دام برس:

عامان تقريباً على بدء الأزمة السورية  تلك الأزمة التي بات الجميع يعلم أسبابها الداخلية والخارجية، يخطئ من يظن بأن الأزمة السورية هي موجة لما يسمى الربيع العربي لأن هذا الربيع لم يكن سوى خريفاً اجتاح العالم العربي من أجل القضاء على كل قيم التسامح ولكسر محور المقاومة إن حقيقة الربيع العربي هو تفتيت الأمة العربية ونشر ثقافة الموت والتكفير بين أفراد الأسرة الواحدة.

البعض يدّعون حرصهم على سلامة الوطن ووحدته الوطنية ويطالبون الدولة بإيقاف ما يسمونه الحل الأمني متناسين ما تقوم به العصابات المسلحة من جرائم بحق المواطنين الآمنين وما يدمرونه من بنى تحتية، والسؤال هنا كيف يطالبون الدولة بخرق الدستور الذي اختاره المواطنون السوريون وارتضوه باستفتاء شعبي هذا الدستور الذي يلقي على الدولة وأجهزتها المعنية واجب حماية المواطن والحفاظ على استقلال الوطن ألم ير هؤولاء كل مشاهد القتل والتدمير في سورية.

البعض ينتقد دور الجيش العربي السوري , ولكن الحقيقة تقول : إن دور حماة الديار، في الظروف المضطربة التي يعيشها الوطن، يشكّل حصانة وضمانة للوضع الأمني فكل مواطن سوري هو تحت حماية الدولة ورعايتها شرط ألاّ يكون مخلاًّ بأمن البلاد داعماً للتدخلات الخارجية.

لذا يبدو الحوار الوطني، الذي تعثّر مرارًا وتكرارًا ولم يؤدِّ إلى ما طمح إليه الشعب السوري أكثر من ملح كجسر عبور إلى بَرّ الأمان في خضم المخاطر المحيطة بنا والتي تستهدف سورية كوحدة شعب وجيش وشخص الرئيس بشار الأسد كقائد ممانعة في محيطه العربي.

إن ما يجري في المنطقة من أحداث تثير العديد من التساؤولات فنحن لا ننكر بأن بعض المطالب التي ظهرت في بداية الأزمة كانت محقة وقد تجاوبت الدولة مع تلك المطالب وحققت الجزء الأكبر منها لكن منذ بداية التحركات كان واضحا أنها ذات طابع عسكري مسلح فقد استثمرت بعض الحركات الأصولية مطالب فئة من الشعب وتسترت ورائها وقد توقع هؤولاء أن الحكومة لن تستجيب للمطالب المحقة ولكن سرعة استجابتها للمطالب الشعبية دعت هذه الجهات للكشف عن الجانب الحقيقي لهذه التحركات وبدء عملها المسلح وإلاّ ما تفسير هذه الهجمة الشرسة من خلال تسليح متطرّفين لضرب الوحدة الداخلية في سورية، وهذا التهويل بالعقوبات المتصاعدة سوى أنه يأتي في مسلسل تحويل المطالب الإصلاحية أو التمويه عليها وصولاً إلى أنظمة هجينة صاغرة للنفوذ الغربي والإسرائيلي على دول المنطقة وخيراتها.

مع الدعوات المتكررة لتحكيم العقل والضمير وبوجود الحل الاجتماعي بدأ بعض من حمل السلاح بوجه أبناء وطنه بالتخلي عن هذا السلاح والعودة إلى حضن الوطن وخير مثال على ذلك إطلاق الدولة لسراح كل من لم تتلوث يداه بالدم السوري الطاهرإضافة لمراسيم العفو التي تصدر بين حين وآخر.

وهنا لابد أن نقول بأن بعض من حمل السلاح لا يثق بتلك المراسيم ويخشى على مصيره في حال إلقائه السلاح على الرغم من كل الضمانات التي قدمتها الدولة والوجهاء في المناطق وهنا نقول لهؤلاء بأن الدولة تمثل الإرادة الشعبية الحقيقية في الحوار وبدورنا نتوجه بالسؤال لهم، لماذا لا تضعون تخوفاتكم وتقدمون ضمانات تكفل لكم محاكمة عادلة وإطلاق سراح كل من لم يسفك الدم السوري والقانون والشريعة هو الضمانة الحقيقية لكم.

إن المشكلة الحقيقية اليوم هي بالعصابات المرتزقة التي تقود العمليات على الأرض وتغرر بالمواطنين السوريين من خلال سياسة الترغيب والترهيب، والسؤال هنا ألم يعلم هؤولاء المغرر بهم بأن سورية أرضهم وأرض أبنائهم وأن هؤولاء المرتزقة كان من الأجدر بهم تحرير الأراضي المغتصبة في فلسطين المحتلة فكيف لنا أن نفهم بأن مقاتلين من حركة مشعل يتركون القتال في غزة المحاصرة ويأتون إلى سورية تحت راية الجهاد وكيف لنا أن نفهم بأن تحرير القدس يبدأ بتدمير سورية.

كيف لنا أن نفهم بأن الجهاد بمعناه المقدس يكون عبر التكفير والتدمير وتقطيع الرؤوس والتمثيل بالجثث.

سؤال يجول في خاطري أود أن أوجهه لكم وعبركم ألم يكفي ما حصل إلى الآن وإلى متى سيبقى الحال كما هو عليه أما الآن الأوان لنفض غبار التعب والنهضة للبناء يدنا بيد بعض لنعيد سورية أجمل.

يقف السوري اليوم أمام كم كبير من المشاكل والصعوبات ويبحث له عن ملجأ والملجأ الحقيقي هو حضن الوطن فلماذا لا يلقى السلاح ويجلس الجميع على طاولة الحوار دون شروط مسبقة لماذا لا يكون هذا الحوار هو بداية الحل في سورية.

إن تسارع الأحداث و انتشار الوعي بين المواطنين وتحقيق حماة الديار انتصارهم على العصابات الإرهابية المسلحة يشكل بداية النهاية للأزمة في سورية والحوار الوطني سيكون هو شعار المرحلة القادمة لنبدأ بعدها مرحلة البناء.

هناك حكمة تقول بأن الحكمة تضعك في صفوف الحكماء والعلم يضعك في صفوف العلماء ويضعك العمل في صفوف الناجحين ويضعك التفاهم في صفوف السعداء فلنجعل من التفاهم بيننا سبيلاً للعيش بسلام ومحبة فسورية لنا جميعاً وأرضها تتسع للجميع كما كانت قبل أن تدخلها نار الفتنة.

إن سورية بقيادتها وشعبها وجيشها أصبحت تعي هذه المخاطر المتلبّدة في سماءالمنطقة وخير تحصين لوحدتنا الوطنية هو التضامن والانطلاق بحوار منفتح وبنّاء، لأن الهيكل لن يسقط من جانب واحد بل يسقط من كل الجوانب وعلى الجميع.

في سورية للشمس ضياء مختلف وللنسيم عطر مختلف و السوريون أبناء حضارة عمرها ملايين السنين يا ابن وطني أما آن الأوان لتعود إلى سوريتك  دعونا ننتقل إلى العمل كفانا كلام فنحن أثبتنا أننا نجيده بشكل مميز شاركونا الأفكار علها تجد طريقها إلى النور.

ختاما لابد أن نقول بأن سورية ليست مجرد كلمة أو بقعة جغرافية على خارطة سورية تاريخ وحضارة  سورية هي المستقبل  يا أشرف الناس يا أنبل الناس أيها السوريون أتبعوا القول بالعمل وتعالوا نبني الوطن من جديد.