Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 12:43:53
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
عقاب صقر سلم 50 ألف دولار للخاطفين كمصاريف للمخطوفين من الحريري وقطر دفعت تسعة ملايين دولار لهم كمساهمة في الصفقة وهذا يكشف فضائح الحريري والمخابرات التركية
دام برس : دام برس | عقاب صقر سلم 50 ألف دولار للخاطفين كمصاريف للمخطوفين من الحريري وقطر دفعت تسعة ملايين دولار لهم كمساهمة في الصفقة وهذا يكشف فضائح الحريري والمخابرات التركية

دام برس:

كما كان متوقعا، ما إن وصل "رهائن إعزاز" إلى ديارهم، حتى بدت أسرار اختطافهم تتكشف، وإن بالقطارة. ربما لن يضيفوا جديدا إلى ما يعرفه الكثيرون، إما بالتحليل أو بالمعلومات الخاصة، أوبالحدس؛ لكن ـ وكما يقال ـ "من تم أحلى يا كحلا".

كان الكثيرون يعرفون، على الأقل من خلال ما رشح من معلومات وأشرطة مسربة عن دور النائب اللبناني المنحط ،عقاب صقر، أن معلمه سعد الحريري ضالع في جريمة الاختطاف حتى رأسه.أما أن يكشف الرهائن عن وقائع حصلت معهم خلال وجودهم في"جب" لواء "عاصفة الشمال"،فللأمر "نكهة" أخرى. وأما أن تعرف أن رئيس الوزراء اللبناني الحالي، المافيوزي نجيب ميقاتي،لم يكن هو الآخر بعيدا عن القصة، أقلّه للتوظيف السياسي الرخيص، فأمر لا يقل"نكهة"!

 

ليس للمخطتفين المحررين جواب قاطع أو واضح على ذلك، لكن ما يقدمونه من معطيات، يتيح معرفة الكثير. فقد كانت الأمور تحصل في الخارج، في أعزاز ومحيطها، وهم لا يعلمون تفاصيل كل ما كان يجري. كانوا يقضون أياماً طويلة داخل المنزل،وعندما يخرجون مرة يشعرون بأن الشمس «شيءغريب». لم يبقوا في المكان ذاته، نقلوا من مكان إلى آخر 18 مرّة، بين أعزاز وعفرين والجبل ومناطق أخرى.

 

ويقول المخطوف المحرر "منذر" لصحيفة لمحمد نزال من صحيفة "الأخبار" بعد أن التقط أنفاسه وبعدأن بدأ يستعيد يوميات محنته وأخوانه" ذات يوم جاءنا أبو ابراهيم ( عمار الداديخي، أول أمير للواءعاصفة الشمال قبل أن يقتل) وأخبرنا بالقول:لقدكان عقاب صقر على بعد أمتار منكم. جاءني ووضع على طاولتي مبلغ 50 ألف دولار بدل مصاريف لكم. قلت له لدينا مطالب أخرى، لكنه، ولاأخفيكم، وضع المبلغ على الطاولة وغادر"!. أين أبوإبراهيم اليوم؟ يجيب الشاب: «سمعنا أنه قُتل في المعارك هناك وما عدنا رأيناه». يُحرّك منذرالذكريات في رأسه، ثم يضيف: «كنت شاهداً على اتصال تلقّاه أبو إبراهيم، وأنا إلى جانبه. قالت له المتصلة إنها سكرتيرة من مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. كان هدف الاتصال تحريك القضية،فما كان من أبو إبراهيم إلا أن أجابها: لا يمكنني الخوض معكم في التفاصيل، عليّ أن أستشيرالأستاذ عقاب صقر وبعدها نرى".

يتقاطع هذا الكلام مع ما نشرته «الأخبار»، في 3حزيران/يونيو الماضي، تحت عنوان: "مخطوفو أعزاز: الحريري يُفاوض الدولة". آنذاك نُقل عن وزير الداخلية مروان شربل أن الحريري يتواصل بنحو مباشر مع الخاطفين، إذ «اتصل بي الحريري وأخبرني عن لائحة لديه تضم أسماء المعتقلات في السجون السورية، وذلك في إحدى مراحلالتفاوض. وعندما كنا في تركيا قال لنا الخاطف ونإنهم أرسلوا تلك اللائحة إلى الحريري، لكن نحن لمنكن نعلم بها يومها، علماً بأن الحريري كان عاتباًعلى الخاطفين لأنهم يتلكّأون في الإفراج عن المخطوفين». شربل نيته صافية. يرى في جهود الحريري «إيجابية لمصلحة القضية». لكن كثيرين،ومنهم أهالي المخطوفين، الذين كانوا يمشطون طرقات بيروت اعتصاماً على مدى أشهر، رأوا فيدور الحريري «سلبية كبيرة... بل بالنسبة إلينا كانهو وصقر من الذين شجّعوا على الخطف إن لم نقل أكثر». ربما تأتي الأيام لتوضح تلك التفاصيل الغامضة في قضية «مخطوفي أعزاز».

عباس شعيب، صاحب حملة بدر الكبرى، نجح بعدأشهر من عملية الخطف في الفرار لساعات من الخاطفين. أخذ معه يومها الهاتف الخلوي لأحد الحراس، غافله وقفز عن السياج الشائك، واتصلبحياة عوالي في لبنان. عباس اليوم يؤكد ما حصل معه، وكيف قبض عليه وأعيد إلى مكان المخطوفين،بعد أن نجحت الاستخبارات التركية في تحديد مكانه. آنذاك كان الأهالي في لبنان قد اتصلوا بوزير الخارجية عدنان منصور الذي أبلغ بدوره القنصل اللبناني في تركيا، فبادر الأخير إلى إبلاغ السلطات التركية بالأمر. كانت هذه الحادثة،بالنسبة إلى الأهالي، من أبرز الأسباب التي جعلتهم يوجهون تهمة الخطف المباشر إلى تركيا.بعد القبض عليه، يستذكر شعيب ما حصل، قائلاً: «ضربوني بقسوة وعلّقوني على الحديد لساعات...منذ اللحظات الأولى لعملية الخطف علمت أنهم يستهدفونني، لأنهم ذكروني بالاسم عند وصولنا إلى المعبر». بدا شعيب في قمة استيائه، لحظة وصوله إلى لبنان، من بعض المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية. كان يحمل في قلبه، خلال كل تلك المدة، ما نقل إليه عن قول سليمان للأهالي في لبنان عندما قصدوه: «روحوا لعند جماعتكم». في قلب شعيب الكثير ليقوله، ولكن "لاحقاً".

علي ترمس، أحد المحررين، يذكر ما قاله لهم أبوإبراهيم ذات يوم: «لقد أصبحت قضيتكم بيد(رئيس الحكومة التركي رجب طيب) أردوغان،وقريباً سيفرج عنكم. يومها كانوا أفرجوا عن واحدمنا وأصبح عددنا عشرة. لكنهم كذبوا علينا مرة تلو أخرى وكان هذا أكثر ما يعذبنا». يأسف ترمس لأنه غير قادر على نظم الكلمات بشكل عادي، فـ«لاتواخذوني إذا أحسستم أنني أخربط في الحديث.أشعر بتشويش في رأسي وأعجز عن التركيز...أقسى اللحظات التي مرّت عليّ كانت عندما أشتاق إلى أولادي. شعرت بالخوف كثيراً، خصوصاً عندما كنا نسمع أصوات الرصاص في الخارج،والحراس كانوا يطلقون النار قرب النوافذ عمداً لكي نشعر بالخوف». يلفت إلى أن كل التصريحات التي أدلوا بها، وهم تحت الخطف، إنما كانت «بسبب الضغط النفسي الذي مارسوه علينا. أتذكرعندما اتصل الخاطفون أمامنا بأهالينا في لبنان،وطلبوا منهم التظاهر أمام السفارتين السورية والإيرانية. يومها قلت لهم: ما علاقة هؤلاء وأنتم الجهة الخاطفة؟ فأزعجتهم نبرتي".

هكذا، انتهت قضية «مخطوفي أعزاز». القضية التي أصبحت، على مدى نحو عام ونصف العام،من يوميات اللبنانيين. البعض سيشتاق إلى الحاجة حياة عوالي ودانيال شعيب وأدهم زغيب ومنىترمس، وغيرهم من الأهالي، من الذين كانوا يرددون أمس في المطار أن الفضل الأول في كل ماحصل هو «للذين خطفوا التركيين في لبنان». هذاما قاله أيضاً عباس شعيب بعيد نزوله من الطائرة أيضاً. تنتهي هذه القضية اليوم، ولمّا تنته بعد فصولها الغامضة، التي لم تنتج شيئاً في السياسة،لكن نجحت فقط في إيلام 11 بريئاً، ومعهم عائلاتهم، كما نجحت نجاحاً باهراً في تعريةعصابات ادّعى عناصرها يوماً أنهم من "الثائرين لأجل الحرية".

 

لكن هل هذا كل شيء؟ لا، فهناك حديث عن أنراعية الخاطفين والقتلة في سوريا، أي الحكومةالوهابية في قطر، دفعت 9 ملايين دولار لأربعة من الخاطفين كجزء من الصفقة، فضلا عن تأمين مستقبلهم الآمن في أوربا!

 

وعن هذه القضية تقول "الأخبار" في تقرير لحسن عليق إن المدير العام للأمن العام اللواء عباسابراهيم كان قبل عشرة أشهر يفاوض من أجل الرهائن في تركيا. وفي لقاء مع رئيس الحكومةالتركي رجب طيب أردوغان ومدير استخباراته حقان فيدان، شرح ابراهيم الأثر السلبي الذي تركه ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز السورية على العلاقات اللبنانية ـــ التركية، كما أثره السلبي على الوضع اللبناني الداخلي.

 

وقد أكّد اللواء ابراهيم للأتراك أن كل المعطيات الموجودة في حوزة الجانب اللبناني تؤكد سطوة الأتراك على الخاطفين. «لم يكذّب أردوغان خبراً».فقد كان لا يزال متأثراً بالجهد الذي بذله ابراهيم لإطلاق سراح مواطنَين تُركيين اختُطِفا في لبنان قبل أسابيع. مباشرة، نظر إلى فيدان قائلاً: «معك أسبوعان كحد أقصى لتأتي بالمخطوفين اللبنانيين وتسلمهم للجنرال ابراهيم». أكّد مدير الاستخبارات التركي أنه سينفذ أوامر رئيسه، لكن الأسبوعين مرّا، وتحولا إلى أسابيع ثم أشهر، من دون أيبارقة أمل تركية. عرف إبراهيم أن اللحظة الأردوغانية لم تحن بعد. كان جلياً لمتابعي قضية المخطوفين أن تركيا وقطر لا تزالان تراهنان على إمكان تحصيل ثمن سياسي من حزب الله، لقاء إطلاق سراح المخطوفين. لكن ابراهيم لم ييأس.استمر في جولاته التفاوضية: من باريس إلى الدوحة، وبينهما أنقرة ودمشق. اقترح على الأتراك عقد لقاءات مباشرة مع الخاطفين. بدأ جولات التفاوض المباشر، بوجود تركي وقطري. انتزع من الأتراك اعترافاً واضحاً بأنهم والخاطفين جهة واحدة. كانت هذه العبارة مسجّلة في محاضراللقاءات التفاوضية. وفي الدوحة، حصل على تعهد أميري بالعمل على إطلاق سراح المخطوفين. أما في دمشق، فقرار رئاسي بالقيام بكل ما يمكن فعله منأجل تسهيل إطلاق الزوار. انتظر ابراهيم اللحظةالمناسبة التي بانت بشائرها قبل أسابيع. قررتقطر الخروج من الميدان السوري شيئاً فشيئاً،ومحاولة فتح صفحة جديدة مع حزب الله وإيران و...النظام السوري.

 

تركيا مرتبكة نتيجة تعاظم دور تنظيم «القاعدة»ومتفرعاته على طرفي حدودها الجنوبية.والمجموعات المسلحة التي تتفيأ لافتة «الجيش الحر» تتراجع يوماً بعد آخر تحت ضربات «دولةالإسلام في العراق والشام» (داعش). 

تتابع الصحيفة القول: تقاطعت الخطوط السياسية والميدانية عند نقطة تعني أمراً واحداًوهو آنه آنأوان إطلاق المخطوفين اللبنانيين من أعزاز. أعاد ابراهيم تشغيل ماكيناته. من الأمم المتحدة في نيويورك إلى الدوحة وما بينهما. طلب مساعدة وسيط سري على صلة جيدة بالأكراد المقاتلين في الشمال السوري. وهؤلاء، يدافعون عن قراهم ومدنهم في وجه الجماعات المتطرفة، وخاصة«داعش» التي تقترب من اجتثاث «لواء عاصفة الشمال» الذي يحتجز المخطوفين. صار مقاتلو«العاصفة» يفرون من هجمات «داعش» في أعزاز،نحو عفرين (غربي أعزاز) ذات الغالبية الكردية.وكان الأكراد يستقبلونهم شرط تسليم أسلحتهم لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية. وفي بعضالأحيان، ساندت «الوحدات» مقاتلي «العاصفة».وبناءً على اقتراح من الوسيط السري، طلب مسؤولون أكراد من «عاصفة الشمال» الإفراج عنالمخطوفين اللبنانيين. تقاطع ذلك مع تدخل قطري،إذ أبدت الدوحة استعدادها لدفع مبلغ 9 ملايين دولار لأربعة من قادة الخاطفين، مع تعهد بتأمين انتقالهم للعيش في أوروبا. كانت الدوحة تخشىوقوع المخطوفين بين أيدي «داعش» التي ربما ستقتلهم. وحينذاك، سيُحمّل حزب الله ومعه إيران مسؤولية ما جرى لقطر وتركيا. والأخيرة، التقطت اللحظة، بعدما بات صعباً على أردوغان تجاهل اختطاف اثنين من مواطنيه في لبنان، وهو علىأبواب حملة انتخابية. في هذا الوقت، كان «لواءالتوحيد»، قد حل محل «عاصفة الشمال» عند معبرالسلامة الحدودي، وحمى من بقي من «العاصفة»في ريف أعزاز الشرقي. طلبت أنقرة من«التوحيد» إطلاق المخطوفين، مذكّرة بأن في إمكانها إقفال المعبر الذي يدرّ ذهباً على «اللواء»التابع للإخوان المسلمين. وفي دمشق، استعداد لتلبية ما يُطلب منها، شرط عدم تسجيل ما يجري تحت خانة تبادل المعتقلين.

تقاطعت مصلحة الجميع، ونضجت الطبخة. وضعابراهيم اللمسات الأخيرة على العملية، فنُقِل المخطوفون الأربعاء الماضي إلى الأراضي التركية،قبل أن تقلهم طائرة قطرية إلى بيروت.

الحقيقة - الاخبار
 

الوسوم (Tags)

الحريري   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz