرض النص الأصلي لبو مارشيه في عرض مسرحي في المعهد، الدكتور سمير عمل وتعب معنا بشكل كبير، لو لم يكن التعب بشكل كبيير لما استطعتم ان تشاهدوا هذه النتيجة ونحن لن نكون سعيدين بكل تأكيد، نحمد لله أنه كان هناك قائد ممتاز استطاع أن يساعد كلّ شخص فينا أن يجد المفاتيح الخاصة بشخصيته، والمسرح الدائري لطاما كان حلماً لي.
وبعد ال 7 أشهر أستطيع أن أقول وجدنا مانريد وكما قال لنا د. سمير: مع الوقت نستيطيع أن نعمل أكثر أيضاً على هذا العرض فهو قابل للعمل عليه بشكل كبير وهناك عدّة أمور نستطيع أن نضيفها عليه.

مخرج العمل الدكتور "سمير عثمان الباش" تحدث عن تجربة العرض ورأيه في الطلاب بقوله: أنا فخور جداً بلشباب الذين أنجزوا أولى الخطوات في طريق الاحتراف وكما شاهد الجميع كانو متحررين على الخشبة يعلمون تماماً مايفعلون، كل شخص فيهم يعلم أهداف شخصيته، وتفاعل هذا الحشد الهائل من الجمهور دليل حاد أنه في المستقبل إن شاء الله سيكون لهؤلاء الشباب شأن كبيير، أنا راضٍ عن عمل الشباب رغم كل المصاعب تفانو وقدموا واجتهدوا ودوماً الجهد استحالة أن لايكون له نتيجة.

وهناك امكانية لإعادة العرض في أماكن اخرى إذا قدم لنا طلب، لأنه يجب على أي ممثل كي يتطور الالتماس أكثر بالجمهور الذي هو العنصر الثالث والرئيسي في المسرح.
الفنانة "فاتن شاهين" تحدثت عن رأيها في العرض حيث قالت: لقد سحرت لم اتصور أنه عمل طلاب ولبعض اللحظات شعرت أنه عرض محترفين قدامى، هناك تآلف واضح، وكلّ شخص حافظ المسافة الخاصة به وكيف يدور فيها، والخط السياسي في العرض كان بطريقة ناعمة وغير مباشرة .

العرض مدته ساعتان ونصف وهذه مدة طويلة لو لم استمتع ولو لم يكن لدي الفضول للمتابعة لكنت انسحبت بهدوء..أهنىء الجميع من كل قلبي.

"حسين تكريتي" طالب المعهد العالي قسم سينوغرافيا والذي كان مسؤولاً عن الديكور في العرض تحدث لنا عن دوره قائلاً: هذه التجربة التاسعة لي في مجال عملي في المسرح ... و هذه التجربة كنت مصمماً و منفذاً لديكور العرض الذي صمم بأساس أن يكون صورة بصرية لطيفة و مخدمه له. .اختياري للألوان كان بطريقة واضحة وغير مؤذية للعين ذلك لان العرض مدته ساعتين و نصف فبالتالي كانت اللمسات ناعمة و ذات طابع كلاسيكي أنيق.

بعيدا عن كتل الديكور الضخمة و الألوان الصارخة ، فطابع العرض كوميدي رومانسي و لا يتحمل ظهور واضح للديكور فالممثل هو سيد الخشبة و هذا ضمن الأسلوب الإخراجي الذي اعتمده الدكتور سمير عثمان في اخراج العرض.
التجربة كانت من اروع التجارب بالنسبة الي فكانت الامور تحوي على تنظيم و تنسيق بين جميع أقسام المعهد لإنتاج عرض فني متكامل من اضاءة و ديكور و أزياء و صوت و تمثيل و رقص، إن الإمكانيات التي قدمت لنا من قبل المعهد هي التي تقديم ما نملك لإنجاز عمل فني متواضع وراقي في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها.

يذكر أن من ساهم في إنجاز العرض من الممثلين:
أنطوان شهيد
إيهاب شعبان
توليب حمودة
جان دحدوح
ريم حصوة
شادي قاسم
طيف خليل
فارس ياغي
كندة حميدان
لجين اسماعيل
معتز الهواري
يارا الدولاني

والتصميم الحركي والرقص: يارا عيد
قام بدور الوصيفات من قسم الرقص: لجين مصطفى
لارا بخصار
نبيلة الحكيم

الديكور والازياء بإشراف: نزار بلال
تصميم الديكور: حسين تكريتي
تنفيذ الديكور: السنة الثانية قسم التصميم المسرحي
تنفيذ وتصميم الازياء: ريم الماغوط

التقنيات بإشراف: جهان قطيش
تصميم وتنفيذ الاضاءة: مجد ديب
تنفيذ الصوت: ريتا محود - ايهاب شناعة

تصوير: يزن كلش