دام برس - عمار ابراهيم :
نبدأ من عاصمة الشمال اللبنانية طرابلس التي تشهد اضطرابات منذ فترة طويلة مع جبل محسن المقرب للدولة السورية حيث نشرت مواقع إلكترونية شريطاً لملثّمَين يرتديان ثياباً عسكرية ويحملان السلاح، يدّعي أحدهما أنه يتحدّث من باب التبانة في طرابلس، ليعلن مبايعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وأميرها «أبي بكر البغدادي».
وجاء الشريط عقب تصريح رئيس إمام مسجد التقوى في طرابلس الشيخ سالم الرافعي لـ«النهار»، الذي «تنبّأ» فيه بقدوم «داعش» و«جبهة النصرة» و«المجاهدين من كل العالم للدفاع عن أهل طرابلس، إذا استمر الاعتداء على طرابلس وقتل المدنيين على يد الحزب العربي الديموقراطي». ولفت الرافعي إلى أن هذا الأمر «سيؤدي الى نتائج ليست في صالح أحد»
وبعد تصدي الجيش العربي السوري لمرتزقة الرئيس الامريكي على الارض السورية تابع رجال الجيش ملاحقة اوباما حتى على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أعلن "الجيش السوري الإلكتروني" مسؤوليته عن اختراق حسابي الرئيس الأمريكي باراك أوباما في موقعي "تويتر" و"فيس بوك". |
وعن زيارة الاخضر الابراهيمي الى سورية تساءل الصحفي سامي كليب عن زيارة الاخير واعتبر انه من الصعب أن يكون الإبراهيمي عائداً إلى دمشق ليطرح مشكلة أنهت أصلاً مهمته السابقة فيها، أي مستقبل الأسد. ويعتقد بالتالي أنه بعد جولته على عدد من دول أساسية في التأثير على الأزمة السورية، أي مصر وتركيا وقطر والكويت وسلطنة عمان وإيران سيركز خصوصاً على مسألة أفق الحل السياسي والصلاحيات التي يمكن نقلها إلى السلطة الانتقالية التي يقرها جنيف 2.
حصيلة جولته يعرضها لاحقاً الابراهيمي على الأميركيين والروس، الذين يلتقون مجدداً في جنيف في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. وإذا كانت فرص عقد جنيف 2 في موعده المعلن اي في 23 من الشهر المقبل تبدو معقدة جداً، إلا أن الحل السياسي صار منشوداً من قبل الأطراف الدولية المؤثرة.
ويبقى السؤال الأبرز هل بعد أن رحب العالم بتعاون دمشق في تدمير الأسلحة الكيميائية، بات الطريق مفتوحاً أكثر لاستمرار الجيش السوري في القضاء على من يصفهم بـ”الارهابيين”؟ وهل هذا بات أولوية في رزنامة الأميركيين والروس؟ وهل سنشهد تقارباً أكبر قريباً بين الجيش السوري والجيش الحر؟ أم ضغوطاً أكبر على الجيش والسلطة للقبول بتنازلات؟ كل شيء يبدو وارداً لكن الأكيد أن تفكك المعارضة واقتتال المسلحين وتقدم الجيش ليست أموراً عابرة في التسويات الدولية قبل جنيف 2.
ومما هو غريب ان تتمرد الاطراف الخاضعة للولايات المتحدة الامريكية على اسيادها الامر الذي سبب بردة فعل غاضبة على مايسمى الائتلاف السوري وقالت الفسير اللبنانية إن السفير الأميركي روبرت فورد هدد قادة "الائتلاف السوري المعارض" خلال اجتماع اسطنبول الأسبوع الماضي، بالعمل على حله إذا ما واصل "الائتلاف" رفضه الذهاب إلى جنيف. وقال المصدر "إن فورد خاطب الائتلافيين بالقول إننا أنشأنا "المجلس الوطني" ثم قمنا بتهميشه، وقد "أنشأت الائتلاف" وأنا قادر على فرطه، وأنا من جاءكم بدعم المئة دولة واعترافها بكم".
وبحسب كاتب المقال محمد بلوط فإنه "رغم أن الأميركيين لا يملكون ورقة أقوى من "الائتلاف" في المعارضة، فقد واصلوا مع الأوروبيين إرسال إشارات انفتاح على المعارضة الداخلية، وإعطاءها المزيد من الدور على حساب الائتلاف "المعاند" لحضور جنيف، مضيفاً "أنه من المنتظر أن يبدأ مبعوث من الاتحاد الأوروبي لقاءات مع قادة معارضة الداخل، فيما التقى مسؤول في الشؤون الخارجية الأوروبية للمرة الأولى معارضاً سورياً بارزاً في باريس".
وفي السياق نفسه كشفت "السفير" أنه "للمرة الأولى تعرض الخارجية الفرنسية لقاء رفيع المستوى مع أحد وجوه المعارضة الداخلية السورية، التي أقصيت عن جميع اللقاءات معها، لفتح قناة اتصال معها في مواجهة استعصاء "الائتلاف"، واعتبار جنيف أمراً محسوماً".