Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 00:47:47
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مبايعات الجماعات المسلحة بين النصرة و داعش من القصير الى القلمون

دام برس - الاعلامي حسين مرتضى :

لم يكن وحده الثلج الذي غطى الجرود الجبلية، بل كان هناك شريك اخر يحاول العبث بخريطة المنطقة عسكرياً، بعد فشل هجوم النصرة على نقطة المسروب، والتي كانت تحاول استعراض القوة، امام جمهرة غفيرة من بقايا ما يسمى بالجيش الحر في جرود القلمون.

ما كانت تخشاه جبهة النصرة وداعش واخواتها في القلمون وقع، فالابيض غطى كل شيء، واصبحت البقعة الجغرافية التي تمتد بين جبال الزبداني حتى حدود عرسال، مروراً بجرود حلايم ورأس بعلبك والقاع اللبنانية، مكاناً لصناعة جديدة، هي صناعة الموت الموجه للبنان وسورية، فالتطور اللافت غير الثلوج، كان "مبايعة" بقايا ما يسمى بالحر في منطقة القلمون لداعش، لتشارك فعلياً داعش جبهة النصرة التواجد على الارض في ذلك المكان، وهو ما يساعد جبهة النصرة في تحميل داعش أي مسؤولية قرار خاطئ، وبالذات قضية العسكريين المخطوفين.

تلك المجموعات هي ذاتها التي خرجت مذعورة من ريف القصير في حمص، ولم تلحق لملمة اشلاء خيبتها في قرى القلمون، متوزعة على ما يعرف بلواء الفاروق الذي شق احد عناصره صدر الجندي السوري في ريف حمص، وكان منها 300 مسلح، ومن لواء القصير كان منهم 600 اخرون، اما ما يعرف بلواء الحق فكان العدد 400 مسلح وتبعه ما يسمى بلواء التركمان ولواء القنع وما يعرف بلواء صقور الفتح، كل منها بحدود 200 مسلح، وما تبقى من مختلف الشراذم المتبقية من المجموعات المسلحة التابعة لما يسمى بالمجلس العسكري في تلك البقعة الجغرافية.

هؤلاء في تلك الجرود الجبلية، يحملون ذات الافكار المتطرفة التي يحملها مسلحو داعش والنصرة، الذين يربطهم ببعضهم المفهوم العقائدي الواحد، فالانتقال من هذه الضفة لهذه الضفة يأتي في سياق تبدل مخطط الدول الداعمة لهم، على اساس تنفيذ مشاريع جديدة، وهذه المشاريع تحتاج لمقاتلين، ومن ضمن هذه المخططات التي تحدثت عنها مصادر مطلعة، هو ما اسماه التكفيريون بـ"غزوة لبنان" والتي حذر منها سماحة السيد حسن نصر الله في اكثر من خطاب له، والذي كان يشير دائماً لفكرة التمدد التي تسعى لها داعش والنصرة نحو المناطق اللبنانية، وما يعزز هذه النظرية، هو ما تسوق له داعش عبر وسائل اعلامية متعددة في فضاء الانترنت تحت شعار "سنضرب بالمفخخات الروافض من ديالى إلى بيروت"، ما يؤكد هذا الكلام هو المعلومات التي ترد عبر مصادر خاصة عن تجهيزات واستعدادات يقوم بها مسحلو داعش لاجتياح القرى في البقاع الاوسط والشمالي، مستفيدين من بيئة حاضنة تضم الالاف من اهالي المقاتلين النازحين في تلك المنطقة، وهذا ما تؤكده زيارة ابو وليد المقدسي الى عرسال يوم الجمعة واداؤه صلاة الجمعة فيها، ولقاؤه بعدد من الوجهاء و الاهالي فيها.

المقدسي والتلي وتناغم القلمون

يشير الى التناغم الفعلي بين ابو مالك التلي وابو وليد المقدسي، الذي بدأ بشكل فعلي اعادة ترتيب اوضاع مسلحي داعش، السير في نفس المركب، واتباع نفس العقيدة الفكرية التي توحد بين جميع الفرقاء في جرود القلمون، فأبو وليد المقدسي والبالغ من العمر 31 عاماً، والمعروف بين اوساط المتطرفين بانه صدامي، ولا يقبل التفاوض في كثير من الامور، وتحدثت المعلومات عن المقدسي انه كان يقود العمليات في ريف القنيطرة مع جبهة النصرة وكان يدعى ايامها بالشيخ مجد الدين او بـ"أبو وليد الصومالي" ومن ثم انتقل الى القلمون، ليساعد ابو مالك التلي، ومن ثم بدأ يمارس نشاطه لاثبات الذات امام مشغليه، ما جعله يفك البيعة لما يعرف بجبهة النصرة، وتعزو المصادر أن موقف المقدسي اصبح اقوى بعد وصول المدعو " ابو بلقيس" الى القلمون كمساعد للمقدسي لاعادة ترتيب وضع مسلحي داعش في الجرود، وتعتبر المصادر ان المدعو " ابو بلقيس" فرنسي الجنسية هو احد المخططين لتفجير فندق "دي روي" في بيروت، حيث ورد اسمه باعترافات فايز بوشران احد المدعى عليهم بالتفجير، بالاضافة الى حديثه بالفرنسية في احد التسجيلات التي وجهت كرسالة من داعش في فترة التفاوض معهم عبر الوسيط الشيخ وسام المصري احد ابرز وجوه التيار السلفي في لبنان.

الاتصالات التي تمت عبر "ابو بلقيس" مع جبهة النصرة وبقايا الجيش الحر، والتفاهم الذي تم مع عناصر الحر، وبالذات من شارك منهم في معارك القصير ويبرود، كانت تدلل بشكل واضح على الالتزام بالاوامر الاستخباراتية، وارتباط الجميع عقائدياً من "داعش" و"النصرة" وما يسمى "الجيش الحر"، فالترتيبات التي لم تأخذ وقتاً لتبديل المسمى، من الحر الى داعش، فعندما اطلقت الدول الداعمة للمسلحين تسمية "الحر"، ما كان الا للهرب من صبغة الجماعات التكفيرية والهدف منها تضليل الرأي العام العربي والدولي، بينما هي جماعات تتبع نفس الفكر والنهج والمدرسة، ولا يمكن ان ننسى المجازر التي ارتكتبها تلك الجماعات وبدايتها كانت في بانياس، حيث كان أسلوب التنفيذ هو أسلوب تنظيم "القاعدة"، وكذلك في جسر الشغور، فالذي اقدم على شق صدر احد الجنود السوريين، هو من عناصر ما يسمى بـ"الجيش الحر" ومن كتائب الفاروق تحديداً، وعندما فشل ما يسمى "الجيش الحر" في تنفيذ ما كان منوطا به من مهام، انتقلوا إلى "النصرة" ومن ثم "داعش".

الوسوم (Tags)

داعش   ,   النصرة   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz