دام برس :

يخوض الجيش السوري المعارك الاقصى على كافة الجبهات في هذا الصيف.

سخونة الصيف الذي نمر به تنعكس حماوةً على محاور القتال التي تنشط فيها المعارك. جبهة النصرة التي تتخذ من مناطق غرب وجنوب سوريا (إدلب – درعا القنيطرة) وبعضاً من ارياف دمشق (القلمون)، تُسعّر معاركها على تلك الجبهات بهدف توسيع رقعة سيطرتها من جهة، والضغط على قوات الجيش السوري من جهة ثانية، لا سيما في منطقة غرب البلاد حيث تسعى للتضييق على الساحل السوري. على جبهة الجنوب، تسعى “النصرة” لتأمين “منطقة آمنة” للعدو الاسرائيلي عبر تحالفها الذي بات شبه معلن، من جهة، ومن جهة ثانية مع الفصائل الاخرى التي تدور بفلكها وذلك بإدارة وتنسيق غرفة “الموك” الموجودة في الاردن.

لكن الجيش السوري وعلى الرغم من خوضه المعارك الكبيرة، لا زال ممسكاً بزمام الامور ويقاتل “جبهة النصرة”، “داعش”، والفصائل الاسلامية الاخرى ويظهر حالة إلتحام كبيرة مع ابناء المناطق المهددة، وبين افراده، وهم يدعم بكتائب من قوات الدفاع الوطني المستمدة من البلدات والقرى السورية التي تُهاجم، او تلك التي تتعاطف مع الجيش السوري.

وعن طبيعة المعارك، تشير التقديرات، ان الجيش السوري يقاتل حالياً على نحو 500 جبهة ونقطة تماس حيث ان قوات الجيش منتشرة مختلف أنحاء البلاد، فيما تتفاوت نسبة المعارك من منطقة إلى منطقة.

ويرمي الجيش عبر إنتشاره هذا في كافة انحاء البلاد الى منع التقسيم الذي تعمل عليه الفصائل المتشددة لا سيما جبهة النصرة.

وعلى الرغم من كل هذا الضغط، يبادر الجيش على أكثر من محور للهجوم بدال الدفاع، فعلى الرغم من تراجعه عن جبهات ادلب، نرى ان الجيش السوري هاجم في “تل خطاب” في ريف أدلب وسيطر هناك على سلسلة تلال منطلقاً من منطقة سهل الغاب، ايضاً هاجم في محيط جمعية “باشوكي” في ريف حلب الشمالي التي تعتبر معقلاً للمسلحين على الرغم من تراجعه من محيط حي “الراشدين”، حيث تمكن هناك من تحقيق خرق.

وعلى جبهة جنوب سوريا تحديداً درعا، نرى الجيش متماسكاً أمام اعنف هجوم يشن على تلك المحاور تحت اسم “عاصفة الجنوب”، حيث إستطاع الجيش توجيه ضربة قوية عبارة عن وقف إستراتيجي للهجوم، فيما عمل في محافظة الحسكة مثلاً، على ضرب مشاريع تنظيم “داعش” الرامية للسيطرة على المدينة عبر إخراجه من الاحياء التي هاجمها قبل ايام. في منطقة القلمون، يعمل مع المقاومة على إستكمال تنظيف الجرود، فيما يعمل على تعزيز محاور القتال في الغوطة الشرقية التي تبدو هادئة منذ مدة.

إذاً، فالجيش السوري متماسك على عكس الاقاويل المنشرة على وسائل إعلام هنا وهناك، يُعزّز مقولة ثبات الجيش خوضه المعارك الحاسمة التي يستطيع فيها كسر المسلحين وهو تأكيد إضافي على القدرة العسكرية التي يتمتع بها، والتي وعلى الرغم من تأثيرها نتيجة اربع سنوات من القتال، لكنها لم تسقط ابداً.

الحدث نيوز - رائد حرب