دام برس

لقد رافقت الهجمة الشرسة لمحور التآمر الصهيوني العربي على سورية حرب إعلامية لا تقل شراسة عن الحرب الحقيقية التي تجري على أراضي الجمهورية العربية السورية وبعد أن فشلت تلك الحرب الإعلامية من أن تحقق أهدافها كان لابد من البحث عن وسائل أخرى.
لقد نقلت المصادر المطلعة عن مسؤول مصري في إدارة شركة الأقمار الصناعية "نايل سات" عن أن "القرار الذي صدر من رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون والمشرف على شركة "نايل سات" ثروت مكي بإيقاف بث القنوات الفضائية السورية وحجبها عن القمرين الصناعيين "عرب سات" و"نايل سات"، قد جاء بتعليمات سيادية جاءت متواكبة مع خطاب المدعو محمد مرسي في اجتماع وزراء الخارجية العرب.
إن هذا القرار الظالم لم يكن القرار مفاجئًا للخارجية السورية حيث انه في 2 تموز الماضي تقدم مجلس وزراء الخارجية العرب بطلب إلى إدارتي عرب سات - نايل سات، لوقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية بشكل نهائي وتمت إحالة الأمر إلى المسؤولين بالهيئة العامة للاستثمار ومجلس الوزراء، وبعد أن صدر قرار رسمي لكل من إدارتي "عرب سات" و"نايل سات"، لوقف بث قناة الدنيا السورية وذلك بعد أن لجأ مجلس وزراء الخارجية العرب إلى القضاء الإداري لإيقاف بعض هذه القنوات، وفي يوم 24 من ذات الشهر أقامت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر طعنا أمام المحكمة الإدارية العليا طالبت فيه بإلغاء الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري بوقف بث قنوات "الرأي" و"المقاومة" و"العروبة" السورية التي صدر قرار بإيقافها". وقالت الهيئة في طعنها، إن "هذه القنوات لا تعمل بنظام المناطق الحرة ولا تبث على القمر الصناعي المصري "نايل سات".
وأوضحت الهيئة العامة للاستثمار في طعنها أن "وقف بث أي قناة فضائية يمر بعدة مراحل، وهي ثبوت المخالفة لشروط الترخيص، ثم تقوم الهيئة بإنذار كتابي للقناة لإزالتها، ثم تتحقق الهيئة من إزالة المخالفة وإذا لم تزل يوقف بث القناة لمدة محددة ويعاد البث، كما أكدت الهيئة أنها لم تتلق أي إخطار من أي جهة عن مخالفات هذه القنوات للقوانين واللوائح والقرارات".
إن حقيقة توقيت إيقاف بث المحطات الفضائية السورية جاءت بعد أن تم المقارنة بين الراحل جمال عبد الناصر في عهد مصر العروبة والبلطجي مرسي في عهد مصر الإخوان، إن التاريخ العربي سجل أسماء القادة العظام بحروف من ذهب حيث كانوا سابقون للزمن يستشفون المستقبل بعين الحاضر والاستفادة من دروس الماضي، يوم بثت كلمات القائد الخالد حافظ الأسد والتي أوضحت حقيقة ما يجري في وطننا من مؤامرات وخيانات تزعمتها دول الرجعية النفطية تناقلت بعض صفحات فورتهم أخبار تقول بأن الرئيس الأسد ما زال حيا كل ذلك لأنهم يعلمون بأن امتنا العربية خالدة في ضمير الشرفاء وأن القادة العظام حتى لو رحلوا جسدا إلا أن أرواحهم حية متجسدة في ضمير كل مواطن شريف .
إن الخطابين اللذين ألقاهما المدعو مرسي أمام قمة عدم الانحياز في طهران وأمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة كانا بعيدين عن الواقع وشكلا تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لسورية وهدفا إلى تأجيج العنف فيها بما يحمل مرسي مسؤولية عن سفك الدماء التي تجري، ولن ننسى كيف اعترف هذا العميل بأن الدم السوري في رقبته.
إن قبول مرسي لهبات خارجية على حساب كرامة مصر وشعبها الذي رفض حتى أيام حسني مبارك قبول المساعدات الأمريكية لإلهائه يعني أن تصبح مصر أصغر من أي دولة في المنطقة وأن يضمحل دورها ويستفحل دور هؤلاء ضد مصر وضد تطلعات الشعب المصري.
إن قرار ما يسمى الجامعة العربية بإيقاف بث القنوات الفضائية السورية سببه النجاحات التي حققها الإعلام الوطني في إيصال الحقيقة إلى الرأي العام داخل سورية وخارجها وفي تعبيره الصادق عن ضمير المواطن السوري وتطلعاته ورؤيته بحل المشكلة سوريا وفي تصديه للعدوان الذي يشن على سورية.
إن هذه الدول التي اتخذت مثل هكذا إجراء لا تملك قرارها بل تأتيها القرارات معلبة وموصوفة وهي تنفذ فقط بما يدلل على طبيعة التغيير المطلوب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا في المنطقة العربية.
إن الشعب العربي السوري يعرف أن من يقف خلف العدوان الذي يتعرض له هو الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني باعتبارهما العقل المدبر لكل ما يجري والآمر لتركيا وفرنسا وبريطانيا وبعض الدول الخليجية بدعم المجموعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة لكي تسفك دم الشعب السوري.  
إننا على ثقة بأن الحاضر والمستقبل لنا لأننا كشعب سوري لم نتعود على الخنوع والخضوع للإملاءات الغربية والقيادة الحكيمة في سورية قادرة على رد العدوان والانتصار بات قريباً , ورغم أنف مرسي وإدارة نايلسات العميلة .. ستبقى القنوات الفضائية السورية مستمرة بنجاحاتها .