Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 13:20:13
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أبواب الجحيم لن تقوَ على دمشق الشام... بقلم: فؤاد عزيز قسيس
دام برس : دام برس | أبواب الجحيم لن تقوَ على دمشق الشام... بقلم: فؤاد عزيز قسيس

دام برس:
ليلة الخميس 17.7.2014 دخلتْ دولة الإسلام في العراق والشام ’داعش‘ الى مدينة الموصل، عاصمة السريان منذ ظهور المسيحية، وأصدرت بلاغاً  يُلزم النصارى بِ مغادرة المدينة قبل ظهر السبت 19 تموز’بِالثياب التي عليهم‘ وكتبوا على  بيوتهم حرف "ن" عقارات الدولة الإسلامية. وإمعاناً ’بالرحمة والتسامح‘ عرضوا على النصارى الخيارات التالية :         
• إشهار إسلامهم لضمان سلامتهم وحياتهم،                                                                                          
• دفع الجزية لقاء بقائهم أحياء على إيمانهم،
• الذبح على الطريقة الإسلامية بحد السيف،
• مغادرة دارالإسلام  الى غير رجعة.
فأسلم من أسلم وتحوّل الى ذمّي من تحول وقُـتِل من قـتل وهُجّر من هجر. لكن العالم الغربي والإسلامي بقي نائما مطمئنا. لماذا يتحرّك ووسائل الراحة متوفّرة له كلها : الكهرباء، الماء، النفط، الغاز، المأكل، المشرب، الهاتف الثابت والمحمول، التلفيزيون، الأنترنيت، الأدوية، التأمين الصحي والمشافي جاهزة كلها لِ راحته... لا موجب لِ يتحرك؟... الموصل، النصارى، التاريخ، السريان، المخطوطات... كلها لا تمسّ رغد عيش الشعب ولا الطمأنينة والوفرة التي ينعم بها.
منذ 15.3.2011 وسورية تعاني من ويلات القـتل والذبح ومن مآسي الخطف والقـصف والدمار والنهب، ولا ضميـر يتحرّك. لآن مخطط الأخ الأكبر لِ "الشرق الأوسط الجديد" لم يكتمل بعد... لأن الممانعة المرفوضة لا تزال مستمرّة... لأن خط الغاز من الجنوب نحو الشمال يتنافى مع خط الغاز من الشرق نحو الغرب... لأن استبدال سايكس ـ بيكو بأخرى لم يكتمل بعد... لأن الطفل المدلل لم ولن يرتاح قبل ان تزول الممانعة والمطالبة بالأراضي المحتلة وحق العودة...
لكن حين اقتربتْ النار من النفط وحراسه الغربيين، سمعتْ البشرية تهديدات الأخ الأكبر والمصارع الأعظم !..
وهذا ما حصل حوالي العشرين من آب 2014 حين توجّهت داعش صوب منابع النفط العراقية حيث يعمل العديد من الخبراء والفنيين من جنسية من دمّر بلاد ما بين النهرين واحتلّها وانسحب ظاهرياً بعد أن رهن خيراتها لحسابه... ولمّا قام ’إرهابيون داعشيون‘ بذبح الصحفي الأميركي ’جيمس فولي‘ ونُشرتْ صور الذبح الرهيبة على وسائل الإعلام،  وجد الأخ الأكبر الفرصة سانحة لتجديد شباب مخططاته. فتحرّك بِ سرعة ليبشّر بالويل والثبور وعظائم الأمور...
العالم كله أدان عملية الذبح  الهمجية، لكن المراقب يتساءل : لماذا انتظر الغرب الى اليوم حتى يتحرّك بعضُ ضميره ؟...
• فقد قـتِـل عشرات الصحافيـيـن، خلال السنوات الماضية ومن كافة  الجنسيات... وضميرالغرب نائم !...                 
• بلاد الشام تعاني ويلات الحرب باسلحة وتدريب وتمويل ودعم الغرب وحلفائه... وضميرالغرب نائم !...
• عشرات ألوف ’الجهاديين المستوردين‘ وصلوا الى ارضنا لِ يذبحوا ويدمّروا... وضميرالغرب نائم !...
• ’الجهاديون المستوردون‘ قتلوا وجرحوا وهجّروا عشرات الألوف من المواطنين... وضميرالغرب نائم !...
في خطاب لم يلقِه الرئيس كينيدي يـوم قُـتِـل في 22.11.1963  قال "قـدرنا لا خيارنا، أن نكـون حراس الحرية في العالم." واليوم أصبح خياركم إلغاء حرية الآخرين وفرض مصالحكم ومخططاتكم. سبعون سنة قلبتْ المفاهيم والمبادىء :" الدولة التي أحبّها واحترمها العالم رمزاً للحرية والديموقراطية وبرّ الأمان، أصبح العديد يخضع لها لكنه لا يحبّها ولا يحترمها... 
من سنوات عديدة والغرب يدّعي أنه يسعى لنشر الحرية والديموقراطية والسلام في المشرق. القاصي والداني يعرف نتائج ما فعلتْ اياديه البيضاء. لذا نؤكد لكم : بلاد الشام ليست بحاجة لِدروسكم في الحرية والديموقراطية والعدالة، نحن نتمنّى أن تبتعدوا عن ارضنا... بالقرب منا يقيم أصدقاؤكم ملوك وأمراء الجهل والجاهلية. لماذا لا  تذهبوا اليهم وتتغنّوا بانجازاتهم الحضارية، وتتمتّعوا بالحرية والديموقراطية والعدالة التي ينعم بها شعبهم.
يا سيادة الرئيس باراك أوباما، يوم التـقَـيْتم بطاركة أنطاكيا، في 12.9.2014 قـلتم لهم : إننا نعـلم أن الرئيس بشار الأسد يحمي المسيحـيـين في سوريا... أسمحـوا لي بالتصحيح : " السيد الرئيس بشار الأسد يعـمل على حماية كافة أبناء سوريا، وليس فقط المسيحيـين، هذا واجبه الشرعي في حماية الوطن والدفاع عن الشعب، ضد كل مدّعي الثورة، من جهاديـين مستوردين ومن تكفيريـين سلفيـين ومن مغـسولي الدماغ بِ دولارات ملوك وأمراء البترول.
البطاركة الأنطاكيون، آباء الكنيسة المشرقية، قالوا لِ السيد باراك اوباما بعد اعلانه الحرب على داعش: " نريدكم صانعي سلام لا صانعي حرب. حربكم على منطقـتـنا قد تكون الكارثة القاضية علينا. نحن أبناء الأرض وأهلها الأصيلون لسنا رأس جسر ولا حاملة طائرات على يابسة أوطاننا ولا جاليات فرنجة ولا مستعمرين ولا مستوطنين ولا ذميين." وأضاف أحدهم : "اني أكلمك بالأرامية ـ لغة السيد المسيح ـ والتي تحاربونها مع حلفائكم ’المسلحين المعتدلين وغير المعتدلين."
و هذا ما لم يقلْه البطاركة لِ السيد الرئيس باراك اوباما حول خطابه العتيد :
1.ـ قبل نيف وعشرين سنة، قدّم السيد الرئيس حافظ الأسد ـ رحمه الله ـ اقتراحا الى الأمم المتحدة لِ تحديد ما هي المقاومة وما هو الإرهاب... ولأن الإقتراح جاء من دولة نامية صغيرة، لم يلقَ آذاناً صاغية. وحتى يومنا لم يتحدّد الفرق !
2.ـ في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ الألمانية، بتاريخ 17.6.2013 اعتبر السيد الرئيس بشار الأسد أن سورية ستقضي على الإرهاب على أراضيها. وحذّرالغرب وحلفاءه  من استمرارهم في تسليح وتدريب وتمويل المعارضة لأن هذا الإرهاب سيرتدّ عليهم لاحقا، على مبدأ ال بوميرانغ... وها هو الغرب قد بدأ يستيقظ !...
3.ـ في خطابك يا سيادة الرئيس، تعهدّتَ بقصف داعش في العراق وسوريا، بتنسيق مع العراق وبدون تنسيق مع سوريا... هل قرارك هذا يحترم المواثيق الدولية وسيادة الدولة التي تحارب "الإرهاب المعتدل وإخوانه وأبناء عمّه" ؟...
4.ـ نفهم من خطابك يا سيادة الرئيس أن حلف الأربعين دولة سيدعم بالملايين ويسلّح ويدرّب في السعودية الجيش الحر وما تسمّونهم "مقاومةً معتدلة"... برأيكم، هل أصبحت وهابية السعودية ’معتدلة‘ حتى تدرّب ’معتدلي الجيش الحر‘؟...
5.ـ يا سيادة الرئيس باراك أوباما : داعش خلقتْ "دولة الخلافة" خلال أقل من ثلاثة أشهر وتغلّبتْ على دولة أعدْتم تنظيم وتدريب وتسليح جيشها... لماذا أنتم يا أقوى دولة في العالم تحتاجون لمساعدة اربعين دولة حليفة ولِ ثلاث سنوات للقضاء على "دولة الخلافة داعش" ؟... إقرأ التاريخ يا سيادة الرئيس : سنة 2003 جيشكم احتلّ العراق في أقل من شهر!...
6.ـ قد تتساءل يا سيادة الرئيس كيف تمكّنتْ سوريا ـ الدولة الصغيرة ـ من الصمود خلال كل هذه السنوات أمام حلف ’غير مقدس‘ جمع الغرب والخليج وتركيا ومن يدور في فلكهم ؟... ها هي أسباب صمودنا... حبذا لو تدرّسوها في معاهدكم :
• حضارتنا السورية الغارقة في التاريخ علّمتـنا ’ثقافة الحياة‘                                                             
• ومسيحـيـتـنا المشرقية علمتـنا ’محبة القريب والغريب والوطن،
• وأسلامنا الوسطي المعتدل علمنا ’التعايش والإحترام المتبادل‘
اما سوريا الدولة ومنذ فجـر الإستقلال فـقد أرضعتْ أبناءها حليب حرية الأسود، حليب العزة والكرامة، حليب حبّ الوطن الأبي العصي. وكان لِ خدمة العلم في الجيش الفضل الأعظم في صهر ابناء سوريا في بوتقة واحدة حتى شعر كل منا أنه سوري قبل أن يكون سنياً أو شيعيا أو مسيحيا أو علويا أو درزيا أو كرديا أو آشوريا... يا سيادة الرئيس نرجوكم أخذ العلم :
• سوريا لا تزال حتى اليوم مستمرة بِ دعم رغيف الخبـز وايصاله لمواطنيها بأقل من كلفته ؟...                                     
• سوريا لا تزال تؤمّن المواد الأولية لإنتاج الأدوية محليا وتقدم الخدمات الصحية لشعـبها مجانا ؟...                      
• سوريا لا تزال تؤمّن كل الكتب وتدرّس ملايين الطلاب والطالبات مجانا، من الحضانة حتى الجامعة ؟...
سوريا صامدة أيضا بفضل وفاء ومصداقية حلفائها، رغم الحرب الكونية عليها. الكل يعلم أن سوريا ـ ومنذ الخمسينيات ـ كانتْ ضمن مجموعة الدول المتعاونة مع الإتحاد السوفياتي في كافة المجالات. وبقيتْ تحترم المواثيق والمعاهدات وحتى هذا اليوم ولم تنقل البندقية من كتف لآخر كما فعل العديد من الدول العربية... لذا كان الوفاءُ لِ سوريا الدولة سرَّ صداقة وإحترام الدولة الروسية. وازداد التحالف متانةً حـين لمستْ روسيا مدى تماسك الجيش السوري والتفافه حول قيادته... لا شك أن روسيا لها حساباتها ومصالحها في سوريا وفي المشرق، وخاصة أنها كانت دوما تسعى للوصول الى المياه الدافئة ومنذ ايام الأمبراطورة كاترين... وها هي وصلتْ، وأضحتْ دمشق ضمن حدود الأمن القومي الروسي.
أما العلاقات الودية بين سوريا وإيران فعمرها خمسة وثلاثون عاما، أي منذ قام آية الله الخميني بثورته على الشاه واتخذ موقفاً جريئاً من حقوق الشعبين السوري والفلسطيني، قابله موقف سوريا المؤيد للثورة الإيرانية والمعارض لحرب الرئيس صدام حسين عليه... والإحترام المتبادل بين الدولتين لم يمنع سوريا من البقاء على علمانيتها وأيران على خطها الديني...
بعد إعلانكم الحرب على ’دولة الخلافة الإسلامية‘ العالم يتساءل : كيف للذين صنعـوا ورعوا وموّلوا وسلّحوا الإرهاب أن ينظّموا مؤتمر محاربة الإرهاب وهم قاطرته، وبحضوركم المميّـز... كيف للعالم أن ينسى محاربة ’القاعدة وإخوانها‘ ؟... وهذا ما قاله السيد وزير الإعلام السوري، السيد عمران الزعـبي، في مقابلة مع قـناة المنار اللبنانية بِتاريخ 16,9.2014 : "من غير المعقول أن تحارب الإرهابَ الدولُ التي حضنتْه ودعمتْه وموّلتْه وسلّحتْه ولا تزال."  كلام معبّر ، كيف يمكن لِ من ساعد القاعدة وداعش والنصرة وإخوانها وابناء عمّها أن يكون صادقاً مخلصا في محاربتها ؟..
بتاريخ 20.9.2014  سمعنا آخر تصريح للسيد جون كيري، وزير خارجية الدولة الأعظم ـ لا فضّ فوه ـ قال بِ جرأة : تدريب ’الجيش الحر والمعتدلين‘ لمحاربة الجيش السوري وداعش يتطلّب سنة كاملة... والسؤال الذي يفرض نفسه عليك يا سيّدي الوزير : "هل تتصوّر أن الشعب السوري المعذّب سينتظر’مولانا الإئتلاف‘ مع ’جيشه الإنكشاري‘ سنة تدريب وسنة معارك قبل أن ينتصرعلى الجيش السوري وعلى دولة الخلافة ؟... ثم هل ينوي العم سام استمرار ارسال طائراته محمّلة بِ الهامبورجر وال كاتش اب لِ يُشبع جوع ’المحاربين المعتدلين المستوردين‘ ؟..."
هناك من استغـرب قرار حلف الأربعين حول إمكانية أحياء جـثـثٍ متعـفّـنة، عاشتْ سنين عـمرها على خلاف واخـتـفـتْ بعد إصابتها بِ الكوما ؟... ألا ترى يا سيادة الوزير، أن داعش تـتـلهـّف لمحاربة الجيش الحر مع إئتلافه الإسطمبولي؟...
لقد جاء على لسان وزير خارجية ايران السيد محمد جواد ظريف، صاحب الإبتسامة الدائمة، هذا التقييم الرائع والصريح : " لولا تماسك الدولة السورية ولولا بطولة الجيش السوري ولولا تلاحم الشعب السوري الأسطوري حول وطنه سوريا لكانت الآن دولة الخلافة تحكم المشرق من دمشق وتهدّد رقاب حكام الجوار..." لماذا ينسى أو يتناسى عالمنا المشرقي مشروع السكّين الداعشي الوهابي بِأشكاله الذي يحول دون انخراط المشرق في الفكر القومي المتحرر من القيود ؟....
كيف يتغافـل العالم عن أحدث مدرسة وأنجعها في محاربة الإرهاب أسّـسها الرئيس حافظ الأسد وطوّرها ابنه بشارالأسد خلال العشر الأول من القرن الحادي والعشرين ؟... البرهان ؟... صمود سوريا الأسطوري امام الحرب الكونية المعلنة عليها منذ بداية أحداث 2011... لذا يصحّ القول لكل من يريد محاربة الإرهاب الذهاب الى سوريا للإستعانة بخبرتها الطويلة، اذ أن ما حـقّـقـته تعجز عنه العديد من الدول.                                                                                                    
اليس من الأجدى اللجوء الى حلّ بسيط، يسمح للجميع بحفظ ماء الوجه : إن دول العالم كافة  تسعى لِ محو دولة داعش من الوجود، حفاظاً على خيرات الشرق وخوفاً من ارتداد المارد على أمن الغرب وبحبوحته... لماذا لا تـتـقاسم روسيا واميركا الأدوار في محاربة دولة الخلافة، كي تـتحاشى البشرية مخاطر وقوع حرب عالمية :                                              
" تقوم واشنطن بقصف داعش في العراق بالتنسيق معه وتقوم موسكو بقصفه في سوريا، حيث الموافقة السورية مضمونة."
دول المشرق ودول شمال افريقيا وشعوبها تعاني من حالة الضياع الوطني ومن الشكوك في صحة الإنتماء، ومن الخوف على قومية تسير نحو الجاهلية، كلها وصلتْ الى مرحلة : كفى... وسوريا، شهيدة المخططات الظلامية، تعبتْ وتعب شعبها الذي ينشد نهاية النفق المظلم واصبحت تخاف من انفجار’الغضب الساضع‘ وهو يصرخ : "عليّ وعلى أعدائي !..."       
مهما فعلتْ القوى الظلامية، لِ أوامركم دمشق الشام لن تخضع !... وأمام جيوشكم لن تركع !...                                   سورية تركع تحت أقدام الرحمن وحده كي تبقى سورية الله حاميها، حتى لاتقوى عليها أبواب الجحيم !...

لوجانو، في 20.9.2014
فؤاد عزيز قسيس                                
kassisfouad@hotmail.com             
                    

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz