دام برس
الأول من آب يوم مجيد في تاريخ الوطن، خط صفحاته بحروف من نور رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، لا يهابون الموت كانت الشهادة مطلبهم، رفعوا راية الوطن خفاقة عالية، قارعوا العدو فصمدوا واستبسلوا وانتصروا، إن تاريخ الجيش العربي السوري سلسلة طويلة من البطولات التي سطرها بدماء جنوده وصف ضباطه وضباطه البواسل، وأحيى بها التراث العربي الأصيل والتقاليد العسكرية العربية المجيدة، فكان رجاله أنموذجا يحتذى به في الشجاعة والرجولة والإقدام والتضحية، لقد تجلى ذلك واضحا في معارك عام 1948 في فلسطين قبل أن يكمل استعداده وتسليحه لمثل هذه المعركة، وفي معركة التوافيق في آذار 1958، والاشتباك البري والجوي في منطقة النخيلة في تشرين الثاني عام 1964، وفي خلال عدوان حزيران عام 1967 كان للجيش العربي السوري مواقف بطولة ستبقى مسجلة مهما حاولت الدعاية المعادية أن تطمسها أو تخفيها إن بطولات جيشنا العربي السوري في معركة تل الفخار كانت مدعاة للفخر والاعتزاز، والمعارك الجوية في الثاني من شباط عام 1970، وعبور قواتنا خط وقف إطلاق النار لتدمير مواقع العدو في شهر آذار 1970، وكذلك في الاشتباكات العنيفة على طول الجبهة في الثاني من نيسان عام 1970، وقد توج هذه الانتصارات في حرب تشرين التحريرية، إن جيشنا العربي السوري الملتزم بعقيدة الشعب والمؤمن بأهداف الأمة القومية ، لن ننسى بطولاته في صد العدوان الصهيوني على لبنان الشقيق فحقق انتصارات كبرى على قوى البغي والعدوان إن الجيش العربي السوري الذي أنشئ عام 1945 ليكون جيش الأمة العربية كان في عقيدته مجندا لخدمة القضايا العربية ولم ينظر إلى أية قضية منها نظرة إقليمية ضيقة بل كان وما زال على استعداد لنصرة الحق العربي ومن هذا المنطلق حارب في فلسطين واستشهد أبطاله في مياه القطر العربي المصري عام 1956، كما هب لنصرة قضية العمل الفدائي فكان السند والداعم للمقاومة الفلسطينية في الأرض المحتلة والمقاومة اللبنانية في جنوب لبنان، كل هذا جعل منه عقبة وحاجزا منيعا في وجه جميع المؤامرات التي استهدفت إخضاع المنطقة العربية للنفوذ الغربي، إن انتصار الجيش للقضايا القومية ودفاعه الباسل عنها قد عزز تلاحمه بالشعب، هذا التلاحم زاد الجيش العربي السوري قوة ومنعة فقدم شعبنا الكثير مما يملك في سبيل إعداد قواته المسلحة لتكون في مستوى التصدي والمجابهة وفي مستوى حماية الوطن ضد أعدائه، إن المرحلة الراهنة التي يعيشها وطننا تهيب بكل مواطن منا أن يكون عونا لأفراد قواتنا المسلحة ضد الزمر المسلحة الحاقدة وعلى كل فرد منا أن يعلم بأن جيشنا العقائدي سيبقى دائما مع جماهير الشعب طليعة وطنية ودرعا منيعا، إن أمامنا معركة مصيرية تستوعب جهد كل قادر على البزل وجهد كل من توفرت عنده إمكانية المساهمة في حماية الوطن من عبث فلول قوى الإرهاب والظلامية، وإلى شهداء جيشنا الأبرار وأرواحهم الطاهرة هؤلاء المشاعل المضيئة على طريق النصر فلنحني الهامات خشوعا وتكريما وإجلالا لأرواحهم الطاهرة ولنحيي عائلاتهم التي يحق لها أن تفخر كل الفخر وأن تعتز كل الاعتزاز بأنها قدمت الأبطال، لتظل راية سورية عالية خفاقة فتحية لجيشنا العربي السوري تحية حب ووفاء لرجال جيشنا أولئك الذين استعذبوا الموت ليحيا الوطن وواجهوا الموت بتحدي الرجال وشجاعة الأبطال فكانوا وبكل فخر حماة الديار.