دام برس:

لبنان الشقيق الذي عانى مطولا من انعكاسات الحرب الأهلية والتي تركت آثارها إلى الآن على كافة شرائح المجتمع اللبناني, عاد اليوم إلى واجهة الأحداث وذلك عبر نافذة الأزمة السورية الممولة من دويلات النفط والغاز، كتبنا سابقا عن سياسة النأي بالنفس وعن مدى تأثيرها على الواقع اللبناني ولأن الهدف الرئيسي للأزمة في سورية هو ضرب محور المقاومة كان لابد من خلق حالة من الشحن الطائفي في بلد يعتمد على التوازنات الطائفية كل ذلك من أجل استكمال المخطط التآمري لتحطيم مفهوم المقاومة ولتصبح العمالة شعاراً للمرحلة المقبلة في تاريخ المنطقة.

من رحم هذا الواقع تم ولادة الظاهرة الأسيرية حيث بدأ المدعو أحمد الاسير بتجنيد أعداد كبيرة من المسلحين المطلوبين للقضاء والفارين من وجه العدالة، إضافة إلى تواصله مع تنظيمات إرهابية يسكن قياديوها في صيدا، من أجل إنشاء تنظيم مسلح على مستوى كبير يضم عدد كبير من عتاة المجرمين ، وتجهيزهم بأسلحة متنوعة رشاشة وصاروخية من أجل خوض معارك قد تحصل مستقبلاً في لبنان، كما انه يتعاون مع فلسطينيين في عين الحلوة لتهريبهم بالإضافة إلى عناصر تابعين له إلى سورية للمشاركة في الحرب ضد الجيش العربي السوري.

إن ما يقوم به الأسير يوماً بعد آخر يؤكد أنه إنسان فتنوي مذهبي طائفي، يستخدم التحريض وفبركت الروايات من أجل توتير الأجواء لمصالح خارجية تعطيه الأموال،وتؤمن له الظهور الإعلامي، وقد أثبتت الأيام أن الأسير لديه مجموعات مسلحة تدعمها قطر، حيث تؤمن لها الأموال من أجل تجنيد عناصر وتدريبهم من أجل إرسالهم للمحاربة في سورية، أو من أجل إدارة أي معركة تحصل في لبنان.

اليوم استثمر هذا الأسير النجاح الذي حققه حماة الديار في أرض الميدان وخاصة في المناطق الحدودية مع لبنان من أجل إطلاق العنان لمرتزقة الناتو حيث أعلن الجهاد ضد كل من يرفع شعار المقاومة وضد كل ما هو سوري ، وبدأت عملية الشحن الطائفي مجددا من أجل زج سلاح المقاومة في ما يجري على الأرض من ارتدادات للأزمة السورية.

لم تكن حادثة طرابلس الأخيرة والتي نفذها أتباع الأسير والحريري بحق أحد المواطنين السوريين مجرد حادثة فردية إنما كانت رسالة حقد ومحاولة لتفجير المنطقة طائفيا.

لكن من يقرأ التاريخ بشكل صحيح يعلم بأن سورية لن تسقط لأنها أرض للحضارة تمتلك كل مقومات الصمود ففي سورية ثالوث مقدس ضلعه الأول السيد الرئيس بشار الأسد وضلعه الثاني الجيش العقائدي وضلعه الثالث الشعب الأبي وستبقى سورية قائدة لمحور المقاومة والنصر آت.