Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 09 أيار 2024   الساعة 23:03:42
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
قَطع الجغرافيا .. وسقوط الأوهام العثمانية

دام برس :

ربما يكون أحد التفسيرات لما جرى من سقوط المنطقة الوسطى في العراق بأيدي داعش والنقشبندية بهذه الطريقة والسرعة وبشكل مريب وبدون أدنى شك بخيانات  من بعض القيادات العسكرية التابعة للبترودولار والمخطط العثماني هو قطع الجغرافيا بين إيران وسوريا وتوجيه ضربة على الخاصرة الضعيفة لإيران في تلك المنطقة التي تعد بشكل أو بآخر امتداد للجمهورية الإسلامية الإيرانية على الأقل عقائدياً وصلة الوصل بين إيران وسوريا ، وذلك لإعاقة أي إمدادات إيرانية لسورية في حال تطور الوضع الميداني في سورية ، وتم قطع الجغرافيا فعلياً تمهيداً للتدخل الأمريكي والتركي في سورية ، ولكن ما قام به الجنرال الحاج قاسم سليماني ومجموعته المؤلفة من ثمانين رجلاً من نخبة النخبة في الحرس الثوي الإيراني وتحديداً فيلق القدس ومنع سقوط أربيل وإميرلي بأيدي داعش والرد الإيراني الأقوى والأكبر ، ورد الدين لسقوط المنطقة الوسطى في العراق كان في اليمن حيث تم خلط كل الأوراق في المنطقة ، وتلقت كل ألأطراف الرسائل الإيرانية بعد إن كانت تحذيرات سياسية وديبلوماسية إلى فعل على الأرض ، وفي هذا فقط أرد على كل ما ينتقد صمت إيران أو عدم تواجدها على الأرض واكتفائها بالتصريحات وترك الساحتين العراقية والسورية تحاربان وتتلقيان كل الضربات دفاعاً عن أسوار إيران ، وبعدها تقوم إيران بتسويات وتبيع كل الملفات وتسلم رقاب حلفائها لأمريكا وأذنابها في المنطقة بعد أن تحصل على ما تريده من الملف النووي ورفع الحصار الاقتصادي والسياسي العسكري عنها.

وكما قلنا ونقول دوماً بالتطابق التام بين الإرهاب والصهيونية ، فلقد حاول الصهيوني أيضاً استجلاب مفردة أخرى من مفردات القاعدة ألا وهي النصرة ، أو ما كان يدعى بالجيش الحر ، وزرعها جيوباً ومعسكرات تدريب على حدوده مع سوريا في الجولان والقنيطرة لتخوض عنه حرب الاستنزاف الطويلة مع الجيش السوري ، وكذلك استجلاب الكيان الوهابي عبر أذنابه في لبنان من جماعة 14 آذار لدواعش القرن ، وغرسهم في عرسال وجرود القلمون لقطع الجغرافيا السورية واللبنانية ، وإشغال ظهر حزب الله عن المعركة في سورية ، فجاء الرد الأخير في عملية السدانة في مزارع شبعا المحكمة خلف خطوط العدو ، وتجاوز عناصر كتائب الشهيد المهندس علي حسن حيدر بعملية نوعية ، وتم استهداف دورية مؤللة وزرع عبوة ناسفة ، وتجاوزوا كل العوائق الأمنية التي وضعها العدو الصهيوني بدقة متناهية ، وقبلها ما قام به حزب الله في بريتال ، حيث صد هجوم موسعاً للمجموعات الإرهابية وحقق فيهم إصابات كبيرة ومباشرة ، الأمر الذي دفع الكيان الصهيوني إلى ابتلاع الرسالة ، فكان الرد فقط بـ 33 قذيفة مدفعية لحفظ نوعًا من ماء وجهه ، وبنفس الوقت أدى إلى تعالي نباح الصهيووهابية في حكومة 14 آذار ، وانتقادهم العلني لما حققه حزب الله ، الأمر الذي دفع بالبطريرك الراعي إلى تكميم أفواه نابحي الوهابية في لبنان ، والذين دائماً ما ينبحون انتقادا لمشاركة حزب الله في الحرب ضد الجماعات الإرهابية في سوريا حيث قال: "لولا تدخل حزب الله في الحرب على العصابات الإرهابية في سورية لرأينا داعش في جونية".

وكذلك هو حال الطوراني السلجوقي العثماني ايردوغان ، الذي ما انفك منذ بداية الأزمة في سورية والتي كان هو أكبر المدبرين والمرتبين لها ، والذي عمل باستمرار ومنذ بدايتها على طلب إنشاء منطقة عازلة ، وطلب التدخل العسكري للناتو في سوريا لإسقاط النظام السوري ، وعمل كل ما يستطيع عمله من أجل هذا الهدف وفتح الحدود على الغارب ، وأنشأ المخيمات لمن يسمون بـ " اللاجئين السوريين " حتى قبل نشوب الحرب في سوريا ، وجهز معسكرات لتدريب الجماعات الإرهابية وفتح الموانئ والمطارات التركية ، وجنّد الصحف الصفراء وإعلامي آخر الشهر ، ورعى واستضاف ودعم كل جماعات الإخوان المسلمون الإرهابية السورية في مدنه ، وأعطاهم ومنحهم المنصات الإعلامية والمراكز الأمنية ، وسلم المراكز الحدودية للجماعات الإرهابية ، ومنع الأكراد السوريين من اللجوء إلى تركيا ، ورفع يده عن مساعدة الأكراد في أربيل عندما استنجدوا به إبان هجوم داعش عليهم ، وهو منذ أيام يهدد بإقامة "حلمه" المنطقة عازلة على الحدود السورية التركية ويدعو للتدخل البري في سوريا ، وهو يعلم أنه مجنون وأنه واهم ، ذلك أن إنشاء مثل هذه المنطقة يتطلب أمرين:

1-     قرار من مجلس الأمن بإنشاء منطقة حظر جوي على الطيران السوري وهذا أمر لا يمكن تحقيقه أبداً ، بسبب الفيتو الروسي الصيني المزدوج.

2-     صعوبة تحقيق هذا الأمر على الأرض بسبب طول الحدود الجغرافية مع سوريا وبسبب الديموغرافيا السكانية وانتشار القرى الكردية السورية على طول الحدود بين البلدين ، ومعلوم جداً طبيعة العلاقة بين الأكراد السوريين والأتراك حتى مع نظام الايردوغانوخصوصاً بعد خيانته لهم في أربيل ، والعداء الكردي التركي التاريخي.

ولذلك فإن تحقيق هذا الأمر هو المستحيل بعينه ، إلا بجنون إخواني واتخاذ القرار منفرداً بتشكيل هذه المنطقة ، وهذا الجنون دونه أمن تركيا  بسبب تواجد أكثر من 30 مليون كردي في تركيا أولاً ، وثانياً الرسائل الإيرانية ، والقرار الإيراني الواضح بهذا الخصوص ومنع التعدي أو حتى مس سيادة الأراضي السورية.

وبالتالي فلا يتوهمن أحد في الخارج أو الداخل السوري أن الصمت الإيراني والروسي عما يحدث في سوريا هو نوع من التراخي أو نوع من الخديعة لأمرين :

1-     الصمت الروسي أو عدم التدخل الروسي مباشرة في المعارك على الأرض السورية يرافقه الكثير من تزويد الدولة السورية بكافة أنواع الأسلحة ومضادات الطيران والمعلومات الاستخباراتية وصور الأقمار الصناعية التي تزود بها روسيا القيادة السورية ، والأهم هو تواجد الأسطول الروسي في قاعدة طرطوس البحرية.

2-     التصريحات الدائمة لقائد الثورة الإسلامية في إيران أن سقوط النظام والدولة في سوريا أمر ممنوع مهما كلف الثمن ، ونتذكر جميعنا دور إيران في منع الهجوم الأمريكي على سورية العام الماضي وما صرح به الجنرال قاسم سليماني بأن : " أرض الشام هي معراجنا إلى السماء ".

ويعلم الأمريكي جيداً وحتى الواهم العثماني الذي تلقى رسالة الجنرال سليماني في أربيل أن هذا الصمت الروسي والإيراني ، أو عدم التدخل المباشر على الأرض من قبلهما في سوريا ، قد ينفجر في أي لحظة ، وتفعل اتفاقيات الدفاع المشترك في هذا المثلث ، ويكون الثمن الأكبر الذي ستدفعه أوروبا وأمريكا هو أمن " إسرائيل ".

ولا يظنن أحد أن الأمريكي والأوروبي وبالرغم من اللكمة القوية التي وجهت لروسيا عبر الخاصرة الأوكرانية ، قد تدفع الروسي إلى المقايضة بين سوريا وأوكرانيا ، وأن ما قامت به دول الاتحاد الأوروبي من الحصار الاقتصادي على روسيا قد يدفع بالقيصر الروسي عن التراجع في الدفاع عن أسوار موسكو من دمشق ، وكلنا رأينا كيف بدأ التراجع الأوروبي عن تلك العقوبات ، وكيف أضرت هذه العقوبات بالاقتصاد الأوروبي المنهك أصلاً ، أكثر من تأثيرها على الاقتصاد الروسي الذي اتجه شرقاً ، وفعل اتفاقية بحر قزوين ، ورفع مستوى التعامل مع الصين وبالعملة المحلية ، وكذلك بداية دخول فصل الشتاء القارس على أوروبا ، وأن الغاز الروسي هو الملجأ الأكبر لحماية الأوروبيين من التجمد شتاءً ، كما أنه العصب الرئيسي للتصنيع الأوروبي ، وحسب ما صرحت به ألمانيا المصنّع الأكبر في أوروبا ، فقد أصيبت هذا العام بأكبر تراجع بالقطاع الصناعي الذي يعد الرافد الأهم للإقتصاد الألماني ، هذا الإقتصاد الذي يعد العصب الرئيسي للإقتصاد الأوربي ، والأهم عسكرياً حيث يدرك قادة دول الاتحاد الأوربي أن القيصر الروسي الذي يعيش على أمجاد قوة الاتحاد السوفيتي ، قادر على احتلال أكثر من نصف أوروبا بزمن لو دفعه جنون الغرب إلى ذلك.

أيها السادة ، بالرغم من الحرب العالمية التي تجري اليوم في كثير من الساحات ، ولكن على شكل حروب الجيل الرابع ، والحروب بالواسطة والإرهاب المتنقل من العراق وسوريا ولبنان وليبيا وأوكرانيا وأفغانستان واليمن هذه كساحات للعمل العسكري ، وهونغ كونغ و وول سترتيت كساحات رسائل بين الأقطاب العالمية الثلاثة ، إلا أن أحداً في هذا العالم لا يتوهم بإمكانية استمرار هذه المعارك لإن المحافظة على ستاتيكو معين فيها قد لا يكون ممكناً أو شبه مستحيل ، ففي أي لحظة يمكن أن ينزلق أحد الأطراف إلى الجنون مثل الوهابيون أو العثمانيون ، ويقع المحظور وعندها ستتخطى المعركة كل الحدود المرسومة لها ، ولن يبقى الأوروبي والأمريكي حتى بمنأى عنها ، وسيدفع المحور الغربي وأذنابه بالمنطقة الأثمان غالياً ، وأول ثمن سيدفعه الغرب الاستعماري هو إزالة الكيان الصهيوني والهجرة العكسية ، وإشعال آبار شبه جزيرة العرب ، وكما قال أسد التاريخ والجغرافيا الرئيس بشار الأسد:" بإمكانهم أن يبدؤوا الحرب متى شاؤوا ولكنهم لا يمتلكون قرار انتهائها ".

فإن كانوا قادرين على دفع الأثمان فليفعلوا ما يستطيعون ،،، " وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا".

طاهر محي الدين

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz