دام برس:

يقولون إن سورية مصنع الرجال وجنة الله على أرضه، أجل في وطني رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فوطني هو أرض الأنبياء ومهبط الأديان، و سورية هي عنوان التسامح، هذه ليست مقدمة لكتاب أو كلام إنشاء بل إنها حقيقة وأمر واقع.

يقولون إن التاريخ هو صانع الأمجاد وتاريخ رجال وطني مشرف، سورية ليست بقعة جغرافية بل هي صلة الوصل بين مختلف الحضارات وقد مر على سورية قائد تاريخي أسس لمدرسة فكرية ونهج مقاوم بات تاريخا بحد ذاته، ولأن رجال ونساء وطني تربوا في تلك المدرسة العظيمة كانوا عظماء ومؤثرين في النسيج الوطني السوري.

وعلى الرغم من الجراح النازفة ومن كل مشاهد التدمير وجرائم الإرهاب الحاقد مازال أبناء وطني وعلى مختلف مراتبهم صامدين في وجه تلك المؤامرات.

بداية سأتحدث عن رمز للتسامح جمع في قلبه حب الوطن فكان المثال للتسامح الديني والأخلاقي على مستوى الكون هو صاحب العمامة البيضاء المفتي بدر الدين حسون، واحد من رجالات سورية وقف متسامحا يوم استشهاد ولده على يد العصابات الإرهابية المسلحة وبكلمات موجزة سجلها التاريخ عبر عن رسالة التسامح السورية.

وإلى نموذج للشهيد الحي الضابط المتفاني في خدمة وطنه من حاولت يد الغدر النيل منه مرارا وتكرارا ولكن مشيئة الله كانت الأقوى فبقي صامدا في وجه الإرهاب مصمما على خوض المعركة حتى إعلان الانتصار.

على أرض سورية سقط الشهداء وطالت يد الإجرام الجميع، إعلاميين وفنانين ورياضيين ورجال دين وعلماء، والقائمة تطول وعلى الرغم من ذلك فمسيرة الإصلاح مستمرة وإرادة الشعب السوري بالحياة لم تكسر وكل منا يؤدي واجبه تجاه وطنه.

وفي كل يوم نشهد موقفا بطوليا للشعب السوري الذي اتخذ قراره في الوقوف بوجه قوى الإرهاب الظلامية.

يعلم الجميع بأن الحرب التي تشن على سورية اليوم هي نتيجة حتمية للمواقف المشرفة التي اتخذتها الجمهورية العربية السورية في كافة المحافل الدولية وعلى أرض الواقع متمثلة بشخص السيد الرئيس بشار الأسد الذي شكل رمزا للمقاومة والعنفوان.

سورية التي تمسكت بحق الشعوب في النضال بوجه قوى الاستعمار والاستكبار وقدمت العون لكل الحركات المقاومة هي اليوم مستهدفة من أجل كسر إرادة المقاومة.

لن يمحو التاريخ أو ينسى العالم كلمات قالها الرئيس الأمريكي ببل كلينتون بعد لقائه القائد الخالد حافظ الأسد حين قال " هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أحس أنني وضعت يدي بيد رئيس , لقد أحسست بشعور لا يوصف عندما صافحته و عندما نظرت لوجهه رأيت التاريخ كله و العنفوان كله، في تلك اللحظات بالذات  شكرت الله على انه ليس رئيساً لدولة كبيرة لأنه عند ذلك كان ليحكم العالم بدون منازع ".

بتلك الكلمات دخلت سورية التاريخ وأثبتت أن رجالها عظماء وبأن نهج المقاومة سيبقى نهج الحياة السورية وكل قوى التآمر لن تنال من إرادة الشعب العربي السوري في الصمود.