دام برس

منذ أن تم تأليف مسلسل الربيع العربي وتم تمويله وإخراجه بمساهمة من محور الاعتلال العربي كان الهدف الحقيقي الذي لا يخفى على أحد هو ضرب محور المقاومة وإنهاء الصراع العربي الصهيوني وإطلاق رصاصة الرحمة على الجسد العربي والإعلان عن ولادة الشرق الأوسط الجديد القائم على مجموعة من الدويلات الناشئة على أسس طائفية وأثنية وعرقية، ومن أجل كل ذلك يجب إسقاط الجمهورية العربية السورية وبأي ثمن وبعد مرور ما يقارب التسعة عشر شهرا على بدء تنفيذ المخطط التآمري على سورية ومع استنفاذ كل طرق وأساليب العدوان وبسبب التفاف الشعب العربي السوري حول قيادته الحكيمة وجيشه العقائدي كان لا بد من فصل تآمري جديد تمثل باعتراف ما تسمى جامعة الدول العربية بالائتلاف التآمري المحدث  باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري والمحاور الأساسي مع الجامعة.
والمشكلة هنا أن تجمع الدول الناطقة بالعربية ولكثرة الكذب عبر محطات النفاق سارت على مبدأ " اكذب اكذب لتصدق كذبك " والسؤال الذي طرحه المراقبون عن أي شعب تكلم هؤلاء، وعن أي تمثيل، الشعب العربي السوري الذي ملئ الساحات وهتف بحياة قائده الحكيم وجيشه البطل، عن الشعب الذي تحمل كل الضغوط السياسية والاقتصادية ليحافظ على كرامة وطنه، عن الشعب الذي احتضن كل حركات المقاومة وعلى رأسها حركة حماس التي خانت العهد وردت الجميل بالخيانة والغدر، والقائمة تطول.
بعد أن وجه حمد العميل السباب والشتائم لمن يدعون أنهم يمثلون الشعب السوري كان لابد لجامعة الخيانة العربية أن تصدر بيانا باسم  مجلس وزراء الخارجية العرب يدعو إلى ضرورة انضمام سائر تيارات المعارضة إلي الائتلاف العميل حتى يكون جامعا لكل أطياف الشعب السوري دون استثناء، وحث المنظمات الإقليمية والدولية على الاعتراف به ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، وهنا يتوجه المراقبون بالنصيحة لهؤولاء بأن الشعب العربي السوري وبكل أطيافه وبشهادة العالم أجمع مازال وسيبقى خلف قيادته السياسية المقاومة في مسيرة التطوير والتحديث وبناء سورية الحداثة.
ولابد أن نذكر تتمة المسرحية فقد دعا مجلس الجامعة إلى تقديم الدعم السياسي والمادي لهذا الكيان الجامع للمعارضة السورية، معرباً عن تقديم الشكر لدولة قطر لجهودها المقدرة لإنجاز اتفاق الدوحة، وهنا يقول أحدهم مستغربا بعد كل هذا الدعم تطالبون بالدعم ألم يكفكم ما أرسلتم من مرتزقة وعملاء وجواسيس وأسلحة وأدوات قتل، ألم يكفكم كل هذا الدمار والخراب والقتل، حقيقة لا بد أن يشكروا قطر لأنها مثلت وبشكل واضح مصالح الصهاينة.
ولأن كل ما يجري على الساحة العربية من قصف لقطاع غزة وتفجيرات إرهابية في العراق وقمع للحريات في دويلات الخليج ومجاعات في الصومال هو مسائل ثانوية فقد قرر المجلس إبقاء دورته في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع في سوريا، لله درك يا سورية فقد وحدتي العرب بعد فرقة دامت قرون طويلة.
ومع كل هذه الفرمانات ذات النكهة العثمانية ومن أجل التاريخ فقد سجل الجزائر تحفظه على ما ورد في القرار بشأن الاعتراف بالائتلاف العميل كممثل شرعي لتطلعات الشعب السوري، كما تحفظ وفد الجزائر على الفقرة الخاصة بإصدار قرار من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة أن هذا لا ينسجم مع مهمة الإبراهيمي لإيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة السورية.
كما أبدى العراق تحفظه على ما ورد في القرار بشأن دعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بالوقف الفوري لإطلاق النار بموجب الفصل السابع.
وطالب العراق بتعديل الفقرة لتصبح "دعوة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته لوقف العنف لأن الدعوة لأحكام الفصل لسابع تشرع للتدخل العسكري في وقت نحتاج لأي جهد لحل سلمي للأزمة ودعم مهمة الإبراهيمي".. فيما أكد لبنان أنه ينأى بنفسه عن هذا القرار، النأي بالنفس أصبح مصطلح لبناني من أهم نتائجه إقامة معسكرات للمرتزقة في شمال لبنان وتقديم كافة أنواع الدعم اللوجستي والعملياتي لعصابات الحرية السلمية من سلفيين ومجرمين.
وفي الختام لابد من كلمة حق نقولها إن الجمهورية العربية السورية هي الداعم الحقيقي لكل العرب هي من قدمت الشهداء وكل التضحيات ليبقى العالم العربي أمة عربية واحد ذات رسالة خالدة، وسورية ستبقى وإلى أبد الآبدين قلعة الصمود والتصدي في وجه كل المخططات التآمرية وسيبقى شعبها الحر الأبي يقف خلف قيادته الحكيمة المتمثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد وخلف حماة الديار ولابد  لليل أن ينجلي لتشرق شمس سورية على العالم.