دام برس:
معلولا مدينة السلام تلك المدينة التاريخية التي تغفو في حضن الوطن عادت إلى سابق عهدها بعد أن تمكن الجيش العربي السوري من تحريرها من يد الغدر السلفية التي عاثت فيها فسادا وقتلا وتدميرا.
تضاربت الأنباء كثيرا حول حقيقة ما جرى في معلولا وبين التشكيك والتخوين والتضليل الإعلامي عادت معلولا إلى سابق عهدها.
لمن لا يعرف معلولا نقول له إنها المدينة التي تضم بين جنباتها معالم تاريخية متفردة أهمها الأديرة والكنائس والممرات الصخرية وعلى أثار مسيحية قديمة وهامة في تاريخ المسيحية منها كنيسة بيزنطية قديمة وأضرحة بيزنطية منحوتة في الصخر في قلب الجبل، كما يوجد فيها دير مار تقلا البطريركي.
تتميز بيوت بلدة معلولا بارتفاع بعضها فوق بعض طبقات بحيث لا تعلو الطبقة الواحدة منها أكثر من ارتفاع بيت واحد لتتحول بذلك سطوح المنازل إلى أروقة ومعابر لما فوقها من بيوت لتكون ذات طابع متميز. أما الأوابد والأحجار الضخمة والكهوف والمغارات المحفورة في الصخر التي سكنها الإنسان القديم فتحكي قصة تاريخ آلاف السنين منذ العهد الآرامي الذي كانت فيه معلولا تتبع مملكة حمص إلى العهد الروماني الذي سميت فيه معلولا سليوكوبوليس وإلى العهد البيزنطي الذي لعبت فيه دوراً دينياً مهماً عندما أصبحت بدءً من القرن الرابع مركزاً لأسقفية استمرت حتى القرن السابع عشر.
وأنت يا من دعمت عصابات التطرف اعلم بأن في معلولا معجزة من الله ألا وهي ما يسمى فج مار تقلا وهو شق في الجبل يحدث ممراً ضيقاً من طرف الجبل إلى طرفه المقابل وفي هذا الشق ساقية ماء تزيد وتنقص وفق الفصول والمواسم يتقاطر عليها الناس من كل مكان ليرشفوا من مياه بركاتها وينالوا نعمة الشفاء من المرض والطهارة والنقاوة حين أراد السيد المسيح حماية القديسة تقلا التي هربت من حكم الموت الذي صدر بحقها فكانت العجيبة التي أبقت الفتاة الهاربة (مار تقلا) في شطر والجنود الرومان في الشطر الآخر حسب الروايات، ويتميز هذا الفج من بدايته حتى أعلى الجبل بوجود الغرف والخلوات المحفورة بالصخر وعلى مستويات مختلفة إنها من عجائب الطبيعة تراها هنا.
تلك هي معلولا ومعجزة الله اليوم ظهرت من جديد وبدماء الشهداء تعمدت مدينة السلام.