دام برس:

 تعود بنا الذاكرة إلى مشهد انفجار برجي التجارة العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية يومها كان كل شيء  محضراً مسبقاً، عدسات الكاميرا والمعلقين والمتهمين أيضا وما هي إلا ساعات ليتم تبني العمل الإرهابي من قبل تنظيم القاعدة لتبدأ مسرحية الاستعمار الجديد في غزو أفغانستان وتحت شعار مكافحة الإرهاب , حيث تم احتلال دولة ذات سيادة واستقلال وإلى الآن لم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية أن توضح للرأي العام العالمي أنها استطاعت اقتلاع جذور الإرهاب في تورابورا ومن حجة إلى اخرى لتحل الولايات المتحدة أيضا بلاد الرافدين تحت شعار الكشف على أسلحة الدمار الشامل في العراق ليتبين لاحقا بأنه لا يوجد أسلحة تدمير شامل و بأن المسألة برمتها عبارة عن خطأ تقني.

اليوم وفي خبر عاجل يبث على شاشات التلفزة وتتناقله وسائل الإعلام العالمية مفاده حدوث تفجيرات إرهابية في بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية وفي صورة مشابهة من حيث الفكرة لما حصل في نيويورك، وهنا يتساءل مراقبون عن توقيت الانفجارات وأنها جاءت مع نهاية السباق الذي استمر لأكثر من أربع ساعات، ما يعني أنها لم تكن مصممة لإحداث قدر كبير من الضرر.

و لماذا لم تقع الانفجارات في ساعة الذروة أثناء احتشاد الجمهور عند خط النهاية لرؤية الفائزين؟

ويأتي رد الشرطة في بوسطن بأنها تبحث عن رجل أسمر اللون أو داكن البشرة يضع على ظهره حقيبة سوداء، مع إمكانية أن يكون أجنبي الجنسية أو يتحدث بلكنة أجنبية، وقد حاول هذا الرجل الدخول إلى منطقة محظورة قبل خمس دقائق من الانفجار، ولكن رجال الأمن منعوه.

منذ مدة ليست بقليلة تحدثت إحدى الصحف الأجنبية بأن واشنطن لديها الاستعداد لاستخدام الطائرات بدون طيار لتنفيذ عمليات سميت بالنوعية ضد تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وخاصة أنها وضعته على لوائح الإرهاب بالرغم من تبجح بريطانيا في مسألة تسليح ما سمي بالمعارضة السورية.

فهل وصلت الرسالة, إذ يرى بعض المراقبين بأنه في القريب العاجل سيتبنى تنظيم القاعدة هذا العمل في شريط مصور حصلت قناة الجزيرة عليه ومن يدري فربما يظهر
علينا أحدهم ليعلن بأن جبهة النصرة الإرهابية هي من نفذت العملية وهنا لم نعد بحاجة لأي شروحات إضافية فالتاريخ يعيد نفسه.

لكن المشكلة الحقيقية لدى من رسم هذه السيناريوهات بأنه قد نسي بأن الجمهورية العربية السورية ليست أفغانستان أو باكستان وبأن سورية لم تعد مجرد مساحة جغرافية على خريطة العالم، فسورية اليوم قطب جديد في السياسة العالمية والقيادة السورية قادرة على صنع النصر بوجود شعب أبي وجيش باسل.