دام برس:

مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك ومع إطلالة النور الذي رقى بأمتنا العربية لتحمل للعالم كله أشرف وأسمى رسالة بعثها الله عز وجل للبشرية لتخرجهم من ظلمات الجهل والضلال ولتنقلهم إلى قمم العلم والهداية ولتجعل منهم نموذجاً حضارياً إنسانياً.

مع حلول الشهر المبارك نستذكر شهدائنا العظام الذين قدموا أرواحهم لتبقى سورية أرض للتسامح والتآخي في هذا الشهر ندعو الله عز وجل بأن يعود الأمن والأمان إلى ربوع الوطن وبأن يعود كل سوري إلى حضن وطنه.

إن شهر رمضان بنى فيه الإنسان المؤمن أول مدينة تقوم على أساس العدل والحرية والإخاء, وفي شهر رمضان تحرر في يوم بدر عقلنا العربي والإنساني من العبودية للأحجار ومن الذل للجهل والقهر والطبقية والاستكبار, وفي شهر رمضان التقت مكة والقدس في فتح أعلن وحدة الدين وأخوة الأنبياء لسعادة بني الإنسان في الأكوان, وفي شهر رمضان استيقظ العقل العربي والإنساني لخطاب أنزله الله قراناً وصل الأرض بالسماء فكانت العبادة في الإسلام عملاً وبناء وثقافة ومعرفة وضياء . والصيام فيه صياغة جديدة لحياة الإنسان يبتعدعن الإسراف والتبذير مرشّداً موارده محافظاً عليها لمن حوله ولمن بعده ويجعل من مجتمعه نموذجاً للإخاء والتعاون والحب بين أبناء الأمة الواحدة فلا يبقى فيهم فرد إلا ويشعر بآلاموآمال أخيه.

سورية اليوم وهي تستقبل هلال شهر العلم والعمل والبناء وقد ودعت في عام الكثير من الحزن ها هي تفتح آفاقها وتضيء لشبابها لتتألق من جديد لأن النصر بات قريب فهذه سورية في كل مدنها عواصم للحضارة والثقافة العربية والإنسانية وهذه أرضها التي أختارتها السماء لتكون المزهرة لكل الشرائع السماوية تعلن للعالم أن سورية التي أرادها الله إشراقة نور تضيء على الإنسانية سيبقى نورها بإذن الله يطفئ كل نار للفتنة والشر تُراد لأمتنا العربية والإسلامية. وستبقى دمشق عاصمة للأمة العربية والإسلامية بمواقفها الثابتة والراسخة لا تفرط في حق ولا تتنازل عن كرامة وستبقى بعون الله رائدة في مقدمة الركب حتى تعانق ذرى الجولان وستبقى سورية قلعة للمقاومة.

في هذا اليوم المبارك نرفع أكفنا بالدعاء للوطن وقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد ولحماة الوطن بأن يحفظ الله العلي القدير كل شريف غيور مدافع عن كرامة وطنه وأمنه وسلامته .