دام برس:

الأخوة القرّاء الكرام ، أرجو منكم عدم الغضب والانفعال حين تقرؤون مقالي هذا ، والذي أريد من خلاله وضع النقاط على الحروف لتبدو الصورة واضحة عند كثر من الناس .
بادئ ذي بدء ظهر مصطلح الشبيحة في سوريا عبر وسائل الإعلام ليكون مرادفا لمفهوم ( البلطجة ) المصري ومفهوم ( الأزعر / الزعرنة ) في الأردن ، وحين تستخدم هذه المصطلحات فإنها تطلق على كل شخص مأجورمؤيد للنظام في بلده بمعنى أن هؤلاء ليسوا أناس يتمتعون بالقدر الكافي من الوطنية والانتماء ،فانتماؤهم ووطنيتهم مجروحة بسبب أفعالهم وتصرفاتهم ضد المواطنين المدنيين الذين خرجوا للتعبير عن مطالبهم ، ومن هنا عملت وسائل الإعلام المغرضة على تشويه صورة النظام السوري فاتُّهم باستعانته بالشبيحة لقتل المدنيين والاعتداء عليهم ، كما كان حال البلطجية في مصر .
إن ما يبعث على الأسى والحزن أنك حين تتصفح ( الفيس بوك )  ستصاب بالدهشة من كثر الذين يسمّون أنفسهم بالشبيحة ، زد على ذلك تجد أن معظم المؤيدين للنظام السوري يلصقون باسمهم كلمة ( الأسد ) وهذا ليس عيباً ، إن كان الشخص الذي تسمّى بهذا الاسم الكبير مخلصا في حبه وولائه لوطنه أولاً ولقائده ثانيا ، ولكن حين ترى ما ينشره هؤلاء لا يمتُّ إلى الولاء أو الانتماء بصلة لا من قريب أوبعيد .
إن جلّ همّ هؤلاء مدّعو الوطنية نشر الصور والبوستات والتعليقات الفارغة من المعنى والمحتوى ، وكم كنتُ أتمنّى أن أرى في ما ينشره البعض منهم  شيئاً ذا قيمة يخدم مصلحة الوطن .
إننا كشرقيين مجبولين على تأليه حكامنا ورفعهم الى درجة القداسة -إن أحببناهم - ونجعلهم في منزلة الشياطين والكفرة والزنادقة إن أبغضناهم ،
إليكم أنتم يا من تدّعون حب القائد وحبّ الوطن ، سوريا اعلموا أنّ  القائد ليس بحاجة لنشر صوره ولا يحتاج منكم تأليهاً ، إنّه يدعوكم كمواطنين شرفاء غيورين على الوطن وممتلكاته أن تهبّوا للدفاع عنه بكل الوسائل المتاحة والممكنة ، فعملك في المجال الخدماتي من تنظيف للشوارع ومساعدة الاسر المهجّرة ولو بربطة من الخبز  أو التبرّع بوحدة من الدم ،أشرف من قضاء الساعات خلف شبكة النت للدردشة وإضاعة الوقت ، إن كنتم تحبون القائد والوطن ساهموا في كشف المؤامرات التي تتعرض لها سوريا واعملوا على نشرها ليس بينكم وانما ليراها العالم ، فهل نبقى ننتظر الغرب ووسائله الإعلامية أن تنوب عنّا في كشف المجازر والانتهاكات التي يتعرض لها السوريون ؟
ألا يرفُّ لكم جفن وأنتم ترون الذئاب تعتدي على أراضيكم وأعراضكم يا من تدّعون حب الوطن والقائد ؟ ألا تتحرك فيكم المروءة والنخوة وانتم ترون أفراد الجيش وهم يتغذّون على أقلّ القليل من الطعام ، وأنتم متخمون وتتفاخرون بنشر أشهى أنواع المأكولات والأطعمة ؟ ألا تخجلون حين ترون مصانعكم وهي تنهب أمام أعينكم وتتباكون عليها ثم تدّعون حب القائد والوطن ؟ ألا تتحرك فيكم مشاعر الغيرة حين أصبحت السوريات الشريفات العفيفات سلعة رخيصة ووسيلة للمتعة من قبل الانجاس والأوباش داخل سوريا وخارجها، سحقاً لكل من يدّعي حب الوطن والقائد ولا يخدمهم !
كل لحظة ترفعون الصوت بحب الوطن والتغني بالقائد ، فإن كنتم حقاً صادقين فها هو الوطن يُباع ويشترى فماذا أنتم فاعلون ؟
إن كنتم حقاً كما تدّعون لبذلتم من دمائكم الثمن ولقمتم تضمِّدون جراحه  إن كنتم من أهل الفِطَن،
هذه هي الحقيقة والمريض القلب تجرحه الحقيقة 
إني أخش ما أخشاه أن من يدّعي حب القائد ويطلق على نفسه شبيّح أن يسارع إلى تغيير اسمه لو انتصرت قوى الظلام وشياطين الكفر - لا قدّر الله - فمن كان يتباهى ويسمي نفسه مثلا (زيد الأسد  )يحوّله إلى  (زيد الداعشي ) ومن كانت تسمّي نفسها ( خولة الاسد ) أو الأسدية  ستصبح ( خولة الداعشية )أو النُّصرية - نسبة الى جبهة النصرة -
وبعد عاشت سوريا الوطن ، عاش جيش سوريا المجاهد ، عاش قائد سوريا المقاوم ، وعاش كل سوري وسورية صادق في ولائه وانتمائه وحبه لوطنه وشعبه وقائده
غالب راشد
عمّان - الأردن