دام برس :

أصيب تنظيم "داعش" في اليومين الماضيين بـ"اللوثة"، عندما رأى دون سابق أو إنذار طائرات سلاح الجو السوري تُغير على مواقعه في مدينة الرقة من جديد وعلى مسافات قريبة جداً، بحيث كان عناصر التنظيم يرون تلك الطائرات وهي تحلّق فوق رؤوسهم حاصدةً "رفاق إمارتهم"، ما أصابهم بالجنون والدّهشة "المفرطة" حيث أفرغوا "دهشتهم" على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحاتهم الخاصة وصلت إلى حدّ تخوين "تركيا" التي تركت "طائرات النظام" تقصف مواقعهم بشكل مكثّف غير آبهة بـ"دفاعات تركيا الجوية" ..

على مايبدو أن القيادة العسكرية السورية، وبعد أن استعادت وحدات الجيش العربي السوري السيطرة على حقل الشاعر من "تنظيم داعش"، قررت المتابعة للسيطرة على كامل البادية السورية التي تشهد توزّع للميليشيات الداعشية وصولاً إلى الرقة، وكانت البداية عبر ضربات جوية "حيّدت لثلاثة أيام" طائرات التحالف عن أجواء الرقة، مبرهنةً النظرية التي قالتها عبر وزير الخارجية السورية «وليد المعلم» بعد أيام من انطلاق "ضربات التحالف"، أن هذا التحالف غير جدّي بحربه على "داعش"، بحيث كانت ضربات سلاح الجو السوري مركّزة ومحددة، والتي استهدفت "بالغارة الأولى محيط مطعم الجسر العتيق، وفي الغارة الثانية استهدفت المنطقة بالقرب من مدرسة سكينة والامتحانات، وفي الغارة الثالثة أستهدفت حي المشلب، والغارة الرابعة استهدفت محيط كلية الهندسة المدنية "جامعة الأتحاد سابقاً"، أما الغارة الخامسة استهدفت مدرسة دار السلام جانب ثانوية الرشيد، والسادسة استهدفت المشفى الوطني في المدينة، الغارة السابعة ضربت المنطقة الواقعة بالقرب من المجمع "فلافل الروضة"، والغارة الجوية الثامنة استهدفت منطقة البانوراما"، وكلها مناطق كان التنظيم اتخذها إما مستودعات لأسلحته القادمة من العراق وتركيا، أو مقار لعوائل عناصره "المهاجرين"، أو أوكاراً لتدريب العناصر "الجديدة" فيه، لتكون نتائج الغارات الثمانية الأولى مقتل ما لايقل عن 91 عنصر من داعش بينهم قادة ميدانيين من الصف الأول.

في اليوم الثاني، استطاع سلاح الجو السوري أن يحصد ثماني مقاتلين من داعش بغارتين، ما أثار جنون التنظيم الذي سارع إلى "إعدام" طالبة جامعية من قرية "الجركة" في ريف الرقة بتهمة "تزويد الجيش السورية بالإحداثيات الدقيقة عن مقار التنظيم"، بحسب بيان للتنظيم، على أن نفهم من البيان أن غارات اليومين المتتابعين كانتا موجعتين للتنظيم، وسقط لهم العشرات من مقاتليه بعكس ما حاول المرصد السوري تسويقه مع قناتي الجزيرة والعربية، عن أن "طائرات النظام السوري ارتكبت مجازر بين أهالي الرقة المدنيين"، والذي استوجب طبعاً، تنديد واشنطن بالغارات والتي وصفتها بـ"المقززة"، ولكن أيضاً علينا أن نذكر واشنطن بالغارات الأولى التي شنها تحالفها على المدينة والذي أوقع مايقارب الـ"56" شهيداً من أهالي الرقة، حيث سارعت واشنطن حينها لتعلن عبر البنتاغون أن "طائرات سعودية وإماراتية" هي من نفذ الغارات، وكأنها تريد من المتابعين اتهام الدولتين السابقتين بعيداً عن "حلفها الأسطوري" الذي تباها به الرئيس الأميركي ونال التصفيق به حتى "احمرّت" الأكف .. !!

في اليوم الثالث، قامت طائرات الميغ "21" بالتحليق بشكل مقصود على مستوى منخفض من مقار ومراكز "داعش" الاستراتيجية، ومن ثم توجيه أربع ضربات مركّزة حصدت فيها قيادات ميدانية من الصف الأول أحدهم "مصري الجنسية" وآخر "شيشاني" وثالث "أوزبكي"، وغيرهم من الأسماء التي تعمّد "ناشطو التنظيم" إخفائها عن الإعلام، لكن ما يهم هنا، هي "اللوثة" التي أصيب بها عناصر التنظيم، الذين وعلى مايبدو كان بين أيديهم "تطمينات" تركية وأخرى خليجية أن لا عودة لطائرات الجيش السوري إلى أجواء الرقة، لكن ما حصل كان عكسياً تماماً، فقد عادت الطائرات محمّلةً بإحداثيات أربكت من دقتها قيادات التنظيم، وربما "خليفتهم البغدادي"، خاصة وأن مايقارب الشهرين من الغارات الأميركية، كانت نتيجتها "اجتياح" لمدينة عين العرب السورية اصطدم بصمود مقاتليهم حتى الرمق الأخير، ومن نتيجته أيضاً صفقات سرية وعلنية بين التنظيم المدعوم تركياً وسعودياً وقطرياً، مع جبهة النصرة المدعومة من نفس الحلف ..

لا أحد يستطيع غفي الحقيقة، توقع ما تخبئه الأيام القادمة، لكن وبنظرة شاملة على الجبهات الأساسية على كامل الأراضي السورية ابتداءً من الهجوم المعاكس الذي ينفذه الجيش السوري في درعا والذي يهدف إلى الإمساك بمفاصل المحافظة الاستراتيجية منعاً لتوسع النصرة هناك، إلى ريف دمشق الذي نجحت فيه الوحدات العسكرية من مسك خيط "إفراغها" من المدنيين وحصر الميليشيات فيها ضمن جزر "ساقطة عسكرياً"، وصولاً إلى ريف حلب الذي بات قاب قوسين من الإطباق التام، إضافة إلى الريف الإدلبي الذي دخل بعد السيطرة على مورك مرحلة "الاستعادة" عبر القضم المرحلي الذي تنفذه وحدات الجيش التي وصلت إلى "حاجز الخزانات" وباتت على أبواب "خان شيخون"، إلى دير الزور التي تشهد كما درعا أيضاً هجوماً عسكرياً معاكساً في "حويجة صكر" الاستراتيجية، وقوفاً عند صمود المقاومة الشعبية لبلدتي "نبل والزهراء"، نستطيع أن نستنتج وباختصار شديد، أن مرحلة "الحسم السياسي" انتهت ... وبدأنا بمرحلة "التطبيق العسكري" على مختلف الجبهات السورية ..

عربي برس