دام برس:
لقد شكل مصطلح سياسة الكيل بمكيالين شعاراً للسياسة الاستعمارية في العالم الجديد وخاصة ان الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الرسمي لكل حركات الإرهاب قد استطاعت أن تفرض تلك السياسة وعلى مر عقود من الزمن خاصة فيما يخص القضايا العربية وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن احتلال الولايات المتحدة الأمريكية لبلاد الرافدين بحجة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل هو من حق مصان للأمريكان واحتلال أفغانستان بحجة الحرب على تنظيم القاعدة الإرهابي واستخدام الطائرات دون طيار فوق أي بقعة في العالم من أجل استهداف ما يسمى إرهابيي القاعدة هو أمر جائز كما أن تسليح العصابات الإرهابية المسلحة في سورية وتدريبهم وتقديم كافة أشكال الدعم لتلك العصابات وعلى الرغم من أنها تعلن جهارا نهارا بأنها تبحث عن قيام دولة خلافة اسلامية أي أنها تأتمر بأوامر تنظيم القاعدة فذلك أمر جائز وحق من حقوق راعية الحرية السلمية.
لن أتحدث عن سياسة الكيل بمكيالين لأن الغرب اتخذ تلك السياسة دستورا له وإلا فكيف لنا أن نفهم بأن دولة مثل فرنسا تحارب تنظيم القاعدة الإرهابي في مالي وتزوده بالأسلحة في سورية وكيف يمكن لحكومة العثمانيون الجدد بأن تدعي بأنها تدعم الربيع العربي وفي الوقت نفسه تنسق أمنيا وعسكريا مع دولة الاحتلال الصهيوني وهنا لابد أن نقول بأن مسرحية مرمرا قد انتهى مفعولها.
اليوم أصبح هناك عنوان جديد للسياسة العالمية ألا وهو سياسة الصمت المطبق بحيث يلتزم العالم الغربي الصمت تجاه كل الجرائم التي ترتكبها العصابات الإرهابية المسلحة في سورية و الممولة خليجيا والمدعومة إقليمياً.
وعلى الرغم أن جرائم تلك العصابات ومهما تعددت تسمياتها قد طالت كل شيء في الجمهورية العربية السورية حيث لم يسلم شيء من أذى مدعي الحرية السلمية والمتأسلمين الجدد فقد طال إجرامهم دور العبادة والتي تمتلك حرمة وقدسية ومع ذلك التزم محور الغرب الصمت أمام كل الجرائم التي ترتكب بحق الانسانية وبحق المقدسات وبعد أن تم اغتيال العديد من رجال الدين الاسلامي والمسيحي وبعد تهديم دور العبادة الاسلامية والمسيحية ومع استمرار مسلسل الصمت الدولي نفذ مرتزقة الناتو جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمهم الحافل حيث تم اختطاف المطرانيوحنا ابراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس والمطران بولس يازجي رئيس طائفة الروم الأرثوذكس في مدينة حلب وتوابعها أثناء قيامهما بعمليات إنسانية في قرية كفرداعل بريف حلب.
وإلى الآن لم يصدر حتى بيان استنكار من الدول التي تدعي حرصها على حقوق الانسان والحريات ومع استمرار لغة الصمت المطبق على إيقاع السياسة الدولية المتآمرة يبقى الأمل بصوت حماة الديار الذي يكتبون النصر بحروف من نور ونار فهم أسياد الزمان وأصحاب المكان وهم صناع النصر الحقيقي.